السبت, 20 يوليو 2024

اطلاق رؤية المملكة 2030بمثابة صافرة انطلاق لجولة جديدة للصندوق لتعزيز دوره في تنمية الاقتصاد الوطني.. استطاع خلال 5 سنوات خوض تجربة التحول المؤسسي لمواكبة اهداف الرؤية

هارفارد بزنس ريفيو: ماهي عناصر نجاح رحلة التحول المؤسسي؟ .. الصندوق الصناعي نموذجاً

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

عند الحديث عن القطاع الصناعي في المملكة فلابد أن يتم التوقف طويلا أمام الممكن الرئيس لهذا القطاع الذي استطاع وعلى مدى 5 عقود أن يكون لبنة أساسية في مساندة القطاع الصناعي نحو الوجود أولا ثم التميز والتفرد في المنتج. هنا نتحدث عن مؤسسة حكومية خلعت عن كاهلها منذ البداية عباءة العمل البيروقراطي الموصوف به الجهاز الحكومي عادة نحو الرشاقة في الأداء والتمكين عبر تقديم البرامج التمويلية والخدمات الاستشارية لعملائه من القطاع الخاص.

حقيقة لا عجب عندما وصفت مجلة هارفارد بزنس رفيو، الصندوق الصناعي السعودي بأنه بمثابة الاب الروحي للصناعة في المملكة، فتتنوع المشروعات التي يمولها الصندوق بين مشروعات كبرى ومشروعات متوسطة وأخرى صغيرة الحجم، يعطي المتابع أن مهام الصنوق ونظرته شاملة رغم أنه يوجه اهتماما متزايدا بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة حيث يبلغ عدد المشروعات أكثر من 80% من إجمالي عدد قروضه المعتمدة.

تم تأسيس الصندوق ليدعم القطاع الخاص في المجالات الصناعية المختلفة، سواء بتقديم دعم مالي أو اسشاري للقطاع. إذ يقدم قروضا متوسطة واخرى طويلة الأجل لتأسيس مصانع جديدة أوتحديثها وتوسيعها، ليصل حجم القروض منذ تاسيسه وحتى سبتمبر 2021 الى 4761 قرضا بقيمة اجالية تتجاوز 196 مليار ريال. فالصندوق الصناعي بدأ برأس مال قدره 500 مليون ريال فقط قبل 48 عام، وارتفع عدة مرات لاحقة تماشياً مع الأولويات الوطنية، وفي عام 2019، ارتفع رأس ماله ليصبح 105 مليار ريال.

اقرأ المزيد

تؤكد هارفارد بزنس ريفيو في تقريرها عن الصندوق الصناعي السعودي، أن اطلاق رؤية المملكة 2030، كانت بمثابة صافرة انطلاق لجولة جديدة للصندوق لتعزيز دوره في تنمية الاقتصاد الوطني، واستطاع الصندوق خلال 5 سنوات خوض تجربة التحول المؤسسي لمواكبة اهداف الرؤية.

وتضيف المجلة أن اعتماد الصندوق استراتيجية جديدة تساهم في تحقيق التحول الصناعي الذي تطمح اليه المملكة، كان هدفا أساسيا، خاصة بعد ما اصبح الممكن المالي الرئيس لبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية “ندلب” احد اهم برامج رؤية المملكة 2030.

واشارت الى ان ابرز تغيير خاضه الصندوق خلال السنوات الاخيرة بعد وضع الرؤية، هو تعديل نظامه الاساسي ليمتد دعمه الى 4 قطاعات مختلفة وهي: الصناعة والتعدين والطاقة والخدمات اللوجستية، بدلا من دعم الصناعة فقط. وهنا تتطرق هارفارد بزنس ريفيو الى التحول الرقمي مبينة سعي الصندوق لاعادة تصميم كافة عملياته لتصبح مؤتمتة بالكامل،

وتصف النتيجة بانها كانت مبهرة لهذا التحول الرقمي، إذ تم تقليص وقت اعتماد القروض ليصبح 5 اشهر فقط بحد اقصى بعدما كانت العملية تقتضي 11 شهرا في المتوسط.
وتوج الصندوق نجاحه في التحول الرقمي بالحصول على جائزتين من الفئة الذهبية ضمن جوائز ستيفي الشرق الاوسط وشمال افريقيا بالاضافة الى جائزة IDC للتميز في الابداع الرقمي لعام 2021.

وبالرغم من جائجة كورونا، فقد حقق الصندوق نجاحا كبيرا، واظهر مرونة في التعامل مع الجائحة، اذ حقق الصندوق في عام 2020 ارقاما استثنائية حيث اعتمد قروضا بقيمة تجاوزت 17 مليار ريال، وهي القيمة الاعلى في تاريخه.

في حالة الصندوق الصناعي السعودي، تؤكد المجلة الشهيرة أن حالة التغيير لم تعد مجرد اقتراح يقدمه مدير نشط ويظل معلقا لحين إتمام الأجندة الحالية للمؤسسة ولم يعد اقتراحه في الأصل مقرونا بحدوث تعثر ما أو اخفاق في تنفيذ هدف محدد، وإنما بات إجراء استباقيا لابد أن يُدمج سريعا في استراتيجية المؤسسة إن ارادت البقاء. وتشير هارفارد بزنس ريفيو إلى أن المؤسسات الكبرى تواجه صعوبة في سلك طريق التغيير والتحول المؤسسي بسلاسة، وخاصة المؤسسات الحكومية، حيث تستشهد ببعض نتائج الدراسات التي تشير إلى أن 74% من جهود التحول في القطاع الخاص مصيرها الفشل، وترتفع النسبة إلى 80% في القطاع الحكومي.

لكن المجلة تشير إلى أن هذه النتائج المحبطة يقابلها ولو كانت بنسب أقل، تجارب ريادية ناجحة، وتستشهد بتجربة الصندوق الصناعي في رحلته نحو التغيير، حيث تسترسل في وصف الرحلة مشيرة إلى أن الصندوق عمل على انشاء قطاعات اعمال جديدة، فظهر قطاع تطوير الاعمال والتخطيط الاستراتيجي المعني بادارة التحول وابتكار منتجات وخدمات تتلاءم مع احتياجات العملاء وتخدم اهداف رؤية المملكة 2030، كما تعمل على خلق مبادرات تخدم التحول مثل مبادرة الشراكات المحلية والدولية لتمكين نظام التمويل الصناعي.

ومثلت هارفارد باطلاق الصندوق بادرة متميزة تخص عقد شراكات مع شركات كبرى مثل ارامكو وسابك وstc والكهرباء السعودية لدعمها في توطين سلاسل الامداد، حيث اذا احتاجت شركة من الشركات منتجات معينة غير مصنعة في السعودية ولا تريد استيرادها، يمول الصندوق مصانع وطنية لصناعة هذه المنتجات، وبذلك تقل التكاليف، ولا يكون هناك حاجة للاستيراد، ومن ناحية اخرى تساعد في توطين صناعة هذه المنتجات، مما يخدم رؤية المملكة 2030.

اضافة الى خدماته التمويلية يقدم الصندوق الصناعي خدمات استشارية لعملائه وغيرهم لرفع مستوى الوعي بفرص الاستثمارات المحتملة في قطاعات مثل كفاءة الطاقة، والتحول الرقمي الصناعي خاصة وانها مجالات حديثة نسبيا للسوق السعودي، وربما لا يعي المستثمر والعميل الفرص المتاحة في هذا المجال. هنا قدمنا ملخص لتقرير مكون من 12 صفحة ولمن أراد استعراضه عليه الرجوع الى التقرير المميز لدى هارفارد بزنس ريفيو.

 

ذات صلة

المزيد