الجمعة, 29 مارس 2024

القطاع الصحي السعودي .. فرص استثمارية هائلة ونمو اقتصادي متسارع

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

في الوقت الذي تستضيف فيه الرياض ملتقى الصحة العالمي، يبرز امتلاك القطاع الصحي السعودي فرصا واعدة أمام المستثمرين من داخل البلاد وخارجها، خاصة في ظل النمو الاقتصادي المتسارع.

ويمتلك سوق الرعاية الصحية في السعودية فرص نمو هائلة، في ظل تطلع الشركات العالمية الكبرى إلى دخول هذا السوق بشكل لم يسبق له مثيل، خاصة مع المتغيّرات التي حصلت في الأسواق بسبب جائحة “كوفيد-19” والتي أبرزت دور السوق السعودي الأكبر خليجياً لكونه يخدم مجتمعاً يعيش فيه نحو 35 مليون نسمة.

وبحسب المعطيات الحالية، فإن هناك مجالاً كبيراً للاستثمار في المستشفيات، خاصة أن هناك حالياً حوالي 490 مستشفى معظمها مملوكة للقطاع العام، ولذلك بدأ القطاع الخاص بدخول قطاع الرعاية الصحية بشكل أكثر حيوية ونشاطا.

اقرأ المزيد

وارتفع الإنفاق الحكومي على قطاع الصحة في المملكة خاصة مع التحسن الكبير في أسعار النفط، ما يعطي الحكومة دخلاً أكبر وحرية أكثر في الإنفاق على القطاع الصحي. يشار إلى أن السعودية تعمل بشكل مستمر على تطوير قطاعها الصحي، لا سيما بعد إعلان الحكومة نيتها خصخصة القطاع، والذي يعتبر رابع أكبر قطاع في حجم الإنفاق بميزانية السعودية 2022 والذي خصص له 138 مليار ريال.

وتعمل الحكومة على إشراك القطاع الخاص في إدارة القطاع الصحي بالمملكة، لا سيما بعد قيام وزارة الصحة بإنشاء تجمعات للمستشفيات الحكومية، وبعد موافقة مجلس الوزراء السعودي على تأسيس شركة الصحة القابضة وتنظيم مركز التأمين الصحي الوطني الذي سيرفع من أداء المنظومة الصحية.

وينظر القطاع الخاص السعودي إلى أهمية الفرص بالقطاع الطبي واحتياجات المرضى والمراجعين في الوقت المعاصر، مع ظهور مشاريع طبية تتميز بالمباني الحديثة التي تعتمد على التقنية وتكون مستشفيات صديقة للبيئة.

وظهر جليا أن المستشفيات الحديثة ستعتمد على التقنية لتلبية احتياجات المرضى، لتكون رافدا للتطور في القطاع الطبي، ومن ذلك الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والجراحة عبر الروبوت والتقنيات الحديثة لإعادة تأهيل المرضى وعلاجهم.

ويحظى القطاع باهتمام القطاع الخاص بالحصول على حصة أكبر في سوق الرعاية الصحية بالمملكة، خاصة أنه تم استحداث 20 مستشفى خاصا في السوق السعودي تعود للقطاع الخاص خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.

وقطاع الرعاية الصحية يستنفد سيولة كبيرة ويحتاج إلى قدرات تفوق المعتاد فيما يتعلّق بإدارة السيولة والتدفق النقدي، وهو ما يفتح الباب واسعا أمام إمكانية لجوء مستشفيات القطاع الخاص لطلب العون من المؤسسات المالية والاستثمارية العالمية للدخول معها في شراكة، سواءً على شكل استحواذ أو تمويل من أجل ضمان قدرتها على الاستمرار، ومع تغيير قوانين الاستثمار في المملكة ومنح حرية أكبر للمستثمر الأجنبي، فإن فرص هؤلاء بإيجاد الشريك المناسب أصبح أسهل نسبياً.

والمعروف أن هناك مؤسسات عالمية ترغب بدخول السوق السعودي وتبحث جدياً عن الشريك المناسب الذي يمتلك مؤسسات صحية قائمة وشبكة من العيادات الخارجية المنتشرة في عدد من مناطق المملكة، ومثل هذه المؤسسات تضخ استثمارات مالية كبيرة لا تخدم قطاعات الرعاية الصحية فحسب، وإنما تخدم أيضاً عدداً من القطاعات الاقتصادية الحيوية الأخرى.

وتستضيف المملكة العربية السعودية خلال الفترة 9 – 11 أكتوبر 2022 م ملتقى الصحة العالمي في العاصمة الرياض تحت شعار “التحول في القطاع الصحي” بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض والذي يُعد حدثًا صحيًّا عالميًا، سعيًا لتحقيق رؤية المملكة 2030 ونقلة كبيرة وجوهرية في الاستثمار الصحي، ودافعًا للتحول الرقمي في قطاع الرعاية الصحية وتعزيز إمكانية الوصول إلى الأدوية والتقنيات، والقيادة والحوكمة، حيث سيشارك فيه أكثر من 112 متحدثًا من جميع أنحاء العالم.

وسيناقش القادة في القطاع الصحي خلال الملتقى الجوانب الرئيسية لمنظومة الرعاية الصحية المشمولة في تنفيذ البرنامج الوطني لتحويل قطاع الصحة في المملكة العربية السعودية والذي يهدف إلى تمكين الحوار الجوهري بين قادة الفكر والمسؤولين الحكوميين حول تقديم الخدمات وتحفيز رقمنة الرعاية الصحية والوصول إلى الأدوية والتقنيات وتمويل النظام الصحي والقيادة والحوكمة.

ويركز المشاركون في الملتقى على أبرز الموضوعات الرئيسية والتي تشمل تحفيز رقمنة الرعاية الصحية، وكذلك القيادة وإدارة التغيير والانتقال إلى نماذج رعاية جديدة، واقتصاديات الصحة، وتمويل النظام الصحي، بالإضافة إلى تقديم خدمات الرعاية الصحية في المستقبل مما يعزز مكانة المملكة كرائدة في القطاع الصحي، بالإضافة إلى أنه سيتحدث رواد الأعمال الواعدون من مختلف أنحاء العالم أمام جمهور من المستثمرين حول كيفية تناول معالجة تقنياتهم الرقمية أو غيرها من الحلول المبتكرة للفجوات الحالية في مجال الرعاية الصحية.

ويعد القطاع الخاص الشريك الاستراتيجي والركيزة الأساسية في تحقيق التحول والأهداف الإستراتيجية الواضحة الذي يجري العمل معه كشريك نجاح، ضمن خطة تنفيذية مفصلة تقودها الجهود المستمرة.

وتقف المملكة اليوم أمام مرحلة جديدة وواعدة تزخر بالفرص، مدفوعةً بالأهداف التي حددتها رؤية المملكة 2030 لبرنامج تحول القطاع الصحي الهادف إلى تحسين جودة حياة أفراد المجتمع، إلى جانب تركيز الحكومة في تعزيز البنية التحتية للرعاية الصحية والصحة الرقمية، وتوطيد الشراكات بين القطاعين العام والخاص، والالتزام بمبدأ الرعاية الصحية القائمة على القيمة، قاطعة بذلك خلال السنوات القليلة الماضية خطوات كبيرة لتطوير القطاع والارتقاء بخدماته.

ذات صلة

المزيد