سوق الأسهم: ما هو القطاع الذي تضاعفت أرباح “أرامكو” فيه 648% من 5 مليار إلى 38.2 مليار؟ .. تعرف على تطور الأرباح والإيرادات وفقاً للقطاعات

كشف رصد لصحيفة مال تحقيق شركة أرامكو، عملاق النفط العالمي، مستويات قياسية على مستوى أرباحها وإيراداتها بالربع الأول من العام 2022، حيث سجلت أرقاماً هي الأعلى لها منذ الإدراج بسوق الأسهم (حيث تتوافر القوائم المالية التفصيلية خاصة الربع سنوية منها)، وذلك على مستوى الإيرادات والأرباح قبل الفوائد والضرائب والأرباح الصافية وفي قطاعي التنقيب والإنتاج، والتكرير والمعالجة والتسويق على حد سواء.

وحسب الرصد تظهر طفرة في أرباح وإيرادات الشركة من قطاع التكرير، والذي من الواضح أن هناك تركيزاً من الشركة عليه، حيث وإن كانت نسبة مساهمته أقل وخاصة بالأرباح، إلا أنها تطورت وخلال السنوات الثلاثة الماضية بشكل ملحوظ، حيث تُظهر الأرقام ارتفاع الأرباح قبل الفوائد والضرائب من القطاع وبنسبة 129.6% على أساس سنوي لتصل إلى 38.26 مليار ريال بالربع الأول 2022 مقارنة بـ 16.7 مليار ريال قبل عام، بينما ومقارنة بالربع الأول 2019 نجد أرباح القطاع قد تضاعفت أكثر من 6 مرات (647.77%) حيث كانت عند 5.116 مليار ريال فقط.

وبدأ القطاع تحقيق أرباح فصلية بشكل متتالي منذ الربع الرابع 2020، بينما وقبل ذلك وخلال 7 فصول لم يحقق أرباحاً سوى في ربعين، وخلال الفصول الأربعة في العام 2021 كانت أرباحه فوق العشرة مليارات ريال، قبل أن يحقق قفزة هي الأولى له بالربع الأخير (الأول 2022) لتتجاوز أرباحه 38 مليار ريال، وهو ما يمكن إيعازه وحسب المحللين إلى أمرين الأول هو توحيد نتائج أعمال سابك، والثاني الزيادة الكبيرة في هوامش الربح من أعمال التكرير والكيميائيات نتيجة للنقص العالمي في طاقة التكرير.

وعلى مستوى الإيرادات نجد أن إيرادات التكرير والمعالجة والتسويق تراوحت خلال آخر 6 فصول بين 115 مليار و223 مليار ريال، بينما وفي السبعة فصول السابقة لم تصل لمستوى الـ 100 مليار سوى في فصلين.

وعلى مستوى القطاعات التشغيلية نجد أن الشركة استطاعت أن تحقق مستويات قياسية في إيراداتها من نشاط التنقيب والإنتاج في قطاع النفط الخام والغاز الطبيعي وسوائله، حيث وصلت في الأول إلى 224.6 مليار ريال هي الأعلى خلال الفترة، ووصلت في الثاني إلى 15.73 مليار هي الأعلى منذ الإدراج أيضاً، وهما القطاعان اللذان تعمل فيهما الشركة في نشاط التنقيب والإنتاج.

أما وعلى مستوى نشاط التكرير والمعالجة والتسويق، نجد أرامكو قد حققت إيرادات قياسية منه في قطاع المنتجات المكررة والكيميائبة وبقيمة 200.63 مليار ريال (الأعلى منذ الإدراج) وبارتفاع 60% على أساس سنوي و125% مقارنة بالربع الأول 2019، كذلك استطاعت أرامكو أن تحقق مستوى قياسياً في إيرادات نشاط التكرير والمعالجة والتسويق بقطاع الغاز الطبيعي وسوائله لتصل إلى 3 مليار ريال بارتفاع 466.17% على أساس سنوي، و3247% مقارنة بالربع الأول 2019.

أما في قطاع المنتجات المعدنية فقد حققت الشركة إيرادات من نشاط التكرير والمعالجة والتسويق فيه بلغت 4.3 مليار ريال بارتفاع 44.75% على أساس سنوي و446% مقارنة بالربع الثاني 2020، وقت ظهور النشاط بقوائم الشركة، حيث يتعلق وبشكل أساسي بتصنیع وبیع المنتجات المعدنیة بعد الاستحواذ على الشركة السعودية للحدید والصلب “حدید”، وهي شركة تابعة ومملوكة بالكامل لشركة سابك.

وبشكل عام يمكن إرجاع ما حققته أرامكو من طفرة في أرباحها وإيراداتها، حسب شركات الأبحاث، إلى قفزة بنسبة 30% في أسعار النفط  بالإضافة إلى ارتفاع هوامش التكرير، حيث ارتفعت أسعار النفط مدفوعة بتعزيز الطلب على الطاقة، وانخفاض مخزونات الخام والمنتجات المكررة على مستوى العالم، وتأثير الأحداث الجيوسياسية.

وتشير التوقعات إلى استمرار الأسباب التي أدت إلى تحقيق الشركة أرقاماً قياسية بالربع الأول من العام الحالي، خاصة أن العقوبات والقيود المفروضة على روسيا بسبب حربها مع أوكرانيا أدت إلى اختناق الإمدادات إلى أوروبا وبالتالي أثرت على صادرات المنتجات النفطية، وخاصة مع عدم قيام الصين بتصدير الكميات التي كانت تصدرها في السابقة كاملة وذلك في ظل تركيزها على الإمداد المحلي.

الأمر الثاني ما أعلنت عنه أرامكو من عملها على التوسع في مجال التكرير وإنتاج السلع، وهو ما يأتي كخطوة تالية لاستحواذها على عملاق البتروكيماويات العالمي “سابك”.

وتتوقع شركة “الراجحي المالية” ارتفاع أرباح أرامكو إلى 552 مليار ريال بنهاية العام الجاري 2022، وبنسبة 39.5% مقارنة بأرباحها في العام 2021 التي كانت 395 مليار ريال، على أن تحقق 487 مليار ريال في العام الذي يليه 2023.