الجمعة, 19 أبريل 2024

بعد انقضاء العام الأول على كورونا .. “مال” ترصد شركات عظمت مكاسبها بسبب الجائحة وأخرى تأثرت سلبا .. تعرف عليها

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

مع توالي إعلان الشركات المدرجة عن نتائج أعمالها السنوية في عام الجائحة، فإن المتهم في كثير من الأحيان، هو كورونا، فمن المنطقي أن يتبادر للذهن ومن الوهلة الأولى ان أي شركة ستعلن في مثل هذه الظروف عن تراجع في أرباحها أو زيادة في خسائرها، أو تحولها من الربحية إلى الخسارة، سيكون السبب في ذلك هي الجائحة وتداعياتها، ولكن وبعد استعراض النتائج التي تم الإعلان عنها، فإننا توصلنا إلى أنه لا يمكن الإلقاء باللائمة كلياً على كورونا.

59 شركة
أعلنت وحتى صباح اليوم الإثنين 59 شركة، ضمت نماذج من أغلب القطاعات، وحسب إحصائية قامت بها “مال” فهناك ثلاث شركات سجلت خسائر مقابل أرباح وهي: بنك ساب ووقت اللياقة (لأول مرة في تاريخها)، وسابتكو، بينما تراجعت خسائر كل من معادن وفيبكو، وارتفعت الخسائر في كل من : بترورابغ وأنابيب السعودية، وكيان السعودية وسوليدرتي، في حين تحولت الجوف الزراعية من الخسارة إلى الأرباح، وارتفعت الأرباح في 32 شركة وتراجعت في 17 شركة أخرى.

اقرأ المزيد

14 شركة تأثرت بشكل صريح
من بين الشركات الـ59 التي أعلنت عن أرباحها، جاء ذكر جائحة كورونا وتأثيرها على الأرباح بشكل مباشر في إعلانات 14 شركة، حيث ذكرت تلك الشركات تأثر أرباح بالجائحة سواء استطاعت التغلب على هذا التأثير أو لا.
وجاء على رأس تلك المجموعة الشركات الثلاثة التي تحولت من الأرباح للخسائر، وهي: ساب ووقت اللياقة وسابتكو، حيث ذكرت أن هذا التحول يرجع وبشكل أساسي للتأثر بجائحة كورونا، ومنها اثنتان تأثرتا في أنشطتها التشغيلية وهما وقت اللياقة وسابتكو وتعمل كلتيهما في أنشطة مرتبطة بشكل كبير بعمليات الإغلاقات، بينما تأثر ساب بشكل غير مباشر، حيث تسببت الأحداث المصاحبة لكورونا إلى انخفاض قيمة الشهرة لديه.

وجاء في المرتبة الثانية اثنتان من الشركات الأربعة التي سجلت ارتفاعاً في خسائر، والشركتان هما بترورابغ وأنابيب السعودية، حيث أرجعت الاثنتان أيضا الزيادة في الخسارة إلى جائحة كورونا، بينما لم تذكر الشركتان الأخرتان كورونا في أسباب زيادة خسائرها.

وفي المرتبة الثالثة جاءت خمس شركات تراجعت أرباحها بنسب تراوحت بين 84.82% للمجموعة السعودية و42.53% في طيبة للاستثمار، بينما تراجعت أرباح زين السعودية بنسبة 46.39%، وتراجعت أرباح الدريس بنسبة 58.48% وهرفي للأغذية بنسبة 72.68%، وكلها ذكرت وبشكل مباشر تأثر إيراداتها بجائحة كورونا.

4 انتصرت على كورونا
من بين الشركات الـ14 التي أعلنت وبشكل مباشر عن تأثر أعمالها بالجائحة هناك 4 شركات استطاعت الانتصار على هذا التأثير، ليس هذا وحسب بل إحداهم استطاعت أن تحقق أعلى أرباح في تاريخها لتدخل بها في نادي المليارات للمرة الأولى لها، وهي شركة جرير والتي ذكرت أن مبيعات التجزئة والجملة للمستلزمات المدرسية لديها تأثرت سلباً بتحول نمط الدراسة إلى التعليم عن بعد للحد من انتشار جائحة فيروس كورونا، إلا أن النمو في باقي القطاعات أدى إلى ارتفاع إجمالي المبيعات.

وذكرت بدجت أن عائدات التأجير لديها تاثرت بالجائحة، إلا أن الزيادة في مبيعات السيارات والارتفاع في معدلات الربحية بالنصف الثاني عوض ذلك. كذلك ذكرت شركة المراعي أن قطاع المخابز لديها تأثر سلباً بإغلاق المدارس، كذلك تأثر إجمالي الربح بسبب ارتفاع التكاليف الوقائية المتعلقة بكورونا، وكذلك تأثر قطاع الأنشطة الأخرى بالجائحة، إلا أن الشركة استطاعت أن تعود لمواصلة مسيرة النمو مرة أخرى، وذلك بعد توقف المسيرة لعامين متتالين. أما أسواق العثيم فقد ذكرت أن إيراداتها تأثرت سلباً بالجائحة إلى أن هوامش الربحية دفعت لتحقيق نمو في صافي الأرباح بنسبة 30.8%.

