الجمعة, 29 مارس 2024

بالصور .. حكاية اليخت السري لجيف بيزوس

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

أثارت الأخبار التي تفيد بأن جيف بيزوس قد اشترى “يختا فاخرا” الاهتمام بالعالم السري لعشاق الرحلات من الأثرياء.

وفقا لـ “بي بي سي” إذ يقول الخبراء إن صناعة اليخوت الفاخرة تزدهر منذ سنوات حتى في ذروة الركود الاقتصادي العالمي الناجم عن الوباء.

ورأى جيف بيزوس، مؤسس أمازون وأغنى رجل في العالم، ثروته الشخصية تتضاعف تقريبا منذ عام 2017 إذ تحول عدد أكبر من الناس إلى التسوق عبر الإنترنت أكثر من أي وقت مضى.

اقرأ المزيد

وليس بيزوس فقط من رأى ذلك، فقد شهد العديد من أثرياء العالم تعاظم ثرواتهم في السنوات الأخيرة.

ونتيجة لذلك واصلت أحواض بناء السفن إنتاج يخوت أكثر ضخامة مع نمو شعبيتها كما يرى الخبراء.

ووفقا لروايات الوسطاء، فقد شهد عام 2020 بيع عدد من اليخوت أكثر من أي وقت مضى إذ من المقرر أن يحطم عام 2021 الأرقام القياسية للمبيعات مرة أخرى.

ماذا نعرف عن يخت بيزوس؟
تقوم شركة أوشيانكو بالإشراف على بناء اليخت الذي يبلغ طوله 127 مترا في هولندا، وفقا لسيرة ذاتية جديدة لبيزوس من قبل بلومبيرغ نيوز.

وتقدر تكلفة ذلك اليخت بنحو 500 مليون دولار، وهي قطرة في بحر ثروة أغنى رجل في العالم، والذي قفزت ثروته في وقت من الأوقات إلى 13 مليار دولار في يوم واحد في عام 2020. ويقدر صافي ثروته الآن بنحو 200 مليار دولار.

وهذا السعر لا يشمل كلفة “يخت مساعد” أصغر بمحرك يخطط بيزوس لشرائه أيضاً.

ويتميز اليخت الأصغر بمهبط لمروحية. ويذكر أن صديقة بيزوس، المذيعة التلفزيونية لورين سانشيز مدربة على قيادة المروحيات.

واليخت الرئيسي غير مهيأ لهبوط المروحيات عليه بسبب صواري الإبحار الثلاثة الموجودة على سطحه.

ومن المتوقع أيضا أن يكون اليخت الأصغر محملا بأشياء أخرى مثل السيارات والقوارب السريعة الفاخرة وربما حتى غواصة، كما يقول الخبراء.

ومن المقرر أن يكتمل مشروع اليخت الفاخر شديد السرية، والمعروف باسم واي 721 في وقت ما من الشهر المقبل، وفقا لبلومبيرغ. ومن المحتمل أن يكون طلب بيزوس قد تم تقديمه منذ عدة سنوات نظرا لأن بناء مثل هذه اليخوت المصممة خصيصاً قد يستغرق حوالي 5 سنوات.

ولم تعلق شركة أوشيانكو، صانعة اليخوت الهولندية، على المشروع.

ويذكر أنها قامت سابقاً ببناء اليخت، بلاك بيرل، البالغ طوله 350 قدماً، وهو ثاني أكبر يخت شراعي في العالم.

ما هو اليخت الفاخر؟
لا يوجد تعريف رسمي لليخت الفاخر (مقابل اليخت العادي)، ولكن يشير المصطلح عموما في الصناعة إلى اليخت الذي يزيد طوله عن 74 قدما.

ويجادل بعضهم حول هذا التعريف، قائلين إن مصطلح اليخت الفاخر ينطبق على تلك اليخوت التي يزيد طولها عن 200 قدم، حتى أن بعض الوسطاء اتخذوا مصطلح “اليخت الضخم” للإشارة إلى تلك التي يزيد طولها عن 300 قدم.

ويقول بيل سبرينغر، الذي يكتب عن صناعة اليخوت لمجلة فوربس: “الأمر كله له علاقة بالترويج”.

ويتجاوز طول يخت بيزوس 400 قدم، ويكاد يكون بارتفاع الهرم الأكبر في الجيزة (إذا تم وضع اليخت بشكل عمودي)، وهو أقل بقليل من نصف طول برج إيفل.

