الأحد, 1 سبتمبر 2024

في ذكرى موقعة بدر .. المحافظة السادسة في المدينة باتجاه تأهيل مواقعها التاريخية

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

قبل 1442 عاماً هجرياً تماماً، كان مشهد الموقعة الفاصلة يتحدد بين مكة بأهميتها القديمة والمدينة برسالتها الجديدة على يد نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام، ومنذ ذلك التاريخ بات المرور بالعدوة “الدنيا” والعدوة “القصوى” في رمال “بدر” وبطون اوديتها أحد هوايات المهتمين بتوثيق السيرة النبوية والتاريخ.

واليوم تقف المحافظة التي تبعد نحو ساعة ونصف الساعة بالسيارة عن المدينة المنورة كأحد الشواهد على أهمية السياحة التاريخية، وعلى وجود فرص استثمارية تنتظر الابتكار.

ومحافظة (بدر) هي إحدى محافظات منطقة المدينة المنورة الست، تبلغ مساحتها (6,918) كم2، وتقع في غرب المدينة المنورة على مسافة 150 كلم تقريبا عنها. تضم عددا من المعالم والمواقع التاريخية المرتبطة بالسيرة النبوية، ففيها مقبرة الشهداء التي ضمت شهداء المعركة، ومسجد العريش الذي كان مقر قيادة النبي صلى الله عليه وسلم للمعركة من قبة موجودة في نفس منطقة المسجد والعُدوة الدنيا (مكان قدوم المسلمين من المدينة) والعُدوة القصوى (قدوم المشركين من مكة)، ومن أبرز معالمها أيضا (جبل الملائكة).

اقرأ المزيد

نزلت آيات عدة في القرآن الكريم حول أحداث ” بدر الكبرى” وبقي هذا المكان شاهدا تاريخيا خالدا على عظمة الإسلام،ومعجزة النبي صلى الله عليه وسلم، وارتبطت ذكرى المعركة بشهر رمضان في اليوم السابع عشر فيه تحديدا، وارتبطت معاني الصوم والصبر والتضحية والنصر كلها في هذه المناسبة العظيمة، دروسٌ عقدية وإيمانية تضمنتها المعركة، وأخرى سياسية واقتصادية وعسكرية كثيرة حوتها المعركة وما جرى فيها من أحداث قبل نشوب المعركة وما بعدها.

كانت مكاسب المسلمين عظيمة في معركة بدر، إذ اشتهرت قوتهم في جزيرة العرب، وردعهم لقريش، وزادت رهبتهم بين قبائل العرب، لتسلتهم الأجيال المتلاحقة بعدها منها القوة والثبات والعزيمة والثقة.

المقومات الاقتصادية:
تمتاز المنطقة بمخزونها من المياه الجوفية، وفيها عدة مزارع لإنتاج التمور والخضروات وبعض المحاصيل الزراعية، وتستفيد من البعد التاريخي؛ فبالإضافة إلى الآثار الإسلامية، ففيها آثار قديمة من الصعر الروماني مثل مدينة وميناء الجار القديم. وتمتاز المحافظة بالشواطئ البكر (شاطئ الرايس)، والتضاريس المختلفة من الرمال البيضاء التي تشكل وجهة جاذبة للسياح بمختلف ثقافاتهم وتوجهاتهم.

يُتوقّع أن يسهم استكمال الطريق السريع (القصيم- المدينة المنورة- جدة) مرورا بالرايس على طريق الساحل، يتوقع أن يسهم في زيادة الإقبال على المنطقة واستكشافها من قبل الزوار والسائحين.

موقع المعركة الحالي محاط بأسوار وفيه لوحاتٌ تشير إلى أسماء شهداء بدر لم يحظ المكان فيما سبق باهتمام بالغ، ولم يُشكّل وجهة حقيقية للزيارة لبعده عن المسجد النبوي الشريف.

واليوم تهتم وزارة السياحة بهذا المعلم التاريخي البارز، ويدخل ضمن اهتمام ومشاريع برنامج ضيوف الرحمن أحد برامج رؤية 2030، الذي يتمثل دوره في إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين لأداء فريضتي الحج والعمرة على أكمل وجه، والعمل على إثراء وتعميق تجربتهم، من خلال تهيئة الحرمين الشريفين، وتحقيق رسالة الإسلام العالمية، وتهيئة المواقع السياحية والثقافية، وإتاحة أفضل الخدمات قبل وأثناء وبعد زيارتهم لمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وعكس الصورة المشرِّفة والحضارية للمملكة في خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن.

ويهدف البرنامج إلى إثراء التجربة الدينية والثقافية للزوار من الحجاج والمعتمرين، وهو ما يمثل فرصة حقيقية لمحافظة بدر للإسهام في إثراء تجربة الزوار.

وقد أطلقت هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة في أكتوبر الماضي مسابقة عالمية لتصميم وتطوير منطقة بدر التاريخية والتي ترتبط بأهم الاحداث التاريخية والمواقع المرتبطة بالسيرة النبوية والشاهدة على أحداث معركة بدر الكبرى، و وضعت هيئة تطوير المدينة تصميم أولي للمسابقة بأن يكون خط السير يبدأ من المدينة المنورة ويمر ب40 معلما تاريخيا على امتداد 175كيلو متر وينتهي بمحافظة بدر غرب المدينة.

وتأتي المسابقة ضمن مشاريع تأهيل المواقع التاريخية والإسلامية بالمنطقة والتي تم البدء في تنفيذها بالمدينة المنورة في أكثر من 100 موقع مرتبط بالسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي حيث يتولى مكتب تنمية الوجهة السياحية بهيئة تطوير المدينة متابعة إنجاز المشاريع وفق الخطة الزمنية المعتمدة حتى عام 2025م .

تعدّ محافظة بدر منطقة مقبلة على مشاريع تطويرية ضخمة تتماشى مع ما تمتلكه من مخزون وعمق تاريخي وتراثي، ومقومات سياحية واقتصادية.

المؤشرات الرئيسة:
المساحة الكلية (6,918) كم22.
مراكز: 8
عدد السكان: 72.481
مؤسسة تجارية: 2687
شركة: 388

ذات صلة

المزيد