الجمعة, 19 أبريل 2024

الرؤية التي أصبحت واقعًا مبهرًا ونموذجًا يحتذى

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

عندما انطلقت رؤية المملكة 2030 قبل خمس سنوات كان أول أولوياتها رفع سقف طموح المواطن السعودي، وهو أمر يستوجب رفع كفاءة الأداء في مختلف أجهزة الدولة، وبهِمَّة السعوديين التي وصفها صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بأنها شامخة لا تنكسر، وشبهها بجبل طويق، ارتفعت وتيرة العمل، وتحولت المملكة مركزا لاستقطاب الأفكار والمبادرات العالمية.

كل ذلك سبقه حلم كبير عن مستقبل المملكة، انطلق بعد وضوح برامج الرؤية التي أعلنها الأمير محمد، وبما تحمله من مبادرات وخطط خلاقة، ومشاريع عملاقة ستغير وجه المملكة والمنطقة، كذلك لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن تنطلق بالقوة التي نتحدث عنها، أو نلمس إنجازاتها وآثارها على أرض الواقع كما هي عليه اليوم، وفي الوقت الذي كان العالم منشغلًا بجائحة كورونا وتداعياتها، كان عراب الرؤية يعلن قبل أسابيع قليلة عن ضخ ٢٧ تريليون ريال في شرايين الاقتصاد السعودي خلال العشر سنوات المقبلة، في برامج شراكة مع القطاع الخاص، ليساهم في زيادة مرونة الاقتصاد، ودعم الازدهار والنمو المستدام، ذلك المؤشر هو خارطة طريق الرؤية السعودية في كل مجال.. وفي كل قطاع.

وشهدت المملكة العربية السعودية منذ إطلاق الرؤية ظهور العديد من المشروعات العملاقة، التي بدأت بالفكرة الحلم ثم الإعلان عنها قولا، وصولا إلى مرحلة تنفيذها على أرض الواقع فعلا، وهذا هو مسار مشروعات الرؤية، فإرادة القيادة التي تصر على أن الوعد الذي أطلقته يجب أن يتحقق، استوجب في البداية قدرات مضاعفة لتحمل الآثار الجانبية التي دُرست جيدًا، وعولجت من أجل تحقيق قفزات تنموية واقتصادية للوطن بمختلف مناطقه، تفعيلًا لمبدأ تنويع مصادر الدخل، وبناء اقتصاد قوي متماسك متعدد المصادر، وإيجاد آلاف الوظائف، وتحسين جودة الحياة.

اقرأ المزيد

وأعتقد أن مشروع “القدية” من أبرز تلك المشروعات الطموحة، حيث يدعم توجهات الدولة التي عزمت قيادتها على الارتقاء بمستوى الخدمات في العاصمة الرياض؛ لتصبح واحدة ضمن أفضل 100 مدينة للعيش على مستوى العالم، لينضم إلى أربعة مشروعات نوعية أخرى، تصل تكلفتها لقرابة الـ 86 مليار ريال، وهي مشروع حديقة الملك سلمان، ومشروع الرياض الخضراء، ومشروع المسار الرياضي، ومشروع الرياض آرت.

وعلى الجانب الغربي من المملكة هناك مشروع البحر الأحمر، الذي سيكون على أكثر المواقع الطبيعية جمالا وتنوعا في العالم، وسيسهم في إحداث نقلة نوعية في مفهوم السياحة وقطاع الضيافة، كما أن مشروع (جدة داون تاون) سيعيد تطوير الواجهة البحرية في وسط كورنيش مدينة جدة، وسيحولها لمنطقة حيوية، ووجهة سياحية وسكنية وتجارية فريدة؛ لتصبح ضمن أفضل 100 مدينة على مستوى العالم، فضلا عن أن صندوق الاستثمارات أعلن عن تأسيس عدد من الشركات، من بينها شركة “رؤى الحرم المكي” التي تهدف إلى تطوير مشاريع تسهم في رفع الطاقة الاستيعابية لاستضافة الأعداد المتزايدة من الزوار القادمين للمملكة لأداء مناسك الحج والعمرة، وشركة “رؤى المدينة” المعنية بالتطوير العمراني الهادف إلى تعزيز جاهزية منطقة المسجد النبوي لاستضافة عدد أكبر من الزائرين للمدينة المنورة.

