الخميس, 18 يوليو 2024

صديق البيئة الذي رافق الحجاج دون أن يشعروا به

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

يخرج محمد المشّي يومياً في موسم الحج إلى مواقع مختارة بعناية في المشاعر المقدسة، يحمل معه زاده من جداول المواقع التي يزورها، وإلى جانبه مزودته من الأدوات التي يرصد من خلالها سلامة الماء والهواء والتربة من أي ملوثات، ويقيس مستوى الضوضاء، كي يضمن أن ضيوف الرحمن ينعمون بمحيط بيئي آمن تعُمه السكينة والهدوء.

يعتقد محمد أن العمل من أجل حماية البيئة فطرة انسانية، لذلك يعتبر نفسه صديقاً للطبيعة، ويدخله السرور في كل مرة يكون سبباً في منع تدهورها، ولكنّ عمله هذا العام اكتسى هيبة الحج، وروحانية المكان، لأنه أصبح من المكلفين بالعمل لخدمة ضيوف الرحمن.

اقرأ المزيد

الأعمال التي يقوم بها محمد وزملاؤه في المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي هذا العام في موسم الحج مختلفة عما سبق، فمعايير الجودة ارتفعت بعد صدور نظام البيئة، وفي هذا الموسم وضعت لهم خطة شاملة لكل مكان يقطنه الحاج أو يعبر من خلاله، ولهذا السبب انطلقوا في مهامهم قبل وصول الحجاج بعشرة أيام رصدوا وسحبوا العينات للتربة والمياه السطحية والجوفية من كل طريق يؤدي إلى مكة والمدينة، وقاموا بعشرات الزيارات على كل منشأة أو نشاط له علاقة بموسم الحج أو الحجاج، ورفعوا تقاريرهم وأوقعوا المخالفات على كل من ضعُف تطبيقه لشروط البيئة، وبالتالي منعوا أي أثر سلبي قد يصادف الحجاج أثناء رحلتهم الإيمانية.

البيئة الأمنة هي معيار من المعايير المهمة لموسم حج آمن ،ومحمد يعلم يقيناً خطر التلوث الذي قد يلحق بصحة وسلامة الحجيج إن توانى في القيام بعمله على أكمل وجه، لذلك يحرص أن ينجز أكثر من زيارة ميدانية للكشف على المنشآت الخاضعة لإشراف المركز، ثم يلتحق ببقية الفرق العشرة التي تتناوب طوال اليوم على تمشيط الأنفاق والطرق المؤدية إلى المشاعر والحرم المكي، من أجل قياس جودة الهواء والضوضاء، بالإضافة إلى تلقيهم البلاغات البيئية عن بعض الحالات التي تقع داخل المخيمات ولها أثر محتمل على صحة الإنسان.

التقنية التي يستخدمها محمد تساعده كثيراً في فهم خصائص الهواء وتحليل التربة والماء، بإلإضافة إلى خبرته العريضة في ممارسة هذ العمل، الذي يمنحه شعوراً بالفخر كلما توصل إلى نتيجة إيجابية عن جودة مايحيط بالحاج من من أوساط البيئة.
الأعمال الملقاة على عاتق المفتش البيئي، لا تقتصر على حمل أجهزة تقنية حديثة ، أو رصده لمؤشرات القياس وسحب العينات، فحسب؛ فهو معني بأن يكون صاحب الصوت الأول الذي سيصل لكافة الجهات المسؤولة والمتسببين من أجل منع التلوث أو الحد من تدهور البيئة.

وفي الحج قال محمد عن عمله لأول مرة بالقرب من ضيوف الرحمن طوال أداء مناسكهم: “عملنا فيه الكثير من المشقة عطفاً على طبيعة الأعمال التي نقوم بها، ولكنني وزملائي اليوم نشعر بفخر بالغ لمشاركتنا جميع العاملين في الميدان من أجل خدمة الحجاج القادمين داخل المملكة وخارجها، وهذا عمل قليل مقابل ما توليه حكومتنا الرشيدة من أعمال جليلة لضيوف الرحمن”.

قام محمد وزملاؤه بأكثر من 1350 زيارة تفتيشية على كل المنشئات الخاضعة لنظام البيئة خلال موسم الحج، وعمل أخصائيون المركز على ضبط الجودة للأوساط البيئية ورصد نتائجها عبر شبكة موحدة لجمع وتحليل البيانات، مثل الرصد الآني الذي يتم كل خمس دقائق بواسطة عشرة محطات ثابتة لقياس جودة الهواء في المشاعر المقدسة، ومنطقة الحرم المكي الشريف وأنحاء متفرقة من مكة.

ذات صلة

المزيد