الخميس, 18 أبريل 2024

رئيس “أرامكو”: العائد المالي من تطوير حقل الجافورة إيجابي على أرامكو والمشروع قد يحول المملكة إلى مصدر للغاز

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

قال أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية، في مقابلة مع قناة “العربية”، إن الإنتاج المستقبلي لحقل الجافورة للغاز سيكون له أثر مالي إيجابي على أرامكو.

وأضاف الناصر أن الإنتاج من هذا الحقل سيقلل من الاعتماد على حرق النفط لتوفير الطاقة وتحلية المياه، حيث يساعد التحول إلى الغاز في قطاع الكهرباء والمنافع في المملكة بتخفيض حرق ما معدله 800 ألف برميل يوميا من النفط الخام وزيت الوقود والديزل.

وقال الناصر إن أرامكو ابتكرت طريقة للتكسير باستخدام ماء البحر، مما سيذلل عقبة نقص المياه اللازمة للتكسير في الصحراء. “الغاز الصخري غير التقليدي يستهلك كميات كبيرة جداً من المياه مقارنة بالغاز التقليدي، ولذلك اعتمدنا بشكل كبير بأن تطوير الحقل يكون عن طريق استخدام مياه البحر، وهذا عامل إيجابي، خصوصاً أن تطوير الحقول في أميركا الشمالية ومناطق أخرى تستخدم فيه المياه السطحية أو الجوفية، إلا أننا في السعودية سنعتمد على البحر بالحفر أو التكسير الهيدولوجي”.

اقرأ المزيد

وقال الناصر إن المشروع قد يحول السعودية إلى مصدر للغاز أيضا.

وأوضح أن أرامكو حفرت 150 بئرا منذ 2013 في حقل الجافورة للغاز الصخري لإعداد خطة التطوير.

وأضاف “حقل الجافورة مر على عدة مراحل، وبدأنا بالاستكشاف أولاً منذ عام 2013. بعد الاستكشاف تأتي التجارب، ولحد الآن حفرنا 150 بئرا في الجافورة، وهذه الآبار تقوم عليها تجارب عديدة وأجهزة معامل فصل مؤقتة عند مجموعة من الآبار هذه لدراسة مدى الجدوى، بالإضافة لأنه غاز صخري وغير تقليدي هناك حاجة لتكسير هيدروليكي، وهو ما يحتاج لخبرات وتقليل للتكلفة للوصول إلى المرحلة التي وصلنا لها الآن بالوقت الحالي والتي أصبحت مجدية اقتصادياً من خلال تقليل التكلفة”.

وعملت مجموعة النفط الوطنية السعودية مع شركات خدمات نفطية عالمية مثل شلومبرجر وهاليبرتون وبيكر هيوز الأميركية بخصوص الحقل ولتطوير تكنولوجيا تفتيت الصخور واستخراج النفط والغاز الحبيس فيها، فيما يعرف بتكنولوجيا التكسير. وتنشط تلك الشركات في حقول النفط الصخري الأميركية.

وقال الناصر إن أرامكو ستطرح جولات لترسية عقود أعمال الحقل، ومن المرجح أن تشارك فيها الشركات نفسها وغيرها.

ويقع حقل الجافورة قرب ساحل الخليج، ومن ثم يمكن توصيل مياه البحر إليه بسهولة نسبيا، لكن سيتعين معالجتها بعض الشيء قبل استخدامها في الحفر، حسب ما ذكر الناصر. وهو قريب أيضا من الغوار، أكبر حقل نفط في العالم، وبالتالي يمكن ربطه بسهولة بالبنية التحتية القائمة. وعثرت أرامكو أيضا على نوع من الرمل المحلي يمكن استخدامه في التكسير.

وتتطلب العملية ضخ المياه والرمال والكيماويات في الحقول عند ضغط مرتفع.

وقال الناصر “إنها ذات جدوى تجارية عالية، واستطعنا بالفعل خفض التكلفة بدرجة كبيرة لجعلها مجدية تجاريا. إنه (مشروع التطوير) غير التقليدي الأكبر خارج أميركا الشمالية”.

وأوضح أن مشروع الغاز الصخري الجديد سيساعد المملكة على تقليل حرق النفط لاستخدامه في توليد الكهرباء 800 ألف برميل يوميا في المتوسط. وسيتيح هذا مزيدا من الخام للتصدير ويقلل الانبعاثات. “توفير الغاز سيقلل من الاعتماد على استخدام السوائل كوقود أو في الكهرباء أو في التحلية، وفي بعض المصانع استخدام الغاز يقلل التكلفة ويرفع الكفاءة وبنفس الوقت يقلل من الانبعاثات الكربونية، وهو مهم جداً بالنسبة للمملكة ولشركة أرامكو”.

وأضاف “هناك تأثير إيجابي من الناحية الاقتصادية على المملكة بشكل عام، لأن توفير كمية الإيثان من الحقل حوالي 425 مليون من غاز الإيثان وهو حوالي 40% من كمية الإيثان الموجود في المملكة، ما يساعد بشكل كبير في العديد من الصناعات في المملكة بالإضافة لـ550 ألف برميل من الغاز الطبيعي أو المكثفات، ولها استخدامات عديدة في الصناعة، وبالأخص صناعة البتروكيماويات، وتعزز دور المملكة الاقتصادي على مستوى العالم”.

وقال الناصر إن الأولوية ستكون لتلبية الطلب المحلي.

وتنوي أرامكو استثمار 110 مليارات دولار لتطوير الجافورة، وتتوقع بدء الإنتاج أوائل 2024. وقال الناصر إن الإنتاج سيصل إلى 2.2 مليار قدم مكعبة يوميا من الغاز بحلول 2036، مع 425 مليون قدم مكعبة يوميا من الإيثان المصاحب.

وقال إن الحقل سينتج نحو 550 ألف برميل يوميا من سوائل الغاز والمكثفات، بما يزيد نحو 50% مقارنة مع الإنتاج الحالي الذي يزيد قليلا فحسب على مليون برميل يوميا.

وتقدر احتياطيات الغاز في الجافورة، أكبر حقل للغاز غير التقليدي وغير المصاحب في السعودية، بواقع 200 تريليون قدم مكعبة من الغاز الخام.

وقال الناصر إن لدى الشركة مشاريع أخرى مماثلة قيد الدراسة.

وقال “كل ما في الأمر أننا بدأنا بغير التقليدي”.

وفي تصريحات منفصلة، قال الرئيس التنفيذي لـ”أرامكو السعودية” إن الشركة تقدر أن يكون تأثير فيروس كورونا على الطلب النفطي قصير الأجل، متوقعا ارتفاع الاستهلاك في النصف الثاني من العام لا سيما من الصين.

وأضاف الناصر أن أرامكو لم تسحب موظفيها من الصين، وأن أطقم التسويق الرئيسية التابعة لها ظلت هناك لإدارة أنشطة الشركة.

ذات صلة

المزيد