الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
استمراراً للجهود الكبيرة من قبل “مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار (FII)” في مناقشة العديد من القضايا والتحديات العالمية، والعمل على تعزيز التعاون الدولي للوصول إلى حلول رائدة للتصدى لها، فقد انعقدت اليوم الثلاثاء جلسة حوارية، تحت عنوان “الصحة هي الثروة” على هامش فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لمناقشة مستقبل الصحة العالمي وكيفية بناء نظام صحي عالمي يتسم بالاستدامة والمرونة والعدالة والجاهزية لمواجهة الأوبئة، وأقيمت الجلسة بحضور مسؤولين وقادة وعلماء بارزين على الصعيد الدولي، برعاية ياسر بن عثمان الرميان محافظ صندوق الاستثمارات العامة ورئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية ورئيس مجلس إدارة مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار.
“.. كيف نتعامل مع تغير المناخ..؟ وكيف يمكن للابتكارات أن تعزز من توطين صناعة اللقاحات..؟ وكيف يمكن تقييم مؤشرات الصحة العالمية ومتابعتها..؟ وكيف يمكن الاستثمار في الصحة..؟ وما هو دور الدول الغنية في توفير اللقاحات للدول النامية والفقيرة..؟”
هذه كانت بعض التساؤلات المطروحة من أجل الاستجابة الفعالة لمتطلبات الصحة وتعزيز الرفاهية وازدهار المجتمعات.
وحسب ما طٌرح في بعض حوارات جلسة اليوم، فإن من أكبر التحديات الحالية في المجتمعات هو عدم اليقين المالي، وكذلك أهمية دعم الاستثمار المالي، وتحقيق الإيرادات بعيدة المدى للمؤسسات، كما يجب وجود بيانات كافية وذات جودة كبيرة. والاهتمام بتحقيق كافة تلك العناصر هو جزء من الاستراتيجية المطلوبة لتحقيق الاستدامة.
ومن جهة أخرى، فإن بعض الجهود المبذولة تمثلت في بناء المختبرات الرقمية وتحقيق الابتكارات في البيانات والانظمة الذكية، كجزء من الثورة الصناعية الرابعة، حيث قامت الجائحة بتغيير كيفية إدارة الأعمال حول العالم. كما توجد العديد من الفرص والكثير من العمل من خلال المؤسسات الصحية تجاه تحقيق صحة أفضل لموظفيها للعودة للعمل في بيئة صحية، كأولوية، وكذلك تأمين الرعاية لهم. وذلك لأن إذا كان لدى أية مؤسسة موظفين أصحاء و مواطنين أصحاء وعملاء أصحاء، فسوف يحالفها النجاح.
كما ذٌكر خلال الحوارات اليوم، انه توجد الملايين من الإصابات بالكوفيد-19 حول العالم، ورغم وجود اللقاحات، الا انه لم يتم الوصول إلى تلك اللقاحات بصورة كافية وعادلة تتسم بالمساواة حول العالم، حيث أن كمية اللقاحات المتوفرة في أفريقيا لا تكفي غير 3% فقط من السكان. و لسد تلك الفجوة، فقد تم إنشاء برنامج “كوفاكس” الدولي للمساعدة في تلبية متطلبات التنمية المستدامة، من خلال القدرة على إيصال اللقاحات حول العالم، وخاصة في الدول الأفريقية. و لنجاح هذا البرنامج، يجب وجود تكاتف دولي لتحقيق سياسات المساواة والعدالة، كما يجب مشاركة تكنولوجيا تصنيع اللقاحات المحلية في افريقيا لضمان وجود عدد كاف من اللقاحات، وكذلك تعزيز النمو الصحي والاقتصادي والتجاري والبنية التحتية والتحول الهيكلي واستحداث الوظائف المستدامة والدعم المالي للصندوق المخصص للجائحة بالدول الافريقية.
