المدينة المنورة تستقبل موسم جني الرطب .. وتوقعات مختصين بتأخر بداية الموسم

تزامناً مع قرب بداية موسم جني الرطب في منطقة المدينة المنورة قال عبدالله الردادي مدير الجمعية التعاونية للتمور بالمدينة المنورة إن موسم الرطب هذا العام سيشهد تأخر على غير العادة بسبب برودة الطقس التي عرفتها المدينة نسبيا هذا العام، وسيبدأ موسمه فعلياً مطلع شهر ذي الحجة ( بعد اسبوع من الآن).

واوضح الردادي أسباب اشتهار منطقة المدينة بالرطب والتي تعود إلى طريقة أهل المدينة في جني الرطب التي تختلف عن بقية مناطق المملكة، إلى جانب امتلاكها لأصناف متعددة أهمها عجوة المدينة و الصفاوي والعنبر والروثانة والصقعي والمجدول والحلوة ولونة مساعد و الربيعة و البيض، حيث يتم تصديرها على سيارات الباعة الخاصة أو التصدير من سوق المدينة إلى باقي أسواق المملكة، مؤكداً بأن ذلك يعزز من فرص استفادة المواطنين الذين يعملون في السوق و بالأخص فئة الشباب، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن أكثر مدن المملكة استقبالاً لرطب المدينة هي مكة المكرمة وجدة والطائف والرياض وحائل.

وفيما يتعلق بأنظمة الري الأكثر نجاحاً أكد الردادي أن الجمعية التعاونية للتمور قد قامت بتجربة في عاميّ 2018 و 2019 لإقامة مدارس حقلية بدعم من شركة سابك لتطبيق جميع أنظمة الري المعمول بها، و أشارت نتائج التجربة إلى أن أفضل طريقة لري النخيل هي الري السطحي المقنن، وأوضح أن نضوج و تعزيز حجم النخيل يعتمد على ما يقوم به المزارع من تسميد وتلقيح وتفريط واستصلاح للتربة حتى يفي بمتطلبات السوق من حيث اللون والحجم.

وكشف رئيس نادي الأنصار سابقاً و المستثمر في النخيل أحمد خواجه عن أكبر المشاكل التي تواجه منتجيّ و مزارعيّ النخيل والتي تتمثل في إرتفاع أجور الأيدي العاملة في فترة الصيف، إضافة إلى طريقة تسويق البائعين البدائية من خلال عرض المنتج في حراج سوق الخضار بسيارات نقل غير مبردة، مؤكداً العلاقة الطردية بين إهتمام المنتجين بالنخيل و جودته و بين المردود المادي.

كما بيّن الخواجة وهو أحد ابرز المستثمرين في النخيل أن أسعار الرطب تتسم بالإرتفاع في بدايات موسمه حيث يصل سعر الكيلوين و نصف الكيلو من أشهر أنواع رطب المدينة “الروثانه” ( الصندوق) إلى نحو 60 ريال فيما تتراجع الأسعار في منتصف الموسم لتشهد إنخفاضاً بأسعار تترواح ما بين 20 إلى 15 ريال نظراً لزيادة إنتاج الرطب في السوق، بينما يعاود إرتفاعه في نهاية موسم الصيف بأسعار تصل إلى نحو 50 ريال . و لفت خواجه إلى طرق مساعدة المزارعين في إنتاج النخيل و الترويج له من خلال دعم الجهات الحكومية المختصة قيمة استهلاك الكهرباء و المياه وذلك بتصنيفها ضمن فئة الاستهلاك التجاري، فضلاً عن دور وسائل الإعلام المختلفة في تسليط الضوء على منتجات النخيل و المزارع في المنطقة لما له من عوائد تسويقية.

وارتبط اسم منطقة المدينة المنورة منذ زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإنتاج الوفير للنخيل، إذ أنه عندما إعتزم الهجرة عليه السلام من مكة إلى المدينة وصف وجهته مع المهاجرين بأنها منطقة ذات نخلٍ بين حرتين “إنِّي أُرِيتُ دارَ هِجْرَتِكُمْ، ذاتَ نَخْلٍ بيْنَ لابَتَيْنِ”، و لا تزال المنطقة تتصدر المشهد في إنتاج النخيل بشكل كبير حتى وقتنا الحاضر، حيث بلغ إجمالي أعداد النخيل في المدينة المنورة أكثر من 4.7 مليون نخلة ممثله بذلك 14% من إجمالي النخيل بالمملكة بحلول عام 2023.