الخميس, 18 يوليو 2024

الشويكان: موقع العلا على درب القوافل جعلها مركزا تجاريا يستقطب إهتمام الرحالة والمؤرخين

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

شكّلت مدينة العلا نقطة تمركز رئيسة لقوافل الحجاج أثناء قيامهم برحلات أداء فريضة الحج لقرونٍ عدة، ولعبت واحة العلا وازدهارها بالخيرات وثراء واحتي تيماء وخيبر القريبتين بمصادر الماء، دوراً في توفير موارد وافرة ومأوى للمسافرين المتعبين في طريقهم إلى مكة، حتى أن ابن بطوطة وثّق ترحاب أهلها وما يتسِمون به من صفات حميدة في كتابه (رحلة ابن بطوطة..تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار).

وقال مستشار الجمعية السعودية للمحافظة على التراث و المدوِّن في التاريخ والتراث الدكتور حامد أحمد الشويكان، أن موقع العلا وأهميته الاستراتيجيه لكونه على درب القوافل منذ آلاف السنين وموقعها الحصين ووفرة عيونها و جودة تربتها وزراعتها، جعلها مركزاً تجارياً هاماً يتم عبرها تصدير تجارة الجزيرة العربية الى وادي الرافدين و آسيا شرقا وبلاد الشام و فلسطين و أوروبا شمالاً وإلى أفريقيا غرباً، ولذلك ذكرها ومرّ بها العديد من الرحاله والكُتَّاب والمؤرخين خلال رحلات الحج الى الديار المقدسه لوقوعها على طريق الحاج الشامي والمصري والعراقي وغيرهم.

وكانت العلا تعتبر محطه استراحه وإقامة للحجاج أثناء رحلاتهم إلى المدينه ومكه يتزودوا منها بالتمور والقمح والشعير والحبوب التي تشتهر بها العلا، وقال عنها الرحاله ابن بطوطه عام 726 للهجرة ( العلا قرية كبيره حسنه بها بساتين ونخيل وعيون جاريه، يقيم بها الحجاج اربعاً، يتزودون منها مايكفيهم في سفرهم من الزاد والماء وفيها يغتسلون ويغسلون ثيابهم وأهلها أهل امانه).

اقرأ المزيد

( صورة للمارة بالعلا قبل أكثر من 100 عام )
( صورة للمارة بالعلا قبل أكثر من 100 عام )

كما كتب عبدالقادر الجزيري الأنصاري وقد زار العلا عده مرات وهو في طريقه الى الحج “العلا احدى مدن الحجاز، وبها ماء جاري ونخل وزرع فـ إذا وصل الركب إلى العلا اقام يومين او ثلاث و به يودع الناس والحجاح أَزْوَادهم للعودة”.

وتحدث الكاتب محمد أديب أثناء حجه في القرن الثامن عشر (العلا بلده تقع بين جبلين فيها مياه جاريه وكرم ونخيل تمر ويكثر بها اشجار البرتقال الحلو والليمون والبطيخ والخيار كما تنعم بها كثير من أشجار الاكاسيا والطلح ).

وذكر الدكتور الشويكان أنه قبل إنشاء سكة الحديد مرّ في العلا السيد محمود عارف الحسيني الدمشقي فكتب ” أن الركب الشامي يقيم في مدائن صالح يوماً وفيها يكتب الحجاج لأهلهم مكاتيب في الذهاب ويرسلونه ويسمى ” كتاب المدائن ” وفيها يلتقي الركب مع قافلة الجرده ويصير فيها سوق عظيم يحضره البدو ويبيعون السمن والتمر والعجوة والأغنام والجمال والعلف للدواب، بها الليمون الحلو والحامض والكباد الاترنج واهلها لديهم استعداد للزراعة والتعلم “.

وأضاف الشويكان أن كثيراً من الحجاج عندما يصلوا إلى العلا قبل انشاء طريق المدينه- تبوك “المعَبّد” يقيمون في بيوت اهل العلا، واشتهر كثيراً من بيوتها ورجالها – قبل العهد السعودي – باستقبال الأمانات للحجاج وما يفيض من اموالهم ومن ثم عند العوده يسلمونها لهم لأن الطرق كانت محفوفه بالمخاطر.

ذات صلة

المزيد