الخميس, 18 أبريل 2024

بايدن يشدد على أهمية وجود “شرق أوسط أكثر أمانا وتكاملا”

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن رحلته إلى الشرق الأوسط تأتي لبدء فصل جديد، وواعد، يتسم بانخراط أكبر من قبل أمريكا هناك. حيث تأتي هذه الرحلة في وقت حيوي بالنسبة للمنطقة.

وذهب إلى أن وجود شرق أوسط أكثر أماناً وتكاملاً يخدم مصالح الولايات المتحدة من عدة جوانب، مثلاً، تمثل الممرات المائية في هذه المنطقة أهمية كبيرة لحركة التجارة العالمية وتعتمد عليها كذلك سلاسل الإمداد، فضلا عن أن موارد الطاقة في منطقة الشرق الأوسط تمثل أهمية شديدة في تخفيف حدة تداعيات تراجع إمدادات الطاقة من روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا.

وترى الإدارة الأمريكية كذلك أن التقارب في المنطقة عبر التعاون والقنوات الدبلوماسية – بدلا من الفرقة والصراع – سوف يقلل من صعود الحركات المتطرفة والعنف وخلق بؤر صراع وحروب جديدة ربما تشكل أعباء جديدة على أفراد الجيش الأمريكي وأسرهم.
ويرى “بايدن” أن تجنب السيناريو القاتم المتمثل في خلق الصراعات بالشرق الأوسط يعد أمرا بالغ الأهمية بالنسبة لإدارته، فقد أكد على تبني نهج الدبلوماسية بشكل مكثف وعقد الاجتماعات بشكل مباشر لتحقيق الأهداف المرجوة.

اقرأ المزيد

“إن منطقة الشرق الأوسط التي سأزورها أصبحت أكثر استقراراً وأماناً عن فترة الثمانية عشر شهراً التي ورثتها إدارتي، فقبل شهر من حفل تنصيبي رئيساً للولايات المتحدة، تعرضت سفارة الولايات المتحدة في بغداد لأكبر هجوم صاروخي في 10 سنوات، كما ارتفعت حدة الهجمات صد قواتنا ودبلوماسيينا إلى أربعة أضعاف ما كانت عليه في العام السابق. لقد أمر سلفي الرئيس السابق (دونالد ترامب) قاذفات بي-52 الاستراتيجية بالتحليق بعيدا عن الولايات المتحدة إلى المنطقة وردع تلك المخاطر والتهديدات، لكن ذلك لم ينجح واستمرت الهجمات”.

علاوةً على ذلك، فإن الحرب في اليمن تتصاعد لتسبب واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، ولا يلوح في الأفق أي حل سياسي ينهي الصراع.

وبعد تراجع الرئيس الأمريكي السابق عن اتفاق نووي كان ناجحاً –على حد وصف “بايدن” – أصدرت إيران تشريعاً يسمح لها بالمضي قدما وبوتيرة سريعة في برنامجها النووي، وعندما سعت الإدارة الحالية لإدانة طهران على هذه الخطوة أمام مجلس الأمن، وجدت الولايات المتحدة نفسها معزولة وبمفردها.

“خلال الأسابيع الأولى لي كرئيس للولايات المتحدة، حذر خبراؤنا العسكريون والاستخبارات من تصاعد المخاطر في منطقة الشرق الأوسط والحاجة إلى تدخل عاجل ودبلوماسية مكثفة لإعادة الردع العسكري، ولذا، أمرت بشن غارات جوية ردا على أي هجوم ضد قواتنا، كما أطلقت لقاءات دبلوماسية لتعزيز الاستقرار في المنطقة”.

وفي العراق، أكد “بايدن” إنهاء المهام العسكرية الأمريكية، وبدلاً من ذلك، ركزت واشنطن وجودها العسكري على تدريب العراقيين مع الحفاظ على التحالف العالمي الذي تم تشكيله ضد تنظيم “داعش” الإرهابي – أثناء تولي “بايدن” منصب نائب الرئيس الأسبق – وذلك لمنع ظهور هذا التنظيم مجدداً. وردت واشنطن أيضا على التهديدات ضد الأمريكيين لا سيما تلك التي ينفذها وكلاء إيران في المنطقة، وانحسرت الهجمات بشكل ملحوظ مقارنةً بما كانت عليه قبل عامين. وخلال فبراير، نجحت الولايات المتحدة في القضاء على زعيم تنظيم “داعش” في سوريا “حاجي عبد الله”، مما أبرز قدرة أمريكا على محو التهديدات الإرهابية مهما كانت محاولاتها، ومهما حاولت الاختباء.

