الجمعة, 19 أبريل 2024

في جلسة افتراضية بعنوان "الصحة هي الثروة" المبادرة تؤكد على ضرورة سد الفجوة بين الدول المتقدمة والنامية

“الرميان” في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار: لا يمكن فصل الصحة عن الاستدامة و70% من سكان المملكة أخذوا اللقاحات وقريباً سنعلن عن إصدارات خضراء

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

أكد ياسر الرميان، رئيس مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار ومحافظ صندوق الاستثمارات العامة (الصندوق السيادي السعودي)، على أنه لا يمكن الفصل بين الصحة والاستدامة مشيراً إلى أن حكومة المملكة تفكر في الأجيال القادمة من خلال العمل على مصادر الطاقة المتجددة والطاقة الشمسية، خاصة أنها تحافظ على البيئة، وفي الوقت نفسه تُعد أقل تكلفة وبشكل كبير والتي تبلغ 1.2 سنت للكيلو وات مقابل 15 سنتاً من الطاقة التقليدية.

منوهاً في جلسة افتراضية عقدتها المؤسسة اليوم بعنوان “الصحة هي الثروة” على أنهم يسعون إلى تنمية الاستدامة الآتية من الألواح والطاقة الشمسية والأنواع المختلفة التي لها تأثير أقل في البيئة، وأنهم يبحثون وبشكل دائم عن العوامل الداعمة لعملية الاستدامة وذلك على مستوى صندوق الاستثمارات العامة وأرامكو والمملكة بشكل عام.

وأوضح أن 75% من السكان في المملكة تحت سن الـ 35 ولذا فإن الصحة تعني للدولة الثراء، وعليه كانت المملكة سباقة مقارنة بالعديد من الدول حول العالم في التعامل مع ملف جائحة كورونا، مشيراً إلى أن الحكومة سارعت إلى الإغلاق بشكل كلي في بداية الوباء، ثم عملت بعد ذلك على العودة التدريجية للعاملين إلى مكاتبهم، حيث تمت العودة بنسبة 25% ثم بنسبة 50% ووصولا إلى 100% حالياً في العديد من المؤسسات.

اقرأ المزيد

وأشار محافظ صندوق الاستثمارات العامة إلى أنه وفي الوقت ذاته كانت الحكومة تعمل على توفير وإعطاء اللقاحات، حيث وصلت نسبة من أخذوا اللقاح إلى 70% من السكان. وذكر أنه واستكمالاً لما بدأته المملكة في ملف المحافظة على البيئة سيتم الإعلان قريباً عن إصدارات خضراء.

وكان من الأمور التي أكد عليها العديد من المشاركين خلال الجلسة الافتراضية لمؤسسة مبادرة الاستثمار اليوم عملية اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء خلال الفترة الماضية واستمرار ذلك خاصة في الدول النامية، وهذا من جهة ومن جهة أخرى عدم المساواة على مستوى الدول بين المتقدمة منها والنامية، حيث أكدوا على أن جائحة كورونا أظهرت ذلك وبشكل جلي.

وذكر المشاركون أن حالة عدم اليقين التي سادت العالم الفترة الماضية وفي ظل الجائحة دعمت عملية عدم المساواة وساعدت على زيادة الفجوة بين الأغنياء والفقراء، مؤكدين أن على الأغنياء في الوقت الحالي الحفاظ على حالة التوازن بين طبقات المجتمع وهو التوازن الذي سيعود بالنفع على الجميع.

وأشار المشاركون إلى أن أكثر من ربع مليار شخص حول العالم أصيبوا بفيروس كوفيد – 19، إلا أن توزيع اللقاحات لم يتسم بالعدالة بين الدول من حيث الأكثر احتياجاً أو الأكثر إصابة، حيث إن الدول المتقدمة استأثرت بـ 80% من اللقاحات بينما كان نصيب الدول النامية 20% فقط، بل إن بعض الدول النامية وصلت نسبة من تلقوا اللقاح فيها إلى أقل من 2%.

وذكر رئيس الاتحاد الأفريقي أنه قد تم توزيع 5 مليار لقاح حول العالم كان نصيب أفريقيا منها 100 مليون فقط وهي تكفي لـ 3% فقط من السكان، مشيراً إلى أنه وفي حين يأملون أن يصلوا إلى تطعيم 60% من السكان في أفريقيا فقد وصلوا اليوم إلى 1% فقط، حيث تم تطعيم 39 مليون شخص حتى الآن.

وأشار إلى أنهم في أفريقيا يسعون لإنتاج اللقاح في داخل دول الاتحاد لكي يستطيعوا أن يصلوا للنسبة المأمولة، وهو ما أكد عليه العديد من المتحدثين خلال المؤتمر، حيث يرون أنه وإن كان التكاتف بين الدول يمكن أن يكون حلا عاجلا لأزمة اللقاحات في الدول النامية إلا أنه الحل الناجع وطويل المدى يتمثل في القيام بإنتاج هذه الدول للقاحات، بحيث يمكن تغطية كافة السكان.

وأكد رئيس الاتحاد الأفريقي أن الوباء دفع أفريقيا إلى أسوأ انكماش اقتصادي منذ فترة طويلة، منوهاً على أن لديهم أجندة حتى العام 2063 وهي تضم العديد من الخطط للنمو بالجوانب الصحية والبيئية والاقتصادية.

وأشار إلى أن القارة الأفريقية هي قارة فتية وبها رأس مال بشري كبير ولذا لابد من العمل على تدريب وتشغيل الشباب وتمكين المرأة للنهوض بدول القارة.

وأشار المشاركون إلى أن دعم الحكومات لبرنامج “كوفاكس” الدولي للمساعدة في تلبية متطلبات التنمية المستدامة، من خلال القدرة على إيصال اللقاحات حول العالم، وخاصة في الدول الأفريقية، قد يوفر على العالم ما يقدر بـ 2.3 تريليون دولار، مؤكدين على أن من أهم الدروس المستفادة من كوفيد-19 ضرورة التعاون بين القطاعين العام والخاص وعلى كل المستويات، وأنه لا يكفي فقط توافر التكنولوجيا ولكن لابد من تطوير الجوانب العلمية بما يضمن الاستفادة من هذه التكنولوجيا.

مشيرين إلى أن العديد من الشركات حول العالم ركزت الفترة الماضية على مشروعات تدر عليها أرباحاً دون الاهتمام بالجوانب البيئية مما نتج عنها الكثير من المشاكل الصحية، وهو ما لابد من مراعاته من قبل الجميع في الفترة المقبلة.

وعقدت  مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار جلسة حوارية اليوم بعنوان “الصحة هي الثروة” على هامش الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة”(UNGA) في نيويورك، حيث ضمت الجلسة عدداً من القادة البارزين في الحكومات والشركات لمناقشة كيف يمكن للعالم أن يستعد ويستجيب بشكل أفضل لأية أوبئة في المستقبل، وكيف يمكننا العمل بشكل جماعي ولصالح الجميع.

وشارك في الجلسة متحدثون من العديد من دول العالم بما في ذلك رئيس مجلس إدارة المؤسسة ياسر الرميان من السعودية، والمدير العام لمنظمة التجارة العالمية من نيجيريا، وسفيرة النوايا الحسنة لوكالة الأمم المتحدة للاجئين.

والممثلة نومزامو مباثا من جنوب إفريقيا، والرئيس والمدير التنفيذي لتحالف السل بالولايات المتحدة الدكتور ميل شبيجلمان.

وتعد مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار مؤسسة عالمية غير ربحية لديها ذراع استثمارية وهدف واحد هو التأثير على الإنسانية.

ذات صلة

المزيد