الجمعة, 29 مارس 2024

كيف ستُصبح أجنحة رجال الأعمال على متن الطائرات مستقبل الطيران الفاخر؟

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

أثرّت جائحة فيروس كورونا على حركة الملاحة الجوية العالمية، فكان لانخفاض عدد الرحلات تداعيات على مستقبل الطائرات القديمة التي بلغت على الأرجح سنّ التقاعد، حتى أنّ مقاعد الدرجة الأولى، ستصبح جزءًا من الماضي.

ووفقا لـ CNN يجري العمل حاليًا، على تحديث تجربة الطيران من خلال استبدال الأسطول القديم بجيل جديد من مقصورات الأجنحة الخاصة الصغيرة لدرجة رجال الأعمال الممتازة. وتتميّز هذه المقاعد بأنها أكثر اتساعًا من درجة رجال الأعمال العادية، وأكثر خصوصية بسبب تزويدها بباب يسمح للمسافر التمتع بمساحته الخاصة، من دون مبالغة في الرفاهية الكبيرة التي يختبرها رواد الدرجة الأولى.

وفي الجوهر، ستتمدّد المقاعد المريحة جدًا حتى تُصبح أشبه بسرير، مع تحسين في مستوى الخدمة، لا سيما من خلال باب الخصوصية الذي يُفتح ويُغلق، بهدف أن يشعر المسافر بأنه داخل جناحه الخاص الصغير.

اقرأ المزيد

وفيما يخصّ هذا التصوّر المستقبلي، قال المدير الإداري دانيال بارون من شركة “Lift Aero Design”، ومقرها طوكيو، إنّ “التطور السريع في تصميم الجناح الخاص الصغير، يبيّن حجم الجهد الذي تقدّمه شركات الطيران لتوفير خدمة نوم أفضل، مرفقة بتعزيز الخصوصية، واستحداث مساحة أكبر للعمل”.

وسلّط بارون الضوء على أن هذه الأجنحة الخاصة الصغيرة لدرجة رجال الأعمال “تهمّ شركات الطيران التي تُدرك أن رفع المستوى يرتبط مباشرة بزيادة الإيرادات، أو ولاء المسافرين، أو الاثنين معًا. حتى لو أن استجابة المنافسين في هذا القطاع تظهر بتقديم تصاميم مشابهة، فإن السوق سيختبر ميزة تنافسية لعامين تقريبًا، بسبب الوقت الذي يحتاجه من أجل التطوير والتنفيذ”.

ومن المؤكد، ان لا شيء يضاهي التمتع برفاهية الخصوصية في الجو، والقدرة على عزل نفسك عن باقي المقصورة والعالم، والاستمتاع باحتساء كأس من مشروبك المفضل. وقد أُدخلت هذه الميزة إلى مقصورات الدرجة الأولى، للمرة الأولى عام 2007.

وأول من قدّم هذه الخصوصية هي طائرات “إيرباص A380s”، على متن الخطوط الجوية السنغافورية، والتي بقيت مرادفة للفخامة على مدى سنوات، وهي بالتأكيد تعمل على الجيل الثاني من هذه المقصورات على متن طائرات A380 التي تم تجديدها.

وقد ركبت موجة “خدمة الخصوصية” هذه شركات طيران الإماراتية، والاتحاد، وأزيانا، والطيران الكوري وشرق الصين، والسويسري، وسواها، التي أضافت باب الخصوصية على مقاعد مقصورة الدرجة الأولى. وقد بقيت هذه الفكرة حكرًا على الدرجة الأولى حتى بروز جناح Q على متن الطيران القطري، عام 2017.

أضافت شركات الطيران الأخرى، طيران الإمارات، والاتحاد، وآسيانا، والخطوط الجوية الكورية، وتشاينا إيسترن، والطيران السويسري، وغارودا، وANA، والمزيد، منتجات من الدرجة الأولى مع أبواب لإنشاء أجنحة، ولكن الفكرة كانت مخصصة للدرجة الأولى حتى وصول “Qsuite” للخطوط الجوية القطرية إلى الساحة في عام 2017.

