الجمعة, 19 أبريل 2024

مشروع الأحلام في البحر الأحمر

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

خمس سنوات مرت على إطلاق رؤية المملكة 2030، حولت المملكة لنموذج يحتذى به عالميًا، وأثبتت أننا قادرون على الحلم والتنفيذ في آن واحد، بإرادة قوية دعمها خادم الحرمين الشريفين، وقادها عرّاب التغيير ومهندس الرؤية، سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان، بكل ثبات وثقة على أرض صلبة، تجعلنا أقوى وأقدر على أن نكمل هذه المسيرة؛ لنصل بأحلامنا إلى العالم.

نحن في مشروع البحر الأحمر، أحد المشاريع العملاقة التي أطلقها صندوق الاستثمارات العامة، والذي يستعد لافتتاح أولى مراحله بنهاية العام القادم 2022، وتنفذه وتطوره شركة البحر الأحمر للتطوير، نفخر بأن نكون جزءًا من تحقيق خطط وأهداف رؤية 2030.

فهناك على امتداد ساحل البحر الأحمر، ما بين مدينتي الوجه وأملج، انطلقت أعمال البناء والتشييد في العام 2019 على البر وفي البحر، حيث تم اختيار 22 جزيرة للتطوير والبناء من الأرخبيل الذي يضم أكثر من 90 جزيرة، بالإضافة لتطوير مواقع في قلب الصحراء، وأخرى على الجبال، إذ يسعى المشروع للنهوض بقطاع السياحة السعودي، ودعم دور القطاع الخاص في الاقتصاد، وتشجيع المحتوى المحلي، وتنمية المناطق المحيطة، إضافة لحرصه على الحفاظ على البيئة، وتحقيق الاستدامة من خلال عدد من المبادرات.

اقرأ المزيد

وإذا أردنا رصد المساهمة الفعلية للمشروع في تحقيق أهداف الرؤية؛ يمكننا أن نقول إنه ساهم، وسيساهم بشكل مباشر وغير مباشر، في تحويل أهداف الرؤية الاستراتيجية إلى واقع، فالمشروع سيضيف نحو 101 مليار ريال (27 مليار دولار) في الناتج المحلي الإجمالي أثناء مرحلة البناء، و 22.5 مليار ريال (6 مليارات دولار) سنويًا، وسيوفر نحو 70 ألف فرصة وظيفية حالية ومستقبلية (35 ألف بشكل مباشر، و35 ألف بشكل غير مباشر).

وهنا لا ننسى أن القطاع السياحي هو القطاع الذي وضعت رؤية المملكة 2030 النهوض به هدفًا استراتيجيًا مباشرًا، لذلك فإن المشروع يستهدف وضع المملكة ضمن أفضل 10 وجهات في العالم للسياحة الشاطئية التي تستحوذ على 80% من السياحة العالمية، ويستهدف إضافة 50 فندقًا جديدًا بحلول 2030، تمثل أي بنحو 11% إضافة جديدة لعدد الفنادق التي تخدم السياحة الترفيهية في المملكة.

وتحقيقًا لهدف تشجيع ودعم القطاع الخاص السعودي، والذي توليه الرؤية أهمية خاصة، فقد منحنا عقودًا تجاوز عددها 500 عقدًا بقيمة تفوق 15 مليار ريال، كان نصيب الشركات السعودية الخاصة منها 70%، فتحالف “أكوا باور”، الشركة السعودية الرائدة في الطاقة المتجددة، ستمد وجهة المشروع بالطاقة المتجددة بنسبة 100%، كما أن الشركة العقارية السعودية للبنية التحتية (بنية) تقوم بتصميم وتنفيذ الطرق الداخلية، ويساهم تحالف نسما وشركاهم للمقاولات المحدودة والمباني العامة للمقاولات في أعمال البنية التحتية للملاحة الجوية بمطار الوجهة الدولي، وعملت شركة أمانة للمقاولات السعودية بتصميم وبناء الفندق الإداري ومبانٍ سكنية بمدينة الموظفين، والتي ستفتتح في الربع الثاني من 2021.