ويتم الانتهاء من بناء عدد محدود من اليخوت العملاقة الضخمة مثل يخت بيزوس كل عام، ولكن غالباً ما يتم تنفيذ مشروعات البناء الرفيعة مثل يخت بيزوس بسرية بالغة إذ يتطلب الأمر من البناة توقيع اتفاقيات عدم إفشاء أسرار المشروع.

لذلك من غير المحتمل أن نعرف على الإطلاق ما إذا كان بيزوس قد نسخ الذوق الزخرفي للثري الروسي وزميله في ملكية اليخوت أندريه ميلينشينكو الذي كسا جدران إحدى غرف يخته بجلد سمك الطباق.

ما هو حال صناعة اليخوت؟
نمت هذه الصناعة بسرعة خلال عشرين عاما الماضية، إذ يقول اتحاد المصنعين البحريين الوطني في الولايات المتحدة إن مبيعات اليخوت وصلت إلى أعلى مستوى لها في 13 سنة في عام 2020 ما يعكس كيف كان الناس يتجهون إلى المياه من أجل أنشطة آمنة تفي بشروط التباعد الاجتماعي أثناء عمليات الإغلاق.

من ربح الملايين ومن خسر في أزمة فيروس كورونا؟

ويقول سام تاكر، رئيس أبحاث اليخوت الفاخرة في شركة معلومات السوق فيزلس فاليو: “كانت السوق حامية للغاية، وكان هناك عدد قياسي من العقود المبرمة، وهذا الاتجاه مستمر حتى الآن”.

ويضيف قائلا إن سوق اليخوت المستعملة “في حالة فوران. هذا السوق بؤرة ملتهبة”.

يخت فاخر في نهر التيمز في لندن عام 2017

وقال تاكر إن هناك 9357 يختاً يزيد طول كل منها عن 65 قدماً تجوب البحار حالياً، ولا يشمل ذلك تلك التي غرقت أو التي مازالت على البر، وحوالي 85 في المئة منها مزودة بمحركات و15 في المئة من اليخوت شراعية مثل ذلك الذي طلبه بيزوس.

ويقول تاكر إن عددا أقل من اليخوت قد تم تأجيره في عام 2020، وهو ما ينسبه إلى قيود السفر الناجمة عن الوباء والتي تمنع الأنشطة السياحية العادية.

وكانت المبيعات قد انخفضت لبضعة أسابيع مع أوامر الإغلاق في الولايات المتحدة العام الماضي، ولكن بعد ذلك ارتفعت على الفور.

ويقول بوب دينيسون، وهو وسيط لمبيعات لليخوت في فورت لودرديل بولاية فلوريدا، منذ عام 2001 : “في شهر يونيو انقلب الوضع إذ بدأت الطلبات في الارتفاع بسرعة وبشكل لم يحدث من قبل، فحجم الطلبات كان ضعف أو ثلاثة أضعاف مما رأيته في أي وقت مضى”.

وباعت شركة دينسون 1008 يختا في عام 2020 بزيادة قدرها 35 في المئة عن العام السابق، وهو يسير حاليا على الطريق الصحيح لرؤية زيادة أخرى بنسبة 30 في المئة في عام 2021.

وكان حوالي 65 يختاً منها من فئة اليخوت الفاخرة. حتى تاريخه من هذا العام تم بيع حوالي 40 يختاً فاخراً مما يعني أن شركته باعت حوالي 2.2 يختاً فاخراً في الأسبوع منذ يناير الماضي.

ويقول زميله بن فارنبورو إن الطلب فاق العرض كثيراً، مضيفا أنه أصبح من الصعب جداً الآن العثور على يخوت مستعملة معروضة للبيع.

ويأمل فارنبورو أن يؤدي تخفيف قيود السفر بسبب فيروس كورونا إلى إتاحة المجال قريباً للسفر إلى أوروبا للبحث عن يخوت مستعملة لبيعها في الولايات المتحدة.

غواصة صغيرة من صنع شركة تريتون

من يشتري اليخوت الفاخرة؟
غالبا ما تشتري الشركات اليخوت ثم يتم تأجيرها من قبل مالك الشركة ما يجعل من الصعب تحديد هوية مالكي تلك اليخوت.

و سيحاول الهواة الذي يجوبون أحواض بناء السفن الشهيرة، مثل تلك الموجودة في هولندا إذ تقع شركة أوشيانكو، تحديد أرقام ذيل الطائرات الخاصة في محاولة لتحديد المليارديرات الذين أتوا لتفقد يخوتهم المستقبلية.

