السبت, 20 أبريل 2024

حمي تقليص الوظائف بوادي السيلكون هل تنتقل عدواها لجميع الاقتصاد؟!

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

اقرأ المزيد

تواصلت عمليات تقليص الوظائف التي شهدها العام الماضي، لتستمر في العام 2023، حيث جردت عمليات التسريح مرة أخرى عشرات الآلاف من العاملين في مجال التكنولوجيا من وظائفهم ؛ هذه المرة، كانت تخفيضات القوى العاملة مدفوعة بأكبر الأسماء في مجال التكنولوجيا مثل عملاق التكنولوجيا جوجل وشركة التجارة الإلكترونية أمازون وشركة البرمجيات مايكروسوفت وشركتي ياهو وزووم. فيما أعلنت الشركات الناشئة أيضًا عن تخفيضات في جميع القطاعات، من التشفير إلى البرمجيات الخدمية. وعزت أغلب الشركات الخطوة لبيئة الاقتصاد الكلي، والحاجة إلى تحقيق الربحية.

تسريح شامل:
وبحسب صحيفة “تك كرانش” الأمريكية المهتمة بالتكنولوجيا والشركات الناشئة، فأن نحو 25 شركة أمريكية أعلنت خلال مارس الحالي عن تقليص وظائفها من أبرز هذه الشركات، لوسيد موتورز، والت ديزني، سيلز فورس، أمازون، مايكروسوفت، ميتا، وايمو.
فيما قلصت نحو 18 شركة عمالتها في فبراير الماضي، كانت أبرزها تويتر، ياهو، زووم، ديل، ريفيان.

اتجاه تصحيحي:
تشير تقارير إلى أن موجة التسريح الشامل التي تنتظم الشركات الأمريكية خاصة مجال التكنولوجيا، إلى أنها اتجاه تصحيحي، عقب فترة الوباء والتي خلقت وظائف أكثر من المطلوب حاليآ بحسب المراقبين.
ومع فقدان عشرات الآلاف من العمال لوظائفهم بشكل مفاجئ في أمثال جوجل وأمازون و”آي بي ام” وسيلز فورس والمزيد ، من المفهوم أن الصدمات يتردد صداها في جميع أنحاء سوق العمل. تقول جوليا بولاك، كبيرة الاقتصاديين في ZipRecruiter ، في حديثها لشبكة “سي ان بي سي” في وقت سابق، إن “عمليات التسريح” التي احدثت صخبا في مجال التكنولوجيا لها تأثير مخيف غير متناسب، لأنها تحدث في الشركات ذات الأسماء البارزة والتي شهدت للتو نموًا سريعًا. علاوة على ذلك، هناك تباطؤ يتسبب في قلق الباحثين عن عمل على نطاق أوسع من أن الوظائف أصبحت أقل توفرًا.
وفي حين أن هذه الخسائر في الوظائف تكون مفاجئة ولا شك أنها مزعجة للأشخاص المتأثرين بها، إلا أن محللين يرون أنها ليست مؤشرا على ركود.

تداعيات محتملة:
لقد قامت شركات التكنولوجيا الكبرى بالفعل بتسريح أكثر من 150 ألف عامل في عام 2023. من بعض النواحي، إنها ذات القصة القديمة. لا تقوم هذه الشركات بفصل الأشخاص فقط – فهي لا تستخدم طرقًا صديقة للموارد البشرية للقيام بذلك. خلاصة القول: إن الطريقة التي تجري بها شركات التكنولوجيا تسريح العمال قد تضر بالأعمال على المدى الطويل، كما قال الخبراء لـ :موقع ياهو فاينانس”.

وبحسب موقع DW الألماني فقد انقسم المحللون بشأن امكانية انتشار موجة تسريح العمال من قطاع التكنولوجيا إلى بقية الاقتصاد الأمريكي؟، ما إذا كان الاقتصاد الأمريكي يتجه نحو الركود والبطالة المرتفعة؟ من جانبها تقول كارين دينان، من معهد بيترسون للاقتصاد الدولي أن عمليات تسريح العمال حظيت بالكثير من الاهتمام، ومع ذلك، فإن تأثيرها المباشر على التوظيف العام في الولايات المتحدة محدود.

وفي حين أن بعض شركات التكنولوجيا قد قلصت وظائفها، فإن العديد من الشركات الأخرى لا تزال تقوم بالتوظيف بقوة بفضل سوق الوظائف الملتهب الذي ترك أرباب العمل في العديد من القطاعات يكافحون لملء الوظائف الشاغرة.
فقد كشف مسح مواقع العمل من قبل TrueUp الشهر الماضي عن أكثر من 179000 وظيفة شاغرة في شركات التكنولوجيا الكبيرة والشركات الناشئة وما يسمى يونيكورن – وهي شركات جديدة مملوكة للقطاع الخاص تبلغ قيمتها مليار دولار على الأقل، ووجد استطلاع أجرته ZipRecruit أن أربعة من كل خمسة عمال تكنولوجيا أمريكيين تم فصلهم من العمل وجدوا وظيفة جديدة في غضون ثلاثة أشهر.

ثمانية من بين أفضل 10 وظائف في الولايات المتحدة لا تزال تقنية – بما في ذلك المطورين والمهندسين ووظائف التعلم الآلي – وفقًا لتصنيف موقع Fact.com ، مما يمنح المتقدمين التقنيين أفضل فرص العمل في أي صناعة في عام 2023.

تأثير خارجي:
وبحسب DW تؤثر العديد من خسائر الوظائف المُعلن عنها أيضًا على الموظفين خارج الولايات المتحدة،
في وقت يرى فيه محللون أنه على الرغم من كل حالات التسريح الأخيرة للعمال، لا تزال معظم شركات التكنولوجيا أكبر بكثير مما كانت عليه قبل الوباء. على الرغم من الإعلان عن خسارة 12000 وظيفة الأسبوع الماضي، وظفت شركة الفابت المالكة لشركة جوجل أكثر من مائة ألف موظف منذ عام 2018.
وفي الوقت نفسه، فإن قرار أمازون بطرد 18000 شخص هو مجرد جزء بسيط من قوتها العاملة العالمية البالغ عددها 1.5 مليون. الاستثناء الوحيد قد يعتبر تويتر، الذي قلص حوالي نصف موظفي منصة التواصل الاجتماعي البالغ عددهم 7500 بعد أن استحوذ عليها الملياردير الأمريكي إيلون موسك، الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، وقد أثار التقليص مشاعر متباينة. الا أن موسك يرى أن تقليص الوظائف كان ضروريًا لمستقبل المنصة التي لازالت تسجل خسائر، وفقًا للتقرير.

ذات صلة

المزيد