وفي الشمال الغربي من المملكة نجد مشروع “نيوم”، الذي دعمه صندوق الاستثمارات العامة بأكثر من 500 مليار دولار، ليمثل نموذجًا عالميًا رائدًا في مختلف جوانب الحياة، حيث يركز على استجلاب سلاسل القيمة في الصناعات والتقنية، كما أن مشروع “ذا لاين” داخل “نيوم” يعد نموذجًا لما يمكن أن تكون عليه المجتمعات الحضرية مستقبلًا، ومخططًا يكفل إيجاد التوازن للعيش مع الطبيعة، ويضاف لذلك مشروع “أمالا” الذي يمثل وجهة سياحية فائقة الفخامة، المتركزة حول النقاهة والصحة والعلاج.

وستسهم مشروعات الهيئة الملكية لمحافظة العلا، التي أطلق سمو ولي العهد مؤخرا الرؤية التصميمية لمخطط رحلة عبر الزمن، بهدف إحياء وتأهيل المنطقة الرئيسية فيها، والتي ستحولها إلى وجهة عالمية للتراث والسياحة، مع الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي فيها، مما يساهم في الناتج المحلي التراكمي بنحو 120 مليار ريال.

وعلى الساحل الشرقي تم إطلاق المرحلة الأولى من مشروع مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك SPARK) الواقعة بين حاضرتي الدمام والأحساء في المنطقة الشرقية، والهادف إلى دعم “برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية”، الذي يسعى لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، من خلال تحويل المملكة إلى قوة صناعية رائدة، ومنصة لوجستية عالمية في مجالات النمو الواعدة.

أما عسير، فقد حظيت بالإعلان عن إطلاق شركة السودة للتطوير، باستثمارات تتجاوز قيمتها 11 مليار ريال في البنية التحتية، وتطوير قطاعي السياحة والترفيه.

ومن يتابع التطورات التي تعيشها المملكة، سيرى أن الوقت قد حان إلى تطوير كل ما يتعلق بأمر البيئة، بعد أن أخذت المشاريع الاقتصادية والاجتماعية والرياضية مسارها الصحيح نحو الهدف المرسوم، الذي ضرب له ولي العهد موعدًا بحلول عام 2030.

ومن أجل بيئة أفضل، تم الإعلان عن “مبادرة السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر”، وهما مبادرتان تهدفان إلى زراعة 50 مليار شجرة، وهو أكبر مشروع من نوعه في تاريخ المعمورة.

وتضمنت مشروعات الرؤية إعادة صياغة وهيكلة العديد من الأنظمة لمواكبة مستهدفاتها، ومن ذلك التشريعات المتخصصة الأربعة (مشروع نظام الأحوال الشخصية، ومشروع نظام المعاملات المدنية، ومشروع النظام الجزائي للعقوبات التعزيرية، ومشروع نظام الإثبات) الهادفة إلى زيادة الإسهام في ضمان الحقوق وتحقيق العدالة.

إن المنصف مهما كان موقفه تجاه المملكة، يعلم يقينا أن الرؤية السعودية تحولت إلى واقع مبهر ونموذج يحتذى، والحقيقة التي لا يأتي أحد على ذكرها، هي أن المنهج الذي رسمه الأمير محمد بن سلمان، وهو عراب الرؤية، لتحقيق الأهداف المرسومة، لم يكن بالأمر الهين، الأمر الذي رفع مستوى التطلعات، والذي يعد هدفًا اختارته القيادة، وهي مؤمنة به، ومصممة على تنفيذ جميع متطلباته، وفق خطة محددة وجدول زمني واضح.

وإني على ثقة بأن الرؤية السعودية سترسم للوطن قصة نجاح ملهمة لكل العالم، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ومتابعة وإشراف عراب الرؤية، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

 إعلامي سعودي

ذات صلة

المزيد