ويقول تاكر إن الخصوصية هي الهدف النهائي لامتلاك اليخت، ويصف تلك الصناعة بـ ” الغامضة”، ويشاع أن مارك زوكربيرغ وبيل غيتس، زميلا بيزوس من أصحاب المليارات في مجال التكنولوجيا، يمتلكان يخوتاً أيضاً.

ويضيف قائلا: “هذه مقتنيات خاصة جداً وأحد أسباب شرائها هو الحفاظ على الخصوصية”. كما هناك عامل الأمان الشخصي الذي توفره اليخوت لأصحابها.

وعلى الرغم من الشعبية المتزايدة لليخوت، إلا أن الأشخاص فاحشي الثراء قد يرغبون في الحفاظ على سرية مقتنياتهم الجديدة هذه الأيام.

يتحدث بيزوس في عام 2017 من على متن مركبة فضائية صنعتها شركته بلو أوريجين

فبعد أن قال الملياردير الهوليوودي، ديفيد غيفن، عبر الإنترنت أنه في “عزلته” على يخته في جنة استوائية آملا أن يكون الجميع “آمنين” أثناء الوباء.

لماذا تعتبر اليخوت غالية جدا؟

يقول سبرينغر، الذي يكتب عن صناعة اليخوت لمجلة فوربس، إن اليخوت تقدم “ميزة خاصة حصرية بالمالك” حيث يمكن تشبيهها بامتلاك جزيرة خاصة أو بناء مدينة خاصة من الصفر.

ويقول: “بالعودة إلى عصر النهضة، كان الأثرياء يدفعون، بالمعايير المالية الحالية، ملايين الدولارات لبناء الكاتدرائيات”.

وأضاف قائلا: “لقد كانت الأجمل وكان لديهم أفضل الحرفيين، وكانت أكثر المشاريع إثارة في أيامهم، وتعد اليخوت الفاخرة مشابهة جداً لذلك هذه الأيام”.

ويقول سبرينغر إنها تعطي راحة أكثر أيضا حيث يمكن لأصحاب اليخوت الذهاب خارج “موانئ البهجة الكلاسيكية” مثل موناكو حيث يذهب الناس الآن إلى مواقع أكثر غرابة وبعيدة مثل القارة القطبية الجنوبية وبابوا غينيا الجديدة، فهي أمور باتت ترمز إلى المكانة.

اليخوت شبيهة بالكاتدرائيات التي رعاها أثرياء أوروبيون قبل قرون

ويتم تصنيع أرقى اليخوت الفاخرة حسب الطلب حيث يقوم الحرفيون العالميون بمعالجة كل التفاصيل الفردية لأذواق النخبة والأثرياء في العالم.

ويمكن أن يستغرق بناؤها سنوات. ويقدر فارنبورو أن يختا بحجم كبير مثل يخت بيزوس ربما تطلب حوالي 400 عامل ومصمم لبنائه. ومن المحتمل عند اكتماله أن يحتاج إلى حوالي 60 شخصاً للعمل كطاقم له.

وتبلغ تكاليف التشغيل السنوية حوالي 10 في المئة من سعر الشراء، كما يقول تاكر من فيزلس فاليو. ويقدر أن ارتفاع أسعار النفط واحتمال حدوث المزيد من الإغلاق قد يؤدي إلى وصول المزيد من اليخوت المستعملة إلى السوق خلال العام المقبل.

ماذا الذي يكلف أيضا مثل اليخت الفاخر؟

اشترى بيزوس صحيفة واشنطن بوست في عام 2013 مقابل 250 مليون دولار فقط، أي حوالي نصف تكلفة يخته الفاخر الجديد.

وتُعرض حاليا لوحة للفنان جان ميشيل باسكيا في مزاد في نيويورك بسعر 145 مليون دولار، وهناك أيضا لوحة لكلود مونيه تصل قيمتها إلى حوالي 350 مليون دولار.

وقامت شركة فيرجين غالاكتيك ببيع التذاكر مسبقا إلى الفضاء مقابل ما بين 200 ألف دولار و 250 ألف دولار في السنوات الأخيرة أثناء التحضير لإطلاقها التجاري الأول.

ولكن إذا كنت جيف بيزوس فلن تكون بحاجة لحجز تذكرة، حيث يمكن لبيزوس، الذي يقف وراء مشروع الفضاء بلو أوريجين، الطيران على متن مركبته الصاروخية.

ذات صلة

المزيد