الإثنين, 21 أبريل 2025

“تروجينا” .. كنز سياحي في أعلى جبال نيوم

برز مصطلح “السياحة الجبلية” في الفترة الماضية، وخاصة بعد الإعلان عن إنشاء مشروع “تروجينا” ضمن استراتيجية تعزيز القطاع السياحي في المملكة وفق رؤية 2030، حيث يجسد هذا المشروع أهم وجهة عالمية للسياحة الجبلية بالمنطقة. فما المقصود بالسياحة؟ وما أهميته للاقتصاد السعودي؟

ما المقصود بـ “السياحة الجبلية”؟
تعد السياحة الجبلية مجموعة من الأنشطة السياحية التي يتطلب تنفيذها التواجد في مساحات جغرافية محددة مثل التلال والمناطق الجبلية بماتشتمل عليه من مناظر الطبيعية وتضاريس ومناخ ومجتمع محلي وتنوع بيئي.

بعض السائحين يسافرون للترفيه أو الاستشفاء، والبعض الآخر للثقافة، أما رواد المناطق الجبلية، فهم يستهدفون المغامرة والاستكشاف، ومن هنا، تأتي أهمية السياحة الجبلية في نيوم التي تحتضن سلاسل الجبال والشواطئ والمناظر الفريدة المحتفظة بجمالها.

اقرأ المزيد

ويقدم هذا النوع من السياحة، الذي تتفرد به نيوم عن المناطق السياحية الأخرى، خيارات الاستجمام في مناخ هادئ، وبيئة أصيلة تبعث على الهدوء والترويح عن النفس، فضلاً عن وجود مقومات الجذب السياحي من جبال شاهقة وشواطيء بِكر وبيئة طبيعية متنوعة وخلابة.

أما عن الأنشطة التي تمتاز بها السياحة الجبلية في نيوم، فهي ترتكز على التجربة الفريدة من نوعها في المنطقة بالتزلج في الهواء الطلق، كما تتضمن تسلق الجبال، والمشي (الهايكنغ)، وركوب المظلات، وركوب الدراجات، والسفاري، والصيد، والحفلات التراثية، والتخييم.


في عالمنا العربي، هناك تجارب محدودة للسياحة الجبلية، أما على الصعيد العالمي، فالسياحة الجبلية تستحوذ على ما يتراوح بين 15% إلى 20% من صناعة السياحة العالمية، وتدر إيرادات تصل إلى ما بين 100 و140 مليار دولار سنوياً.

إن المنافسة بين الدول على جذب السائح ليست سهلة على الإطلاق، فهي صناعة وتسويق، وفي بعض دول العالم تعد السياحة مورداً رئيسياً للدخل القومي، وهو ما دفع الحكومات لإيلاء اهتمام بالغ بهذا القطاع.

لماذا “تروجينا”؟
جاء إعلان ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان بن عبد العزيز” عن إنشاء “تروجينا”ضمن جملة من المشاريع السياحية لاستثمار ماتزخر به المملكة العربية السعودية ونيوم من تنوع جغرافي، وطبيعة جبلية فريدة من نوعها، تسهم في تعزيز القطاع السياحي بالسعودية وفق رؤية المملكة 2030. وتمثل تروجينا منعطفاً مهماً في مستقبل صناعة السياحة الجبلية في العالم والمنطقة لما تقدمه من أفكار ومشاريع نوعية تعيد رسم خارطة هذا القطاع وتدفعها إلى قمة المنافسة العالمية.

وتتميز “تروجينا” بين جميع هذه المشاريع بما تشتمل عليه من تجارب تمزج بين جمال الطبيعة وعبقرية العمران المستقبلي وتقنيات الواقع الافتراضي التي تؤهلها لتقديم أنشطة ترفيهية وسياحة جبلية لا مثيل لها في العالم بين الجبال والبحيرات والبحر والصحراء. وتأتي قرية )ذا فولت)، التي تقع في جوف الجبال وتقدم تجارب سياحية وترفيهية غير مسبوقة، وقرية البحيرة، المحاطة بالاسواق والمساحات الخضراء والمعارض الفنية ومواقع الفعاليات على امتداد البحيرة، كأحد أهم المواقع في تروجينا إلى جانب فندق ذا بو الذي يعد تحفة معمارية تمزج بين الابداع الهندسي وجمال الطبيعة المدهشة.

ومن أبرز الأنشطة الرياضية التي يمكن ممارستها من قبل هواة السياحة الجبلية في المملكة التزلج في الهواء الطلق، الذي تقدمه تروجينا لأول مرة في المنطقة، والذي سيكون وسط إطلالات رائعة تشمل زرقة مياه البحر الأحمر وتضاريس جبال “نيوم” والكثبان الرملية الصحراوية.

تستهدف المملكة العربية السعودية استقطاب أكثر من 700 ألف زائر وقرابة 7 آلاف نسمة من السكان الدائمين في قرية “تروجينا” والقطاعات السكنية المجاورة، كما يُتوقع أن تضيف السياحة الجبلية أكثر من 10 آلاف فرصة عمل، ونحو 3 مليارات ريال للناتج المحلي الإجمالي السعودي بحلول عام 2030.

وتستحوذ المملكة على القسم الأكبر من شبه الجزيرة العربية، كما تتسم تضاريسها بالتنوع، نظرا لمساحتها الكبيرة وموقعها الاستراتيجي المميز بالتنوع؛ حيث تضم الكثير من الكثبان الرملية والصحاري والجبال والأودية والهضاب والسهول إلى جانب موقعها على البحر الأحمر والخليج العربي.

هذا بالإضافة إلى وجود سلاسل جبلية تمتد على طول البلاد، والصحاري والهضاب الصخرية في الوسط، وأكبرها صحراء النفوذ في الشمال والربع الخالي في الجنوب. أما في الشرق، وعلى طول ساحل الخليج العربي، فتمتد السهول الساحلية الواسعة.


ويكمن سحر منطقة “نيوم”، ما بين قمم جبالها الشاهقة، ومياه بحرها الصافية، وشواطئها البكر، وتنوعها البيئي وآثار حضاراتها القديمة،.

وتحتضن منطقة “نيوم” الغنية والنابضة بالحياة أكثر جزر البحر الأحمر سحراً وصفاءً. كذلك يمكن للزوار أن يستكشفوا شواطئها البكر ويشهدوا حياة برية نادرة في جزرها المتميزة بهدوئها الساحر وتفرُّدها بجمالها الأخاذ كلآلئ متناثرة على سطح مياه البحر الأحمر، ليجدوا فيها موطناً طبيعياً غنياً بأنواع الحياة البيئية المختلفة والنادرة.

ذات صلة



المقالات