الأربعاء, 7 أغسطس 2024

المدينة المنورة.. طبيعة تنضح بالذهب

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

تزخر منطقة المدينة المنورة بالعديد من المناجم المملؤة بخامات الذهب ومعادن نفيسة مُصاحبة، والتي تقع في محافظتي المهد والحناكية ومنطقة جبل صايد، حيث تتمتع أراضِ المملكة بشكل عام منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة بطبيعة جيولوجية وتنوع صخري وامتداد شاسع جعلها واحدة من أكثر دول العالم الغنية بالمعادن وفي مقدمتها الذهب. هذا بخلاف تشكيلة من المعادن المختلفة تضم الفضة والنحاس والزنك والألمونيوم والرصاص واليورانيوم والنيكل والكروم، إضافة إلى الفوسفات.

بالتركيز على الذهب، فإن الاستثمار التجاري يكمن في مجموعة من المناجم الرئيسية أبرزها “مهد الذهب” الواقع بالقرب من المدينة المنورة، وهو أول مناجم السعودية. وتقوم شركة “معادن” بتنفيذ المشروع والإشراف عليه والعمل على تطوير وتوسعة المنجم؛ لتبلغ طاقته الإنتاجية 200 ألف أوقية سنوياً.

افتتح منجم “مهد الذهب” في عام 1983 وبدأ الإنتاج التجاري في عام 1988، وكشفت دراسة جدوى اقتصادية عند افتتاح المنجم عن وجود احتياطي بحوالي 1.2 مليون طن بتركيز يصل إلى 26 جرام ذهب للطن الواحد. وفي نهاية عام 2007، قدرت كمية الاحتياطي المُتبقي في المنجم بحوالي 1.1 مليون طن.

اقرأ المزيد

ثاني مناجم المنطقة هو منجم التعدين المكشوف “بلغة” الواقع بالقرب من قرية بلغة في محافظة الحناكية على بعد نحو 210 كيلومتر من المدينة المنورة، وهو أحد مشاريع شركة “معادن” أيضاً، بدأ إنتاجه في عام 2003.

تبلغ احتياطيات منجم “بلغة” نحو 40 مليون طن بدرجة تركيز تبلغ (1) جرام ذهب للطن، وبنسبة استغلال تبلغ 81% للخام المؤكسد و53% للخام الصلب، ويُقدر إنتاجه الكلي بنحو 817 ألف أوقية.

أما ثالث أشهر المناجم في المدينة المنورة هو منجم “جبل صايد” الواقع في الجنوب الشرقي من المدينة، والذي تم البدء فيه خلال عام 2014، في حين تم الانتهاء منه في عام 2016، وبلغت تكلفته 810 ملايين ريال.

منجم “جبل صايد” هو أحد المشاريع المشتركة مناصفة بين شركة “معادن” والشركة الكندية باريك للذهب “باريك”، والذي استهدف تطوير وتشغيل المنجم بمتوسط طاقة إنتاجية سنوية تبلغ نحو 60 ألف طن من مركزات النحاس.

ويُعد “جبل صايد” أحد أهم مناجم النحاس المُكتشفة في المملكة وهو منجم تحت سطحي يحتوي على احتياطي مؤكد يصل إلى 99 مليون طن من خام النحاس بنسبه 2.68% من فلز النحاس.

منطقة الدرع العربي، والواقع ضمنها المدينة المنورة، هي جيب السعودية التي تمتد من البحر الأحمر وحتى العاصمة الرياض، وأظهرت المسوحات الديموغرافية وصور الأقمار الصناعية وجود المئات من المناجم لمختلف المعادن في هذه المنطقة التي تتمتع بالعديد من المناجم، وكان للذهب حصة الأسد منها؛ لوجود مناجم سطحية وتحتية تُخزن صخورها مئات الأطنان.

مناجم المنطقة الوسطى للذهب، والمعروفة بـ”الدرع العربي”، تتكون من ثلاثة مناجم هي: المنصورة، المسرة والرجوم، وهي مشاريع مشتركة بين شركة “معادن” ومجموعة “أوتوتك ولارسن وتوبرو”، وتبلغ تكلفتها التقديرية 3.2 مليار ريال، ومن المتوقع الانتهاء منه في العام الجاري.

وتعمل “معادن” من خلال مناجم المنطقة الوسطى على التوسع في أماكن تعدينية جديدة بمنطقة وسط الدرع العربي، وهي المنصورة والمسرة والرجوم – كما أشرنا – حيث تُقدر الطاقة الإنتاجية للمناجم بنحو 250 ألف أونصة سنوياً، وسيكون المنجم الأول من نوعه في المملكة الذي يعتمد على الطاقة الشمسية كمصدر للطاقة. وما تزال الدراسات الاقتصادية للمشروع مستمرة، ويُقدر متوسط الطاقة الإنتاجية للمناجم 157 ألف أوقية سنوياً.

مع دخول مناجم جديدة في الاستثمار، فإن المملكة تتوقع أن يصل إنتاجها من المعدن الأصفر إلى أكثر من 500 ألف أوقية سنوياً، وهو رقم ضخم قد يرتفع بشكل أكبر نتيجة الأخبار الواردة باستمرار عن عمليات الاستكشاف في أرض المملكة والتي تعد بعروق ذهب من شأنها أن تضخ في شريان الاقتصاد السعودي ما ينقله بشكل فعلي إلى مرحلة ما بعد النفط والمساهمة في تحقيق تنمية شاملة متجددة دون أدنى قلق من نضوب الطاقة المتمددة.

كانت السعودية قد أطلقت ضمن استراتيجية “رؤية المملكة 2030” خطة واسعة تساعد في استثمار جميع المناجم الموجودة على أرض المملكة والاعتماد على قطاع التعدين كركيزة ثالثة في الاقتصاد الوطني بعد النفط وصناعة البتروكيماويات، بما يخلق تنوعاً ينقل المملكة من حالة الاقتصاد الواحد القائم على النفط إلى الاقتصاد المتنوع المتداخل في جميع القطاعات.

ذات صلة

المزيد