مليارديرات على خط الأزمة الاوكرانية – الروسية

أثارت التوترات الحالية بين روسيا وأوكرانيا مخاوف اقتصادية عالمية، وأعادت الى الواجهة هواجس قديمة تتعلق بعودة الحرب الباردة، وظهور تحالفات دولية جديدة، وشهدت الأزمة الحالية انخراط العديد من أثرياء العالم في أحداثها، سواء عن طريق المسارعة الى توفير الخدمات، أو المساهمة بالتمويل وتوفير المساعدات الإنسانية او تكبدهم الخسارة الفادحة عن طريق نزيف الثروات، او من طالتهم العقوبات المفروضة عليهم من قبل الحكومات.

تحذيرات أممية:

حذر صندوق النقد الدولي من تداعيات الصراع بين روسيا و أوكرانيا وما ينطوي عليه من مخاطر اقتصادية كبيرة، واعرب مسؤولوه عن قلقهم مشيرين الى أن الأزمة تأتي في مرحلة دقيقة تشهد تعافي الاقتصاد العالمي من غوائل جائحة كوفيد-19، لتصبح الأزمة خطرا يهدد بمحو جانب من التقدم المحقق على هذا المسار.

استجابة سريعة:

أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة صناعة السيارات الكهربائية تيسلا عن تنشيط أقمار “ستارلينك” الصناعية لمنح أوكرانيا نسخة احتياطية من البيانات يمكن أن تبقي الأقمار الصناعية أوكرانيا على الإنترنت إذا تضررت البنية التحتية للإنترنت بسبب الهجمات الروسية.

وتعرف ستارلنك، بأنها كوكبة من الأقمار الاصطناعية المصنوعة بواسطة شركة سبيس إكس لتوفير خدمة الاتصال القمري بالإنترنت.

جاء تحرك موسك ردًا على نداء من النائب الأول لرئيس الوزراء الأوكراني ووزير التحول الرقمي ميخايلو فيدوروف، الذي طلب المساعدة يوم السبت، في الوقت الذي تقاتل فيه أوكرانيا غزوًا وهجمات إلكترونية مستمرة من قبل القوات الروسية.

وكان فيدوروف قد نشر تغريدة مخاطبا ماسك قال فيها: “أثناء محاولتك استعمار المريخ – تحاول روسيا احتلال أوكرانيا! بينما تهبط صواريخك بنجاح من الفضاء – تهاجم الصواريخ الروسية المدنيين الأوكرانيين! نطلب منك ذلك تزويد أوكرانيا بمحطات “ستارلينك” ولمخاطبة الروس العقلاء للتوقف”.

وجاء رد الملياردير الأمريكي سريعا، حيث قال مغردا على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر أن خدمة ستارلينك نشطة حاليا في أوكرانيا.. والمزيد من المحطات في الطريق”.

تبرعات مليونية:

من جانبه، أعلن الملياردير الياباني هيروشي ميكيتاني أنه سيتبرع بمبلغ 8.7 مليون دولار أمريكي للحكومة الأوكرانية، واصفًا الغزو الروسي بأنه “تحدٍ للديمقراطية”. وقال مؤسس شركة التجارة الإلكترونية العملاقة راكوتن في رسالة موجهة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن التبرع بمليار ين (8.7 مليون دولار أمريكي) سيوجه نحو “الأنشطة الإنسانية لمساعدة الناس في أوكرانيا من ضحايا العنف”.

وقال ميكيتاني إنه زار كييف في عام 2019 والتقى بزيلنسكي. وقال ميكيتاني في رسالته “قلوبنا معك ومع الشعب الأوكراني”.

وكتب “آمل بصدق أن تتمكن روسيا وأوكرانيا من حل هذه المشكلة سلميا وأن يتمكن الشعب الأوكراني من إحلال السلام مرة أخرى في أسرع وقت ممكن”.

جدير بالذكر أن هيروشي ميكيتاني هو رجل أعمال وملياردير ياباني مؤسس ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة راكوتين للتجارة الإلكترونية، وهو أيضا رئيس مجموعة كريمسون ورئيس نادي كرة القدم فيسيل كوبه الياباني ورئيس أوركسترا طوكيو الفيلهارمونية وعضو مجلس إدارة ليفت.

خسائر فادحة:

فيما قالت مجلة “فوربس” الأمريكية أن أغنى أغنياء روسيا خسروا 39 مليار دولار من ثروتهم في ظل تراجع حاد سجلته بورصات عالمية، بما في ذلك الروسية،

ولفتت المجلة الأمريكية إلى أن أغنى أغنياء روسيا خسروا 39 مليار دولار من ثروتهم في ظل تراجع حاد سجلته بورصات عالمية، بما في ذلك الروسية، الخميس.

وأشارت إلى أن رئيس شركة النفط الروسية “لوك أويل” وحيد ألكبيروف كان أكبر الخاسرين بين المليارديرات الروس، إذ انخفضت ثروته بمقدار 3.8 مليار دولار أو بنسبة 15.4%.

فيما تراجعت ثروة أليكسي مورداشوف رئيس مجلس إدارة شركة “سيفرستال” بواقع 3.3 مليار دولار (11.3%)، في حين هبطت ثروة سليمان كريموف الملياردير الروسي والعضو في مجلس الاتحاد الروسي بنسبة 2.6 مليار دولار (18.2%).

بينما خسر فلاديمير ليسين المالك الرئيسي ورئيس مجلس إدارة “NLMK” نحو 2.5 مليار دولار (8.3%) خلال تعاملات الخميس الماضي.

عقوبات اقتصادية:

أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وفقا لتقارير اخبارية أن بلاده ستفرض عقوبات على خمسة مصارف روسية وثلاثة “أفراد أثرياء” ردا على اعتراف موسكو بالمنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، وقال جونسون للبرلمان إن لندن ستستخدم صلاحيات جديدة أقرها المجلس لفرض عقوبات معدّة مسبقا على “أفراد روس وكيانات تحمل أهمية استراتيجية بالنسبة للكرملين”.

وستستهدف العقوبات “روسيا بنك” Rossiya و”آي إس بنك” IS bank والبنك العام و”برومسفياز بنك” Promsvyazbank وبنك البحر الأسود.

وقال جونسون إنه سيتم تجميد أي أصول يملكها رجال الأعمال غينادي تيموشينكو وبوريس روتنبرغ وإيغور روتنبرغ، كما سيتم حرمانهم من دخول الأراضي البريطانية.