وكان “لقاح واحد و قدرات لا متناهية” هو أحد محاور الجلسة اليوم، حيث تم استخلاص الدروس والعبر في مواجهة الجائحة، من قبل بعض المتحدثين بالمجال الطبي العالمي. وقد كان هناك درسان أساسيان، أولهما هو ضرورة التعاون بين القطاعين العام والخاص من اجل تحقيق الكثير من التقدم على مختلف المستويات، ومنها المشرعين والباحثين ومتخذي القرارات. والدرس الثاني هو أنه ليس من المهم فقط توفر التكنولوجيا، ولكن من المهم أيضا وجود الدعم والاستثمار في العلوم والعلوم الاحيائية لمعرفة ما وراء الأمراض ومشاركة كافة تلك البيانات لتحقيق الاستفادة للجميع. كما أن وجود القيم الإنسانية والشراكة ومكافأة الشركات التي تساهم في صناعة اللقاحات من أهم الدروس المستفادة كذلك.
ومن المواضيع الهامة التي شملتها النقاشات اليوم هو تدهور النظام البيئي وانتشار الغازات الضارة والكوارث البيئية والحرائق والعمل تحت بيئة غير صحية. وكانت التوصيات هي ضرورة التوقف عن استخدام الأسمدة التي تقتل التربة، وحماية الغابات والمزارع والثروة الحيوانية والنباتية، وإعادة التدوير، وتثقيف الأطفال عن كيفية التواصل مع الطبيعة، من أجل عالم أفضل. وذلك لأن صحتنا ورفاهيتنا تعتمد على ذلك.
وفي الحوار مع ياسر بن عثمان الرميان، تم ذكر أن المملكة تمتلك أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم، وتحقيق الاستدامة هو هدف أساسي للمملكة العربية السعودية، وذلك لأن 70 بالمئة من سكان المملكة هم تحت سن 35، والمملكة تفكر بالاجيال المستقبلية لأن الصحة هي الثراء. كما تم ذكر، خلال الحوار، أن الاستدامة في تحسن وأن بعض الشركات تعمل على تركيب الألواح الشمسية وتقليل انبعاثات ثاني اكسيد الكربون وتم بذل الكثير من الجهود في هذا الاتجاه، وذلك لأن المملكة لا تستطيع ان تفصل الصحة عن الاستدامة وتقوم بالعمل على تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة من خلال تعزيز استخدامات الطاقة المتجددة والطاقة الشمسية، والتي تكلف المملكة سنتاً للكيلو واط مقابل 15 سنتاً من الطاقة التقليدية. كما أن المبادرة الخضراء التي قادتها المملكة تهدف إلى زراعة أكثر من 50 مليارات شجرة في الشرق الاوسط ومنها 10 مليارات شجرة في المملكة العربية السعودية. وذكر معالي الأستاذ ياسر بن عثمان الرميان أيضا أن المدينة الذكية المستقبلية “نيوم” سيكون بها العديد من المرافق السياحية وسوف تبدأ المملكة في مرحلة البناء خلال الشهور القادمة.
ومن الحوارات الأخرى التي تناولتها الجلسة اليوم، هو استراتيجية الصحة والاستثمار في مواجهة الأوبئة، حيث كان غياب البيانات وهشاشة البيئة الصحية في بعض الدول والمؤسسات الصحية، من أهم أسباب انتشار الأوبئة. وتم التأكيد على أن تحليل البيانات ووجود الأدوات والمواد الخام لصناعة اللقاحات وسلاسل الامداد وتوفر الموارد ومشاركة العلم وتكاتف المجتمع الدولي، مجتمعة، هي من أهم عناصر نجاح الاستراتيجية الصحية في مواجهة الأوبئة.
كما تم التطرق إلى أهمية الرعاية الصحية الرقمية وتقنيات الطب عن بعد أو ما يعرف بمفهوم Telemedicine من أجل النجاح للوصول إلى المرضى واستمرارية العلاج والمتابعة الصحية عن بعد.
ومن الجدير بالذكر أن مبادرة مستقبل الاستثمار أثبتت منذ انطلاقها في 2017م بأنها منصة رائدة لتشجيع التواصل العالمي بين المستثمرين ورواد الأعمال والمبتكرين والعلماء والباحثين والحكومات، إضافة إلى قادة القطاعات الاقتصادية. وكان من أبرز أهداف جلسة اليوم، من خلال حواراتها الثرية، هو مواصلة استكشاف الفرص والتحديات والاتجاهات والحلول التي تشكل مستقبل الصحة العالمي. وبلا شك انها كانت جلسة ناجحة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال