الخميس, 25 أبريل 2024

تعرف على أبرز عناصر التنمية المستدامة في أوكساچون: الاقتصاد الأزرق و الطاقة المتجددة

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

وضعت مدينة نيوم الصناعية “أوكساچون” مبادئ الاقتصاد الأزرق مع تبني الطاقة النظيفة المتجددة ركيزة أساسية لاستراتيجيتها وجميع أعمالها، مما يعكس تطلعات المملكة في تحقيق نقلة نوعية للاقتصاد السعودي بالتركيز على المشاريع الصناعية الكبرى التي ترتكز على مفهوم التنمية المستدامة.

ووفقًا للبنك الدولي، فإن الاقتصاد الأزرق ينتج 83 مليار دولار للاقتصاد العالمي سنويًا، ويعمل في المشاريع المتعلقة به أكثر من 3 مليارات شخص حول العالم، وسط توقعات بمضاعفة هذا العدد بحلول عام 2030م.

ويشتمل “الاقتصاد الأزرق” على الكثير من المجالات مثل مشاريع توليد الكهرباء من طاقة المياه، وأنشطة التعدين في البحار والمحيطات، والسياحة البحرية، وأنشطة صيد الأسماك والكائنات البحرية، واستخراج المواد الخام من البحار، وغير ذلك من أنماط الأنشطة الاقتصادية المرتبط أساسًا بالمياه.

اقرأ المزيد

واعتمادًا على تطوير الاقتصاد الأزرق ترتكز التنمية الصناعية لمدينة ” أوكساچون ” على 7 قطاعات هي: الطاقة المستدامة، والتنقل المستقل، وابتكار حلول للمياه، والإنتاج الغذائي المستدام، والصحة والرفاهية، والتقنية والتصنيع الرقمي، بما في ذلك الاتصالات، وتقنية الفضاء والروبوتات، وطرق البناء الحديثة.

ومن خلال 100% طاقة متجددة تتبنى أوكساچون مبدأ الاقتصاد الدائري، لتكون بمثابة وجهة اقتصادية تتجه نحوها الصناعات المتقدمة، كما تنشئ نظاماً متكاملاً للطاقة النظيفة، يطبق فيه مفهوم “الاستخدام المتعدد” للحد من الهدر وتعزيز الإنتاج.

وكانت شركة “نيوم” قد قامت في يوليو 2020 بتوقيع اتفاقية شراكة مع شركتي “إير بروداكتس” و” أكوا باور” بقيمة 5 مليارات دولار لبناء منشأة في منطقة نيوم لإنتاج الهيدروجين بطريقة صديقة للبيئة، وتصديره إلى الأسواق العالمية، بغرض توفير حلول مستدامة لقطاع النقل العالمي، ولمواجهة تحديات التغير المناخي من خلال حلول عملية لتخفيض الانبعاثات الكربونية.

والمشروع -الذي سيكون مملوكًا بالتساوي من قبل الشركاء الثلاثة- سيتخذ من نيوم مقرًا له، وبحلول عام 2025 سيصبح جاهزًا لإنتاج الهيدروجين ومن ثم تصديره إلى الأسواق العالمية ليُستخدم كوقود حيوي يغذي أنظمة النقل والمواصلات، كما سينتج نحو 650 طنًا من الهيدروجين الأخضر يوميًا، و1.2 مليون طن من الأمونيا الخضراء سنويًا، ليسهم بذلك في الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بما يعادل ثلاثة ملايين طن سنويًا.

وتعد السعودية من الرواد عالميا في مجال توليد الطاقة الخالية من الكربون، حيث سبق وأعلنت أرامكو ومعهد اقتصاديات الطاقة الياباني (IEEJ) بالشراكة مع “سابك” نجاح إنتاج وتصدير أول شحنة من الأمونيا الزرقاء من السعودية إلى اليابان بدعم من وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية (METI) حيث تم تصدير 40 طنًا من الأمونيا الزرقاء عالية الجودة إلى اليابان لاستخدامها في توليد الطاقة الخالية من الكربون.

وسيوفر تصميم ” أوكساچون ” الثماني الفريد بنصفها العائم في البحر أفضل ما يمكن من استخدامات الأراضي، لدعم توجه نيوم في المحافظة على ما نسبته 95% من الأراضي وتقليل التأثيرات على البيئة الطبيعية، كما يهيئ للمدينة أرضية خصبة لتحقيق التنمية المستدامة من خلال تطوير “الاقتصاد الأزرق” على مساحة تقدر بنحو 10 كيلومتر مربعة مخصصة لهذا الشأن، الأمر الذي يعكس تركيز نيوم على التطوير الإبداعي والمبتكر في كافة المجالات.

وتنطلق فكرة ” أوكساچون” من الاستغلال الأمثل للموارد المائية مع الحفاظ على الحياة البحرية، وهو ما يتماشى مع الهدف رقم 14 من أهداف الأمم المتحدة ضمن خطة التنمية المستدامة لعام 2030، الذي يسعى إلى الاستخدام المستدام والحفاظ على الحياة تحت سطح الماء، كما يدعو هذا الهدف المجتمع الدولي إلى صون المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها بصورة مستدامة لأغراض التنمية المستدامة.

وتمثل الأحياء البحرية 99% من أشكال الحياة على كوكب الأرض تقريبًا، فيما يبقى 1% فقط على اليابسة، وتمتص البحار والمحيطات نحو 50% من الانبعاثات الضارة التي تخرج من اليابسة. كما يقدر أن جزءًا واحدًا من الاقتصاد الأزرق، وهو الخاص بصيد الأسماك، يوجِد نحو 350 مليون وظيفة عبر العالم. وبحلول عام 2025 يقدر أن 34% من إنتاج النفط الخام سيأتي من الحقول البحرية، كما أن مزارع الأسماك تعد من أسرع القطاعات نموًا، وباتت توفر قرابة 50% من الاستهلاك البشري.

ويقدر الصندوق العالمي للطبيعة قيمة كل الأصول الرئيسية الموجودة في البحار والمحيطات بأكثر من 24 تريليون دولار، لتعتبر البحار والمحيطات بهذا سابعَ أكبر اقتصاد عالمي. حيث قدر تقرير آخر قيمة إنتاج الاقتصاد البحري في أوروبا بنحو 600 بليون دولار. بينما في منطقة جنوب شرق آسيا، يشير تقرير ثالث إلى أن العائد من المصائد السمكية المرتبطة بالشعاب المرجانية في كل من إندونيسيا والفلبين يقدر بنحو 3 بلايين دولار سنويًا، في حين تقدر قيمة العائد الناتج من السياحة المرتبطة بالشعاب المرجانية فيهما بنحو 300 مليون دولار سنويًا. وفي إفريقيا يقدر إجمالي قيمة المصائد السمكية المتاحة بأكثر من 250 مليار دولار.

ويعد إنشاء مدينة نيوم الصناعية “أوكساچون ” خطوة جديدة ضمن مخطط نيوم الرئيسي، حيث تستهدف تقديم نموذج جديد لمراكز التصنيع المستقبلية، وفقًا لاستراتيجية نيوم المتمثلة في إعادة تعريف الطريقة التي تعيش وتعمل بها البشرية في المستقبل. ستكون “أوكساچون ” حافزًا للنمو الاقتصادي والتنوع في نيوم خاصة والمملكة بشكل عام، ما يلبي طموحات المملكة في تحقيق مستهدفات رؤية 2030.

ذات صلة

المزيد