المرصد الحضري يكشف زيادة حجم المدينة المنورة 42 مرة خلال 87 عام .. ونمو عدد السكان 17 مرة

كشف تقرير أصدره المرصد الحضري بهيئة تطوير المدينة مؤخراً عن زيادة مساحة المدينة المنورة 42 مرة تقريبا خلال الفترة من 1928 حتى 2015، ونمو عدد سكانها 17 مرة خلال نفس الفترة وذلك – وفقاً للتقرير – يعني أن الزيادة في عدد السكان أقل من الزيادة في استهلاك الأراضي، وهو ما يفسر ظهور أحياء جديدة في الضواحي البعيدة عن المنطقة المركزية حيث أدت تلك التوسعات إلى ظاهرة التحضر والتكامل الحضري.

وأوضح الاستعراض الطوعي المحلي للمدينة المنورة 2023 أن النمو السكاني أدى إلى الضغط على حدود النطاق العمراني مما أدى إلى زيادة الطلب على الأراضي التي أدت إلى التسارع في تقسيم الأراضي على نطاق واسع سابقاً، مما أدى إلى ظهور جيوب وأراضي بيضاء ومساحات شاغرة خلال هذا التوسع.

وتُعد عملية تقسيم الأراضي أحد الإجراءات الأساسية التي يتم من خلالها تحويل الأراضي الريفية إلى أراضي حضرية حيث بلغت نسبة الأراضي البيضاء “الأراضي الفضاء غير المطورة” بمساحات أكثر من 5 الاف متر مربع عام 2022 حوالي 18% من مساحة النطاق العمراني 1450، في حين كانت مساحة الأراضي البيضاء عام 2017 نحو 31 % من مساحة النطاق العمراني 1450، وذلك حسب دراسة وتحليلات مركز المعلومات الجيومكانية بهيئة تطوير منطقة المدينة المنورة.

وكانت دراسة الرؤية العمرانية الشاملة للمدينة المنورة عام 2019 أوصت أن يكون هناك إطار لتطوير والتحكم في اتجاه التحضر وتنظيم جودة استهلاك الأراضي، حيث تم التخطيط للأراضي الشاغرة في الغالب للاستخدام السكني في مجموعات أحادية الوظيفة من الوحدات السكنية والضواحي منخفضة الكثافة، و يدعم ذلك الأراضي الشاعرة القابلة للتطوير داخل حدود نطاق النمو العمراني 1450 هـ، الذي وظيفته الحد من التوسع العمراني.

واوضح الاستعراض أنه من خلال تطبيق نفس المبادئ على الأراضي الشاغرة المتوفرة داخل نطاق النمو العمراني 1450 هـ فأنه سيكون قادرًا على استيعاب 862,900 نسمة وتغطية الاحتياجات المتزايدة للسنوات الخمس والثلاثون القادمة بمعدل النمو الحالي ، مشيراً إلى ازدياد عدد الحجاج القادمين إلى المدينة المنورة على مر السنين واستمراره في الزيادة تماشيًا مع رؤية 2030 التي تستهدف 30 مليون حاج ومعتمر، معتبراً تلك المستهدفات فرصة مناسبة لحسن استغلال الأراضي البيضاء داخل المدينة.