بعد الدعم السعودي .. الريال اليمني يقفز بأكثر من 50% أمام الدولار وبوادر على تعافي الاقتصاد بعد سلسلة من الإصلاحات

شهد الريال اليمني أمس قفزة غير مسبوقة في قيمته وبارتفاع بلغت نسبته 50% أمام عدد من العملات الأجنبية، ومنها الدولار، وذلك بعد عدة أشهر من الانهيار أدت إلى هبوطه لأدنى مستوى على الإطلاق، بعد أن فقد أكثر من ثلاثة أرباع قيمته مقابل الدولار وذلك منذ اندلاع الحرب في 2015.

وكان الدعم المقدم من الحكومة السعودية لليمن بمثابة قُبلة الحياة للريال والاقتصاد اليمنيين، حيث لم يكن بين الإعلان عن الدعم السعودي وتعافي سعر صرف الريال اليمني سوى ساعات معدودة، حيث أعلنت حكومة المملكة عن تقديم دعم عاجل للاقتصاد اليمني بمبلغ 3 مليارات دولار أمريكي، وهو الدعم الذي جاء بدوره مرافقا للتحول السياسي في اليمن.

وتضمن الدعم تقديم (2) مليار دولار أمريكي مناصفة بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، دعماً للبنك المركزي اليمني، وتقديم (1) مليار دولار أمريكي من المملكة منها 600 مليون دولار لصندوق دعم شراء المشتقات النفطية، و400 مليون دولار لمشاريع ومبادرات تنموية.

كما أعلنت المملكة عن تقديمها مبلغ 300 مليون دولار أمريكي لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة لعام 2022م لتخفيف المعاناة عن الشعب اليمني وتحسين أوضاعه المعيشية والخدمية، وتدعو لعقد مؤتمر دولي لحشد الموارد المالية اللازمة لدعم الاقتصاد اليمني والبنك المركزي اليمني وتوفير المشتقات النفطية.

وتأثر سوق الصرف في اليمن  بالفعل بالدعم المقدم بالإضافة للتطورات المتسارعة على المشهد السياسي والاقتصادي حيث لاقى قرار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي  بنقل صلاحياته إلى مجلس قيادة رئاسي لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية ترحيباً واسعاً على المستويين العربي والعالمي.

واستقبل الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني وأعضاء المجلس. وعبر ولي العهد عن دعم المملكة لمجلس القيادة الرئاسي اليمني وتطلعه في أن يسهم تأسيسه في بداية صفحة جديدة في اليمن تنقله من الحرب إلى السلام والتنمية، متأملاً سموه بأن تكون المرحلة القادمة مختلفة، منوهاً بما لمسه من عزم وتفاؤل الجميع.

وأكد ولي العهد على حرص المملكة أن ينعم اليمن بالأمن والاستقرار ويعم الازدهار في البلد الشقيق.

وحثت المملكة مجلس القيادة الرئاسي بالبدء في التفاوض مع الحوثيين تحت إشراف الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي نهائي وشامل يتضمن فترة انتقالية تنقل اليمن إلى السلام والتنمية ولينعم الشعب اليمني بالأمن والاستقرار.

وحسب وكالة رويترز يسود الشارع اليمني تفاؤل كبير بأن تنعكس التطورات الإيجابية في سوق الصرف بالإيجاب على أسواق السلع وتتراجع بعد أن صعدت بشكل قياسي وغير مسبوق في تاريخ اليمن مع بداية شهر رمضان وارتفاع أسعار النفط عالميا، وتأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على أسعار القمح.