أكاديمية الصندوق الصناعي.. معرفة مُستدامة تمكن وتنمي المنظومة الصناعية في المملكة

منذ أن تأسس الصندوق الصناعي في عام 1974 وهو يسعى إلى تطوير منسوبيه مهنياً إيماناً منه بأن نجاحه لن يتحقق إلا بوجود كفاءات قادرة على قيادة الصندوق. وفي عام 2019 تم تأسيس أكاديمية الصندوق ليقدم الصندوق من خلالها معرفة مُستدامة تمكن وتنمي المنظومة الصناعية.

وتتبنى أكاديمية “الصندوق الصناعي” رسالة أساسية وهي بناء القدرات البشرية للمنظومة الصناعية من خلال برامج ذات مستوى عالِ بشراكات مع كبرى المؤسسات التعليمية الرائدة عالمياً، في حين تتلخص الرؤية العامة في أن تكون الأكاديمية منصة رائدة للمعرفة وبناء القدرات البشرية في القطاعات الصناعية للمساهمة في تمكين التنمية الصناعية بما يتماشى مع الأهداف الوطنية في المملكة.

وتهدف الأكاديمية إلى تقديم برامج نوعية عالية الجودة تتماشى مع أهداف التنمية الصناعية الوطنية​، وبناء شراكات أكاديمية استراتيجية وطنية ودولية مع مؤسسات تعليمية رائدة؛ لتزويد القدرات البشرية بالمهارات والقدرات اللازمة للتطور المهني والمؤسسي، بالإضافة إلى تبني التقنيات المُبتكرة الجديدة التي تُساهم في النمو الصناعي.

تعتمد الأكاديمية أربعة أركان رئيسية، وهي: إحداث الأثر والتأثير عبر منظومة الصندوق وعملائه، التشاركية عن طريق مواءمة البرامج مع احتياجات العملاء والمنظومة الصناعية، وكذلك التميز بتقديم برامج تدريبية تخصصية بالشراكة مع جهات عالمية مرموقة. وأخيراً، أن تكون الأكاديمية مركزاً ومنصة للمعرفة تُركز على أعمال الصندوق الرئيسية.

ومنذ التأسيس عام 2019، قدمت أكاديمية الصندوق 101 برنامجاً بمعدل ساعات تدريبية يقارب 750 ألف ساعة استفاد منها ما يزيد عن 12 ألف متدرباً من أكثر من 350 جهة حكومية وخاصة.

قدمت الأكاديمية خلال العام الجاري 2022, 45 برنامجاً ومن أبرزها برنامج التدريب المنتهي بالتوظيف “نُخب الائتمان ونُخب دراسات السوق ونُخب المهندسين”. بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من البرامج المتخصصة القصيرة مثل تحليل الائتمان، المالية لغير الماليين، المحاسبة لصناع القرار، دراسة جدوى المشاريع، أساسيات التمويل من صندوق التنمية الصناعية السعودي، والريادة في عصر البيانات والرقمنة والذكاء الاصطناعي.

ولأن أكاديمية “الصندوق الصناعي” تركز على أن تكون مركز المعرفة الأساسي لبناء القدرات البشرية في القطاعات ذات الأولوية الضرورية لتحقيق التطور الصناعي بما يتماشى مع الأهداف الوطنية ورؤية المملكة 2030، فكان لزاماً أن يتم التعاون مع مزودي التعليم الرائدين مثل: فيتش التعليمية، كلية لندن للأعمال، جامعة بيركلي، أكسفورد، وستانفورد.

وفي عام 2021، بحسب التقرير السنوي لأكاديمية “الصندوق الصناعي”، شارك في البرامج التدريبية للأكاديمية 4430 متدرباً بواقع 723 متدرباً من موظفي الصندوق و3707 متدرباً من الجهات الخارجية. واحتوى العام 36 برنامجاً شملت برامج نُخب، برامج مالية، وبرامج الأعمال والإدارة، بالإضافة إلى برامج الابتكار والرقمنة.

ومن خلال نتائج الاستفتاء للمتدربين في برامج الأكاديمية فقد أجمع المتدربون على أن آلية التقديم كانت سهلة ومُيسره، وأكدوا على أن التدريب يُعد فرصة متكاملة واستثنائية للعمل والتدريب داخل وخارج المملكة، موضحين أن برامج الأكاديمية بمساراتها المختلفة، المالية والأعمال والإدارة وبرامج الابتكار والرقمنة، تُعد تجربة ثرية داخل منظومة لا تالو جهداً لتنمية المواهب لتحقيق أهداف الصندوق ورؤية المملكة 2030.

الرئيس التنفيذي للصندوق الصناعي، د. إبراهيم المعجل، أوضح أن العنصر البشري يُعد العنصر الأهم في مجال تنمية الاقتصاد والتي تسعى دائماً القيادة الرشيدة في المملكة إلى تقديم الدعم اللازم وتمكين الكوادر الوطنية لتعزيز التنافسية في القدرات البشرية محلياً وعالمياً، وذلك من خلال تعزيز القيم وتطوير المهارات الأساسية ومهارات المستقبل، وتنمية المعرفة، والنجاح في العمل والريادة والمنافسة محليًا وعالميًا، والتطوير المستمر للمهارات وتنمية القدرات.

وأضاف المعجل: “انطلاقاً من إيماننا الكبير بأهمية التدريب واستمراراً لما تحقق لأكثر من 48 عاماً والتي لعب فيها الصندوق دوراً رئيسياً في قيادة أهداف التنمية الصناعية في المملكة، استمر الصندوق بتقديم الدعم لاستمرار العملية التدريبية وتمكين منسوبي المنظومة الصناعية ومنسوبي الصندوق وعملائه بهدف تنمية القدرات البشرية”.

وتابع بالقول: “مع مضاعفة دور الصندوق في المساهمة بتحقيق أهداف برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية “ندلب”، يستمر الصندوق بالتوسع في مجال التدريب والتأهيل عبر العديد من البرامج التطويرية المتقدمة بالمشاركة مع عدد من الجامعات والمراكز المحلية والعالمية لتساهم في تحقيق التكامل؛ لتعزيز النجاح وتمكين وتنمية القدرات البشرية”.

بدورها، أشارت نائب الرئيس التنفيذي لرأس المال البشري في الصندوق الصناعي الدكتورة خلود أشقر، إلى إن “الأكاديمية قامت في العام الماضي بتركيز وتكريس جهودها لنقل المعرفة في المجالات المالية والإدارية والأعمال والرقمنة والابتكار”، مُبينة أن “الأكاديمية اهتمت منذ تأسيسها ببناء عدد من الشراكات الاستراتيجية العالمية والمحلية التي من شأنها الإسهام في تقديم المعرفة سعياً للتكامل والنجاح عالمياً من خلال اكتساب شباب المملكة المهارات اللازمة لمواجهة التغيرات السريعة في سوق العمل”.