وهذا يؤكد ما سبق وأن ذكرناه في تقرير عن مجموعة الدكتور سليمان الحبيب للخدمات الطبية من أن درجة التأثر سواءً إيجاباً أو سلباً تختلف وفقاً لطريقة تعامل الشركات مع قطاعاتها التشغيلية، ودرجة تكيفها مع الجائحة.

جهود لا تُنكر
وهنا لابد من ذكر جهود الدولة في دعم الاقتصاد بشكل عام وفي بعض القطاعات مثل الصحة والتعليم بشكل خاص في فترة الجائحة، وهو ما انعكس وبشكل واضح على أداء العديد من الشركات والتي استطاعت أن تحقق نمواً في أرباحها، على العكس مما تم في دول أخرى في القطاعات نفسها، وفي الوقت ذاته لا يمكن إغفال الجهود التي تم بذلها قبل الجائحة في تحقيق أهداف رؤية 2030 والتي أثرت بشكل كبير على درجة استعداد العديد من القطاعات لهذه الجائحة.

ليس حصراً
في السطور السابقة قمنا برصد الشركات التي ذكرت في الإعلان عن نتائجها السنوية وبشكل مباشر أنها تأثرت بجائحة كورونا، إلا أن هذا لا يعني أن الشركات الأخرى لم تتأثر، حيث وعلى سبيل المثال فقد تأثر قطاع العيادات الخارجية في الشركات التي تعمل في مجال تشغيل المستشفيات مثل مجموعة سليمان الحبيب إلا أن الشركة ولأنها استطاعت أن تحتوي وتتكيف مع هذا التأثير وحققت أرباحاً هي الأعلى لها منذ 2015 فلم تركز في إعلانها على هذا الجانب، ومن المؤكد أن هناك العديد من الشركات حدث معها الأمر نفسه، في حين ذكرت شركة المستشفى السعودي الألماني تأثر إحدى مستشفياتها التابعة بالجائحة كمعلومة إضافية ولم تذكرها كأحد الأسباب التي أثرت بشكل مباشر على الأرباح التي ارتفعت 3.5%. وكذلك شركة مثل اكسترا (أعلى أرباح في تاريخها) التي من المؤكد أنها تأثرت بشكل ما بعمليات الإغلاق، وخاصة في مبيعات التجزئة لديها، إلا أن تأقلمها مع الجائحة وسرعة تصرف الإدارة بتنشيط التجارة الإلكترونية (التي تخطت حاجز المليار ريال لأول مرة في تاريخ الشركة) أدى إلى تحقيقها نمواً في أرباحها بـ 32.25%. كذلك ربما تذكر بعض الشركات في قوائمها المالية التفصيلية تأثر بعض جوانب أعمالها بالجائحة.
وهذه الشركات وغيرها يمكننا اعتبارها مستفيدة من كورونا، حيث قامت بتنشيط بعض القطاعات التي لم تكن على نفس الدرجة من النشاط من قبل، مع العلم بأن هذه القطاعات سوف تفيد في دعم القطاعات الأخرى وبشكل كبير في الأعوام المقبلة، بالإضافة إلى أن الجائحة أيضا ستجعل هذه الشركات وغيرها من التي تمتلك إدارات واعية تعمل على وضع الخطة “باء” دائماً حتى لا تتعرض لمشاكل بسبب الظروف الاستثنائية في المستقبل.
معايير عامة
وبناء على ما سبق سنذكر هنا المعايير العامة التي توضح تأثر قطاع أو أكثر في شركة من الشركات بجائحة كورنا، في الوقت الذي لا تتأثر به باقي القطاعات، وهو حسب تقرير سابق لشركة الجزيرة كابيتال:

وعلى الرغم من ذلك نعود للتأكيد على أن هذه المعايير هي معايير عامة وليس بالضرورة أن تنطبق بنسبة 100% على الشركات، خاصة أن الكثير من الشركات استطاعت التأقلم مع هذا التأثير وحولته لصالحها برفع طاقتها التشغيلية في قطاعات على حساب الأخرى الأكثر تأثراً بكورونا، كما ذكرنا في اكسترا وسليمان الحبيب والسعودي الألماني على سبيل المثال لا الحصر، أو أن هناك عوامل أخرى تدخلت لتقلل أو تمحو هذا التأثير، مثل ما تم مع شركة النقل البحري، والتي كان من المتوقع أن تتأثر بشكل سلبي إلا أن النمو المحقق في قطاع نقل النفط الخام بسبب ارتفاع معدلات أسعار النقل بالإضافة لزيادة عمليات النقل خلال العام أدى لتحقيقها ثالث أكبر صافي أرباح وثاني أعلى أرباح تشغيلية وأعلى إيرادات في تاريخها.

ولا يفوتنا هنا أيضا التنويه على أن العديد من أعمال الشركات يتم تأجيلها فقط وليس إلغاؤها، وبمجرد عودة النشاط تستطيع الشركات تعويض ما خسرته في فترات التوقف، وهو ما حدث مع العديد من الشركات في النصف الثاني 2020 مقابل النصف الأول منه، وفي الأخير نحن بانتظار إعلان باقي الشركات عن نتائج أعمالها، ربما تظهر أشكال أخرى للتأثر بالجائحة أو للتغلب عليها.

ذات صلة

المزيد