الخميس, 28 مارس 2024

PWC: المرونة المالية للشركات العائلية تمكنها من تحقيق النجاح ودفع عجلة التعافي في مرحلة ما بعد جائحة كورونا

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

اكدت PWC ان المرونة المالية للشركات العائلية تضعها في مكانة جيدة تمكنها من تحقيق النجاح ودفع عجلة التعافي في مرحلة ما بعد جائحة كوفيد- 19 . وحتى تتمكن من الاحتفاظ بالتراخيص اللازمة لعملها، سيتعين على الشركات العائلية إعادة النظر في أهدافها والاستفادة من الثقة التي تحظى بها حتى تتمكن من خلق تأثير غير مالي قابل للقياس.

واوضح أحدث استطلاع أجرته مؤخراً بي دبليو سي الشرق الأوسط حول الشركات العائلية مدى المرونة والصمود التي تتمتع بها هذه الشركات في المنطقة، والتي لا تزال متفائلة بأن النمو سيعود خلال الأشهر والسنوات المقبلة وتتطلع إلى مستقبل مشرق على الرغم من التحديات والصعوبات الاستثنائية التي شهدتها شركات عدة على خلفية الجائحة.

وتُعد الشركات العائلية مُحركاً أساسياً للاقتصادات حول العالم وتعني مساهمتها الكبيرة في الناتج المحلي الإجمالي وتوفير فرص العمل أن لنشاطها ومرونتها أهمية كبرى بالتوازي مع تعافي العالم من جائحة كوفيد- 19 شيئاً فشيئاً. وباعتبارها أكثر أشكال الشركات الموثوقة، . فإنها تتمتع بالقدرة على ريادة طريق التعافي ويجب عليها الإلتزام بهذا الدور.

اقرأ المزيد

ويُظهر الاستطلاع أن الشركات العائلية في الشرق الأوسط لديها للعامين المقبلين، وتقع عمليات التنويع على رأس قائمة الأولويات، حيث تُخطط 58٪ منها للتوسع في أسواق أو شرائح عملاء جديدة، ولكن القدرات الرقمية تُمثل أيضاً السبيل إلى النجاح في المستقبل. ففي حين لم تضخ العديد من الشركات العائلية استثمارات كافية في السابق في المجال الرقمي، فقد أضافت الجائحة تحديات جديدة، وأعرب٧٥ ٪ من هذه الشركات أن المبادرات الرقمية والتكنولوجيا والابتكار تُمثل أولوية من الأولويات الرئيسية.

ووففا للاستطلاع أدت التجارب التي خاضتها الشركات العائلية في الشرق الأوسط خلال العام الماضي إلى زيادة مستوى حذرها فيما يتعلق بسرعة التعافي على المدى القصير، رغم توقع 89 ٪ منها تحقيق النمو في عام 2022 وقد انعكس ذلك في الاستطلاع لاراء الرؤساء التنفيذيين والذي كشفت نتائجه على أن 31 ٪ فقط من الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط (مقارنة بنسبة 36٪ على مستوى العالم) يشعرون بالثقة في قدرة مؤسساتهم على تنمية الإيرادات خلال 12 شهراً، ويرتفع هذا المعدل ليصل إلى 52٪ (مقارنة بنسبة 47 ٪ على مستوى العالم) عند تمديد الأفق الزمني إلى ثلاث سنوات.

ومن الواضح أن الشركات العائلية، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط، تعتقد أن التنويع هو السبيل إلى النجاح خلال السنوات المقبلة. وقد كشف الاستطلاع أن 75٪ تقريباً من الرؤساء التنفيذيين على المستوى العالم يسعون لتحقيق النمو بالاعتماد على الموارد الداخلية مقارنةً بنسبة 50٪ فقط من الرؤساء التنفيذيين في منطقة الشرق الأوسط.

ولا شك أن الشركات العائلية في المنطقة تتعرض لضغوطات هائلة من أجل الاستمرار في تحقيق معدلات نمو لا تقل عن 10٪. بما يُمكنها من الحفاظ على مستوى معيشة العائلات المالكة. والتي يبلغ حجمها من حيث عدد الأفراد في المتوسط، ضعف حجم العائلات المالكة للشركات العائلية في الولايات المتحدة. ويُمثل التركيز على إنشاء مكتب استثمار عائلي لتحسن إدارة الثروة مؤشراً على أن تكوين الثروة وحمايتها يأتي على رأس اولويات الشركات العائلية.

وفي إطار استراتيجية التنويع ، تُخطط الشركات العائلية للتوسع في أسواق ومنتجات وخدمات جديدة وذلك من خلال القروض المصرفية واستغلال التدفقات النقدية ورأس المال العائلي. ويُدرك أصحاب الشركات في الشرق الأوسط أن الازدهار والنمو في المستقبل يستلزمان تحولاً في عملياتهم ومنهجياتهم، ويشمل ذلك التحول تحقيق أكبر استفادة من التقنيات الرقمية المبتكرة وهي المسألة التي عانت من قلة الاستثمارات في الماضي. وهذا ما يدعو إلى التساؤل عما إذا كانت هذه الشركات مستعدة لتبني التغيير واعتماده؟

وابان انه لا شك ان جميع الشركات سوف تواجه بعض من المخاطر خلال تعافيها. وبالنسبة للشركات العائلية، تكمُن إحدى أكبر المخاطر في العلاقات العائلية. وفي هذا الصدد، شوهد خلال السنوات الأخيرة زيادة في النزاعات العائلية في المنطقة ولكن الاحترام الذي يحظى به الجيل الأكبر سناً، وهو على قيد الحياة، قد ساعد في احتواء النزاعات إلى حد ما. وتصل العديد من الشركات العائلية في الشرق الأوسط أيضاً إلى أعتاب مرحلة حرجة في الخلافة في الوقت الحالي، حيث يمثل أفراد الجيل الثاني من العائلة أغلب المساهمين في أكثر من 50٪ من هذه الشركات. وستصبح إدارة النزاعات المحتملة أكثر أهمية مع انتقال السلطة عبر الأجيال.

واضاف  أن الإجابة على ذلك تكمُن في اتباع منهج احترافي لحوكمة العائلة يعكس الطريقة التي تبعتها الشركات دائماً في التعامل مع حوكمة الشركات.

وبحسب بي دبليو سي، فانه مع تعافي الاقتصاد العالمي، أصبحت الشركات العائلية، التي تميزت بالتزامها بالقيم وميلها إلى التركيز على تحقيق الاستدامة طويلة الأجل والاعتماد الحذر على القروض المصرفية، في وضع قوي يُمكّنها من قيادة الطريق تماماً كما فعلت في الأشهر والسنوات التي أعقبت الأزمة المالية العالمية في عام 2009 . ولكن العالم قد تغير وأدركت الشركات العائلية أنها ستحتاج إلى التحول حتى تتمكن من الاستمرار في نشاطها وعملها.

ولا شك أن الشركات العائلية مهيأة جيداً على صعيد العديد من النواحي، إذ تمتلك قيادات قوية والمسؤوليات والالتزامات محددة بوضوح ولديها أيضاً من السيولة ما يكفيها لدعم مرونتها. ولكن، لا تزال الشركات العائلية في الشرق الأوسط تكافح من أجل تبنّي التغيير مع وجود تساؤلات عالقة حول قوة قدراتها الرقمية بلا إجابة.

وعلى الصعيد العالمي، تفوقت الشركات التي تتمتع بقدرات رقمية قوية وإمكانية الوصول إلى البيانات الجيدة على نظيراتها خلال فترة تفشي الجائحة. ونتيجة لذلك، يُمثل التحول الرقمي أولوية بالنسبة للرؤساء التنفيذيين مع تخطيط ٥٥ ٪ من الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط لزيادة استخدامهم للتكنولوجيات الجديدة، وتخطيط ٥٩%، منهم لزيادة استثماراتهم في التحول الرقمي بواقع 10٪ أو أكثر على مدى السنوات الثلاثة المقبلة. ويُمثل هذا تحولاً ملحوظاً في التوجهات منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2009 ، إذ أصبحت الأدوات الرقمية، وليست فعالية التكلفة، هي أساس المرونة الاقتصادية.

ويتضح من استطلاع للشركات العائلية في الشرق الأوسط الذي اجري في العام ٢٠١٩ أن ملاك الشركات العائلية في المنطقة كانوا يشعرون بأن عليهم مواكبة التطور الرقمي وأنهم كانوا يتخذون خطوات فعالة لتعزيز قدراتهم الرقمية على المدى القصير. وقد شهدت هذه الناحية تقدماً كبيراً، ويرى 75٪ أن المبادرات الرقمية والتكنولوجية والمبتكرة تُعتبر أولوية قصوى خلال العامين القادمين، ولكن أدى تسارع التوجهات الرقمية الحالية أثناء الجائحة إلى زيادة ضرورة التغيير.

وترى 44٪ من الشركات العائلية في الشرق الأوسط أنها تمتلك قدرات رقمية قوية، بينما تُركز 29٪ على تعزيز قدراتها الرقمية بشكل أكبر.

 

ذات صلة

المزيد