وقال دانيال بارون: “تبقى مقاعد الطائرات العقدة الأكبر بين التحديات الأخرى التي ينطوي عليها تصميم الطائرة، مثل الهندسة، وبيئة العمل، والجماليات، والتحكم في الوزن، والتحكم في التكاليف، وإدارة سلسلة الموارد، وغيرها”، موضحًا أنّه “يتم تخصيص قدرًا هائلًا من الوقت والجهد لتنفيذ ذلك ضمن سياق حاجة السوق المتغيرة باستمرار”.

وقد وقع خيار الطيران الصيني على آخر ابتكارات الجناح الخاص الصغير الذي صممته شركة صناعة المقاعد الألمانية “Recaro”، والتي تصمّم مقاعد سيارات السباق. وأُطلق عليه اسم “CL6720″، وهو تحديث لمقاعد “CL6710” التي نجدها على متن أحدث الطائرات مثل “TAP Air Portugal” أو “El Al”.

وتتمتع درجة رجال الأعمال العصرية الجيدة، بسرير مسطح بالكامل، ووصول مباشر لكل راكب إلى الممر بفضل التصميم المتدرّج للمقاعد، بالإضافة إلى تقنية الشحن اللاسلكي، ومساحة لشاشات الترفيه الضخمة على متن الطائرة، وسعة أفلام كبيرة، وخيارات تخزين متعددة، بالإضافة إلى مساحة للعمل وتناول الطعام واللعب. إلا أن الفارق الجوهري هو الباب الذي ما أن ينزلق بهدوء يستكين المسافر إلى شرنقته مبتعدًا عن المقصورة.

لا تعلو الأبواب إلى مستوى ارتفاع المقصورة، باستثناء مقعد الدرجة الأولى في النسخة الأخيرة من طائرات شركة طيران الإمارات. فالأبواب في الأجنحة الصغيرة لدرجة رجال الأعمال الممتازة ترتفع إلى مستوى الكتف عند الجلوس لدى الإقلاع والهبوط، مع فتحها عند الهبوط في حال كان هناك خروج سريع وطارئ.

لكن ما أن تعيد مسند المقعد إلى الخلف، فإن رأسك سيكون أدنى من مستوى خط الباب، من دون أن تختبر رهاب الأماكن المغلقة.

وفي هذ الخصوص، أوضح بارون “في عصر التعايش مع كوفيد، فإن الخصوصية المتوفرة من خلال شرنقة مغلقة تتصل بالانتقال من مستوى الرفاهية، إن كنا نتمتع بقدرة مادية إلى “المعايير الدنيا منها”. لافتًا إلى أنه “في حين أصبحت الأجنحة الصغيرة الخاصة أكثر رفاهية، فإنّ اللغز التالي سيكون جدوى تصميم منتج مخصص لركاب الدرجة الأولى”.

وبفضل الرفاهية المتزايدة التي تقدمها الأجنحة الصغيرة الخاصة، بات المسافر يبحث عن تجربة أكثر فرادة.

وفي هذا الشأن، علّقت إيلينا كوبولا، وهي اختصاصية في صيحات الموضة لدى المستهلك وفي مقصورات الطيران لدى شركة “TrendWorks”، ومقرها لندن، قائلة: “لقد شهدنا تراجعًا في طيران درجة رجال الأعمال. إذ يتوق المسافر المحجوز منذ فترة بسبب كورونا إلى الهروب للترفيه، وقضاء الوقت مع عائلته وأصدقائه”، مضيفة: “تمكن المسافر من تدبّر أموره خلال الجائحة، لكن عندما نعود إلى ممارسة نشاطنا الاعتيادي، وبالتالي إلى السفر، سنبحث عن الراحة وننتبه للتفاصيل التي تقع في صلب مقومات الجودة”.

ويبدو أن الفخامة المبالغ فيها بالدرجة الأولى أصبحت من العصور الذهبية للطيران، وسيُستعاض عنها بالخصوصية، والقدرة على تعديل المساحة الخاصة، وهو أمر بالغ الأهمية اليوم.

ذات صلة

المزيد