الجمعة, 19 أبريل 2024

المعادل الاجتماعي و المضاعف الاقتصادي و نسيج المجتمع

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

عبد الله السواحة

ثبت لنا جميعًا وبما لا يدع مجالًا للشك أن المستقبل سيكون لأولئك الذين يتمتعون بالمرونة الرقمية، ولديهم اقتصادات ومجتمعات متينة، تعتمد على التحول الرقمي والاقتصاد الرقمي.

ففي أصعب سنة مرت على البشرية، أظهرت التقنيات الرقمية أنها لم تعد تشكل أكبر معادل اجتماعي ومضاعف اقتصادي وحسب، بل حافظت على سلامة النسيج الاجتماعي، وأبقت الاقتصادات مترابطة، وكانت عاملًا رئيسيًا في الحفاظ على البيئة.

اقرأ المزيد

من الجانب الاجتماعي، كانت التقنيات الرقمية السبيل الوحيد ليتلقى أحباؤنا الرعاية الصحية خارج غرفة العناية المركزة، حيث ارتفع العدد التقديري لاستشارات الرعاية الصحية الافتراضية عالميًا من 200 مليون استشارة ليصل إلى مليار استشارة افتراضية.

وشهدنا في المملكة معدل نمو مماثل، حيث عالجت منصات الصحة الرقمية في المملكة أكثر من 25 مليون استشارة صحية افتراضية في العالم الماضي. وعقدنا شراكة مع الشركة العالمية الرائدة في مجال الرعاية الصحية عن بُعد “بابيلون هيلث”، لاستخدام البيانات والذكاء الاصطناعي وتطبيقها في الرعاية الصحية، الأمر الذي ساعد في تقليل تكلفة تقديم الاستشارات الافتراضية لتصل إلى دولار واحد في بعض الحالات.

أما من الناحية الاقتصادية، فقد ساعدتنا التقنيات الرقمية في المملكة على تسريع الخطى في التحول نحو مجتمع غير نقدي، إذ ازدهرت التقنيات المالية في المملكة لتعالج معاملات تجارية فاقت الـ 400 مليار ريال، وارتفعت نسبة التعاملات غير النقدية إلى 37%، واحتفلنا بأول شركة مليارية في التقنيات المالية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وبالانتقال إلى مجال البنية التحتية، باتت المملكة اليوم مقرًا لأكبر مرافق الحوسبة السحابية واسعة النطاق في المنطقة، بعد الشراكتين النوعيتين بين شركتي جوجل وأرامكو السعودية، وبين شركة علي بابا للحوسبة السحابية مع شركة الاتصالات السعودية لبناء أكبر مراكز بيانات الحوسبة السحابية الإقليمية في المملكة. وبذلك تبلغ قيمة شراكتي الحوسبة السحابية مجتمعتين 1.5 مليار دولار، لتصبحا أكبر الاستثمارات التقنية والرقمية في المنطقة.

أما على الصعيد البيئي، فقد أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان مطلع هذا العام عن مشروع “ذا لاين” في نيوم، مطلقًا النموذج العمراني الذي سيغير خارطة المدن الذكية في العالم للـ 150 عامًا القادمة، حيث يضع “ذا لاين” الإنسان أولًا عبر تقديم نموذج حضري خالٍ من الانبعاثات الكربونية، وبطاقة متجددة بنسبة 100%، وبنماذج تعتمد على التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي.

ومع كل هذا التحول التقني والرقمي، ليس بمستغرب أن مركز الاتحاد الأوروبي للتنافسية الرقمية قد صنف المملكة اليوم بأنها الدولة الأولى في التنافسية الرقمية بين نظرائها في دول مجموعة العشرين.

وفي الختام، نمضي بكل ثبات في رحلتنا التحولية لبناء حاضر المملكة المترابط ومستقبلها المبتكر، والقطاع الخاص والمستثمرون هم شركاؤنا الأساسيون في هذه الرحلة.

وزير الاتصالات وتقنية المعلومات

ذات صلة

المزيد