وفي اليمن، يقول “بايدن” إنه عين مبعوثاً دبلوماسياً وتواصل مع القادة في المنطقة على رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك “سلمان بن عبد العزيز”، لوضع أساس التوصل إلى هدنة. وبعد عام من الدبلوماسية المتواصلة، أصبحت هذه الهدنة قائمة الآن، والمساعدات الإنسانية تصل مختلف المدن والبلدات اليمنية الواقعة تحت الحصار. ونتيجة لذلك، ربما تعد الأشهر القليلة الماضية في اليمن هي الأكثر سلاماً في 7 سنوات – بناء على تقديرات الإدارة الأمريكية.

وعلى صعيد الشأن الإيراني، أعدنا توحيد الجبهة مع الحلفاء والشركاء في أوروبا وحول العالم، والآن إيران باتت معزولة حتى تعود إلى الاتفاق النووي الذي تخلى عنه الرئيس الأمريكي السابق دون وجود أي بديل لإحلاله. وفي الشهر الماضي، انضمت أكثر من 30 دولة للولايات المتحدة في إدانة ضعف مستوى التعاون الإيراني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مراقبة الأنشطة النووية لطهران. وأضاف “بايدن” أن إدارته سوف تواصل الضغط الدبلوماسي والاقتصادي حتى يعود النظام الإيراني إلى الامتثال بالاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه عام 2015.

وفي الشأن الإسرائيلي، ساعدت الولايات المتحدة في إنهاء الحرب على غزة خلال 11 يوماً بدلاً من أن تمتد لشهور. وتعاوننا مع إسرائيل ومصر وقطر والأردن للحفاظ على السلام مع عدم السماح للمتطرفين بإعادة التسلح. أيضاً، تم إعادة بناء الثقة بين الولايات المتحدة والفلسطينيين، وبالتعاون مع الكونجرس، قدمت إدارة “بايدن” نحو 500 مليون دولار لدعم الفلسطينيين، وكذلك تمرير حزمة دعم لإسرائيل بقيمة 4 مليارات دولار تعد الأكبر في التاريخ. وفي الأسبوع الجاري، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي مع رئيس السلطة الفلسطينية للمرة الأولى في خمس سنوات.

أما ما يتعلق بالسعودية، فقد قال الرئيس الأمريكي “منذ بداية تولي رئاسة الولايات المتحدة، هدفي هو إعادة توجيه العلاقات – وليس قطعها – خاصة علاقات تمتد لنحو 80 عاماً مع شريك استراتيجي. لقد ساعدت السعودية مؤخراً في استعادة الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي الست، ودعمت المملكة بشكل كامل التوصل إلى هدنة في اليمن، وتتعاون الرياض الآن مع خبراء في الإدارة الأمريكية لتحقيق الاستقرار في سوق النفط بالتعاون مع منتجين أوبك الآخرين.”

وأضاف بالقول “بصفتي رئيساً للولايات المتحدة ، فإن وظيفتي هي الحفاظ على بلادنا قوية وآمنة. علينا مواجهة العدوان الروسي ، ووضع أنفسنا في مكان أفضل يتيح لنا التفوق على الصين ، والعمل من أجل استقرار أكبر في منطقة مهمة من العالم. ولتحقيق كل ذلك، علينا التعامل مباشرة مع البلدان التي يمكن أن تؤثر على تلك النتائج.

ووصف السعودية بأنها من الدول المؤثرة، قائلا “عندما ألتقي القادة السعوديين يوم الجمعة، سيكون هدفي هو تعزيز شراكة استراتيجية للمضي قدماً تستند على المصالح والمسؤوليات المشتركة، مع التمسك أيضًا بالقيم الأمريكية الأساسية”.

وأضاف “سأكون أول رئيس يسافر مباشرة من إسرائيل إلى جدة بالسعودية، هذه الزيارة تحمل صفقة رمزية طفيفة بشأن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي، والتي ستعمل إدارتي على تعميقها وتوسيع نطاقها. وفي جدة، سوف يلتقي زعماء من مختلف دول المنطقة للعمل سوياً على إمكانية وجود شرق أوسط أكثر استقراراً وتكاملاً تلعب فيه الولايات المتحدة دوراً قيادياً حيوياً.”

“بالطبع، لا تزال المنطقة مليئة بالتحديات: برنامج إيران النووي ودعم الجماعات التي تعمل بالوكالة، والحرب الأهلية السورية ، وأزمات الأمن الغذائي التي تفاقمت بسبب الحرب الروسية ضد أوكرانيا، والجماعات الإرهابية لا تزال تعمل في عدد من البلدان، والجمود السياسي في العراق وليبيا ولبنان، ومعايير حقوق الإنسان التي لا تزال متأخرة في كثير من دول العالم. يجب علينا معالجة كل هذه القضايا. عندما ألتقي قادة من جميع أنحاء المنطقة، سأوضح مدى أهمية إحراز تقدم في هذه المجالات.”

ورغم كل ذلك، عند المقارنة بما كانت عليه المنطقة قبل 18 شهرًا ، فإن الأمور حالياً أقل ضغطًا وأكثر تكاملاً. لقد أعاد الخصوم السابقون العلاقات.

 

ذات صلة

المزيد