أما خدمات الصيانة والأمن والتموين بالقرية السكنية العُمالية فتتولاها شركة البحر الأحمر العالمية و”فمكو”، إضافة لقيام شركة الكفاح للمقاولات ببناء مبانٍ سكنية في مدينة الموظفين، وتقدم شركة زين السعودية خدمات الاتصالات والإنترنت في مواقع المشروع خلال مرحلة الإنشاء؛ لتحقيق التواصل المريح للعاملين هناك.

أما على صعيد مساهمة المشروع في تعزيز المحتوى المحلي؛ فيمكن رصدها من 4 عناصر أساسية حددتها هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية، وهي الأصول الجديدة التي سيتم إضافتها لصندوق الاستثمارات العامة، والقوى العاملة والتي متوقع لها أن تصل إلى 70 ألف فرصة عمل، والسلع أو الخدمات المحلية التي سيخلق المشروع طلبًا عليها، وأخيرًا التقنية ونحوها التي يستهدف المشروع توظيفها وتوطينها في المملكة.

وكما هو معروف، فإن تنمية أي مكان لا يمكن أن تكون بمعزل عن المناطق المحيطة به، وهو أحد الأهداف الرئيسية في رؤية 2030، والمتمثلة في خلق وظائف جديدة للسعوديين للحد من معدل البطالة، حيث شكل المشروع نقطة جذب لأبناء المناطق المحيطة بالمشروع، حيث حرصت إدارة المشروع على إتاحة الفرص التدريبية للعمل في المشروع، سواءً أثناء مرحلة التجهيز والبناء أو بعد استكماله، إضافة إلى النهضة المنتظرة بعد تشغيل المشروع؛ كونها نقاط إمداد للسلع والخدمات التي يحتاجها المشروع.

ومن أقرب الأهداف إليَّ شخصيًا، والتي حرصت شركة البحر الأحمر للتطوير على تحقيقها كركن أساسي أولته الرؤية اهتمامها، وتماشى المشروع معها سعيًا لتحقيقها منذ اليوم الأول للعمل فيه، هو الحفاظ على البيئة، وكانت أولى المبادرات الكبرى هي اعتماد المشروع بشكل كامل على الطاقة المتجددة (الشمس والرياح) بنسبة 100%، إلى جانب استخدام المواد الصديقة للبيئة في كافة مرافق المشروع، إضافة إلى الحرص على الحد من الانبعاثات الكربونية، والحد من التلوث الضوئي، وكذلك تشغيل إدارة متكاملة لتدوير النفايات بجميع أنواعها، وبالطبع كان لمكونات البيئة المحيطة بالجزر، مثل الشعب المرجانية والكائنات التي تعيش هناك، استراتيجيات تعامل خاص للحفاظ عليها وتعزيزها وتحسين بيئتها.

ونفخر بأننا خلال السنوات الثلاث الماضية، حصلت شركة البحر الأحمر للتطوير على عدد من الجوائز الدولية والمحلية، منها حصولها على جائزة أفضل مطور للعام، خلال حفل توزيع الشرق الأوسط للمشاريع الكبرى للعام 2020، وذلك عن التقدم المذهل الذي حققته في مشروع البحر الأحمر، والعمل الاستثنائي الذي قامت به لإرساء معايير جديدة، ولا سيما في مجالي الاستدامة والتجديد البيئي ضمن منطقة المشروع، كما حصلت على جائزة التميز للصحة والسلامة المهنية، عن خطة الصحة والسلامة التي اتبعتها لمواجهة “كوفيد-19″، وتقديرًا لجهودها في الحفاظ على صحة وسلامة العاملين لديها خلال الجائحة، سواءً في موقع تطوير المشروع أو مقر الشركة الرئيسي.

كل هذه الإنجازات، بل وأكثر، لن تسع هذه السطور لإيجازها، ولكنها إنجازات كثيرة، لم تكن لتتحقق لولا الدعم من حكومتنا الرشيدة، برعاية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، وإيمان كل فرد في شركة البحر الأحمر للتطوير وشركائنا برؤية المملكة 2030.

كبير الإداريين والمتحدث الرسمي بشركة البحر الأحمر للتطوير

ذات صلة

المزيد