الثلاثاء, 23 أبريل 2024

مع استقبال موسم جني الرطب بالمدينة..ايقاعات مسجوعة لدى أهل الزراعة يحكي عنها كتاب “النخيل بين العلم والتجربة”

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

يستعد مزارعو النخيل بمنطقة المدينة المنورة لاستقبال موسم جَنِي الرطب الذي عادةً ما يبدأ في منتصف يونيو بدءًا من قُرى المدينة، ويستمر للشهر الذي يليه، ثم يبدأ بعدها موسم التمور التي تحتاج لفترة أطول للنضوج، وستتزامن مع عودة المعتمرين بعد موسم الحج. ويحرص أكثر ضيوف الرحمن على شراء الرطب والتمور كهدايا لذويهم عند عودتهم، خصوصًا “الروثانة” و”عجوة المدينة” التي دائمًا ما تسجل الأكثر طلبًا من بين الأصناف الأخرى طبقاً لتقرير نشرته واس مؤخراً.

وكان مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة المدينة المنورة المهندس أيمن بن السيد قد أوضح في ذات التقرير أن إنتاج التمور في منطقة المدينة المنورة بلغ220 ألف طنٍّ سنويًّا لأكثر من 100 نوع مختلف، مُشيرًا إلى أن عام 2022 شهد تهيئة مواقع مخصصة للمزارعين؛ لتمكينهم من بيع التمور بشكل مباشر للمتسوقين دون وسطاء (دلالين)، إضافةً إلى تمكينهم بشكل أكبر عند استلام أسواق التمور المستقبلية لمنطقة المدينة المنورة.

ونشأت مع الاهتمام بزراعة النخيل على مستوى مناطق المملكة وفي المدنية المنورة وبعض المناطق ثقافة شعرية وموروث يرتبط بالنخلة.

اقرأ المزيد

ويبرز في هذا السياق كتاب “النخيل بين العلم والتجربة” للكاتب حليت بن عبدالله المسلَّم –يرحمه الله- بوصفه واحدا من ابرز المراجع العلمية التي تحدثت عن النخلة غرساً وتنمية وتعهدا واستثمارا. وفصول الكتاب مليئة بالموضوعات التي تتعلق بموروث النخيل وكل ما يتعلق بزراعته والعناية به ومراحل انتاجه.

ويلفت النظر ونحن نستقبل هذه الأيام طلائع التمور في منطقة المدينة المنورة التي تأتي من وادي الصفراء ، وغيرها من مناطق المدينة المنورة ما ذكره المؤلف عن الإيقاعات الشعرية والنثرية المسجوعة لدى أصحاب الزراعة.

وتعارف أهل النخيل –بحسب المؤلف- قديماً على إيقاع خاص يشير إلى توزيع الأعمال المتعلقة بالنخيل حسب الأشهر أو الأبراج، وبناء عليه قسمت السنة ستة أقسام متساوية، كل قسم منها يتكون من شهرين، خصص لهما أهم ما يتعلق بالنخيل من خدمات وأعمال وهذا الإيقاع على النحو التالي:

شهرين عشار ..وشهرين عمار
وشهرين جرد وبار ..وشهرين يلعبوا به الصغار
وشهرين تخرج القفة من المبذار ..وشهرين يدخل التمر في الدار.

وشهرين للعشار تعني للمساقاة ، وتعهد النخيل بالماء اللازم ، وشهرين للعمار ، أي لحرث الأرض وتسميدها وتنظيف النخيل من مخلفات العام الماضي. وشهرين لجرد شوك النخيل وتابيره وشهرين يتكون فيهما البلح ، وشهرين تملأ فيهما أوعية الثمر وقفافه بالزهو والرطب من النخيل وشهرين ينضج التمر ويجمع ويدخل الدار.

وتتعدد الإيقاعات المسجوعة المتعلقة بالزراعة ما يدل على ثقافة رسخها النخيل على امتداد تاريخ زراعته ، والذي تنتج منه منطقة المدينة المنورة وفق إحصائية نشرها المركز الوطني للنخيل مؤخرا أكثر من 220 ألف طن ما يشكل 14% إجمالي أنتاج التمور بالمملكة بعدد أكثر 4,7 مليون نخلة وعدد 20 مصنع.

وجرى على ألسنة المزارعين كما يشير كتاب “النخيل بن العلم والتجربة” الذي يقع في 309 صفحة إيقاع تخص كل عبارة منه واحدا من الأبراج الفلكية وتتفق في نهاياتها مع الحرف الأخير من البرج الذي يخصها ومن بين هذه العبارات المتداولة:

الحمل: الطلع أكتمل، الجوزاء تبان اللوزا، والسرطان الرطب بان وهكذا. وتختلف هذه الإيقاعات باختلاف المناطق والدول والأقاليم. ووفقا للغات واللهجات.

ذات صلة

المزيد