انهيار سوق العملات الرقمية بقيمة 2 ترليون دولار… ما هو التأثير على الاقتصاد الكلي؟!

يحذر محللون من خسائر هائلة اجتاحت سوق العملات الرقمية، حيث انخفضت أسعار عملات التوكن، وسرحت الشركات موجات من الموظفين، وتعثرت بعض الأسماء الأكثر شهرة في الصناعة. حيث تثير هذه الفوضى مخاوف المستثمرين ، في ظل محو أكثر من 2 تريليون دولار من القيمة السوقية في غضون أشهر – ومحو مدخرات تجار التجزئة الذين يراهنون بشكل كبير على مشاريع التشفير التي توصف بأنها استثمارات آمنة.

مخاوف الركود:

أثار الانخفاض المفاجئ في الثروة مخاوف من أن انهيار العملة المشفرة قد يساعد في إحداث ركود أوسع. الا أن تقارير اخبارية قللت من تأثير ذلك، حيث أعتبر تقرير حديث بشبكة ” سي ان بي سي” ان القيمة السوقية لسوق العملات المشفرة ضئيلة مقارنة بإجمالي الناتج المحلي للولايات المتحدة البالغ 21 تريليون دولار أو سوق الإسكان الذي يبلغ 43 تريليون دولار. لكنه نبه إلى أن الأسر الأمريكية تمتلك ثلث سوق التشفير العالمي ، وفقًا لتقديرات مصرف جولدمان ساكس ،

ووفقا لاستطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث أن 16٪ من الراشدين في الولايات المتحدة قالوا إنهم استثمروا في عملة مشفرة أو تداولوها أو استخدموها. لذلك هناك درجة معينة من التعرض الوطني لعمليات البيع المكثفة في سوق العملات المشفرة.

ويشير التقرير إلى أن العملات الرقمية يكتنفها الغموض بشكل عام، قد يكون من بين فئات الأصول الأصغر ، لكن الصناعة الصاخبة تستحوذ على الكثير من الاهتمام في الثقافة الشعبية، خاصة عقب أن برزت في إعلانات البطولات الرياضية الكبرى ورعاية الملاعب.

حضور كبير:

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” مؤخرا أن منصة “كريبتو دوت كوم” للعملات الرقمية، ستكون أحد الرعاة الرسميين لمونديال قطر 2022، في مؤشر على تنامي تأثير العملة الافتراضية في كرة القدم.
ويأتي إعلان “الفيفا” ليعطي العملات الرقمية دفعة إضافية لحضورها في كرة القدم، خاصة مع وجود لاعبين مشهورين مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي يتلقى جزءا من راتبه في باريس سان جرمان الفرنسي بهذه الطريقة.

ومع ذلك ، قال الاقتصاديون والمصرفيون لشبكة CNBC إنهم ليسوا قلقين بشأن التأثير الضار للعملة المشفرة على الاقتصاد الأمريكي الأوسع لسبب واحد كبير: العملة المشفرة غير مرتبطة بالديون.
من جانبه قال جوشوا جانز ، الخبير الاقتصادي في جامعة تورنتو لا يستخدم الأشخاص التشفير حقًا كضمان لديون العالم الحقيقي. بدون ذلك، يمكن اعتبارها مجرد كثير من الخسائر الورقية.

ويري محللون أن العلاقة بين العملات المشفرة والديون هي الأساس. بالنسبة لمعظم فئات الأصول التقليدية ، من المتوقع أن تظل قيمتها مستقرة إلى حد ما خلال فترة زمنية معينة. هذا هو السبب في أنه يمكن استخدام تلك الأصول المملوكة كضمان لاقتراض الأموال.

تأثير محدود:

يري المحللون أن تأثير العملات المشفرة على الاقتصاد الكلي ستظل محدودة طالما أنه لا يتم استخدامها كضمان للديون، لقد استخدم الناس العملات المشفرة لاقتراض العملات المشفرة الأخرى، إلا أنه توجد استثناءات – حصلت شركة MicroStrategy الأمريكية على قرض مدعوم من بتكوين بقيمة 205 مليون دولار في مارس من بنك Silvergate الذي يركز على التشفير.

وفقًا لمذكرة بحثية حديثة من مصرف مورجان ستانلي، كان مقرضو العملات المشفرة يقرضون في الغالب مستثمري وشركات العملات المشفرة. وبالتالي ، فإن المخاطر غير المباشرة من خفض أسعار العملات المشفرة إلى النظام المصرفي الأوسع للدولار الأمريكي “قد تكون محدودة”. على الرغم من الحماس الشديد تجاه البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى، يشير المستثمر المشهور كيفين أوليري إلى أن معظم حيازات الأصول الرقمية ليست مؤسسية.

لافتا إلى أن “هناك بالتأكيد بنوك ومؤسسات مالية أخرى أعربت عن اهتمامها بالعملات المشفرة كأصل وكأصل قد يرغبون في أن يتمكن عملاؤهم من الاستثمار فيه أيضًا ، ولكن في الواقع ، ليس هناك الكثير من هذا الاستثمار وأوضح جانز ، أن البنوك لديها مجموعة من اللوائح الخاصة بها وحاجتها الخاصة للتأكد من أن الأشياء هي استثمارات مناسبة.
وقال أوليري “لا أعتقد أننا رأينا هذا النوع من الانكشاف الذي شهدناه في أزمات مالية أخرى”.

يقول الخبراء لشبكة سي أن بي سي أن تعرض ربات المنازل والمستثمرين العاديين في الولايات المتحدة للعملات المشفرة ليس مرتفعًا إلى هذا الحد. على الرغم من أن بعض تجار التجزئة قد تعرضوا للخسارة من خلال امتداد عمليات التصفية الأخيرة ، فإن الخسائر الإجمالية في سوق العملات المشفرة صغيرة مقارنة بصافي ثروة الأسر الأمريكية البالغة 150 تريليون دولار.

ووفقًا لملاحظة من جولدمان ساكس في مايو ، لا تشكل مقتنيات العملات المشفرة سوى 0.3 ٪ من قيمة الأسرة في الولايات المتحدة ، مقارنة بـ 33 ٪ مرتبطة بالأسهم. حيث تتوقع الشركة أن يكون التاثير على إجمالي الإنفاق من انخفاضات الأسعار الأخيرة “ضئيلاً للغاية.