متحف دار المدينة .. إرث ثقافي يكشف عبق التاريخ المجيد للمنطقة

تضم منطقة المدينة المنورة العديد من المعالم السياحية البارزة ومجموعة من المتاحف التاريخية الرائعة التي تعرض تاريخ المنطقة والتطور الذي حدث فيها على مر العصور، مما يجذب الزائرين إلى ارتياد هذه المتاحف للاستمتاع بما تحويه من آثار ومقتنيات ومعالم مختلفة.

يُعد متحف دار المدينة أول وأكبر متحف متخصص في تاريخ المدينة المنورة وتراثها العمراني والحضاري، ويقع في شارع الملك عبد العزيز في ناحية الشرق، وتم إنشاؤه في عام 2011م.

يضيء المتحف صفحات ناصعة من تاريخ المدينة المنورة، ويكشف معالم إرث المدينة المنورة وحضارتها الإسلامية وعبق تاريخها المجيد.

يهدف المتحف إلى إثراء المعرفة في العلوم والأبحاث المتخصصة في تاريخ المدينة المنورة ويتميز باستعراضه لمجموعة كبيرة من المقتنيات والمجسمات التي تنقل صورة حية عن معالم تاريخ المنطقة، بالإضافة إلى مجموعة ضخمة من الصور النادرة لتاريخ المدينة المنورة.

يوجد بالمتحف قاعة السيرة النبوية على مساحة 500 متر مربع، وهي أولى قاعات المتحف، وتضم مجموعة من الصور النادرة والمجسمات، وتضم القاعة بداخلها ثلاث مجموعات للعرض وهي: مرحلة تاريخ مكة المكرمة في متحف دار المدينة، مجموعة الهجرة النبوية، ومجموعة معالم السيرة النبوية.

القاعة الثانية في المتحف هي قاعة التراث العمراني والحضاري، على مساحة 500 متر مربع، وتمثل الفترة التاريخية السابقة للمدينة المنورة، وكذلك التطور العمراني والتراثي لها. وتشمل القاعة على المجسم العام والوحيد للمدينة والذي يحتوي على 4000 معلم من معالمها، ويتركز المجسم على مساحة تبلغ 100 متر مربع، ويُعد المجسم هو المرجع الوثائقي الوحيد لمنطقة المدينة المنورة تاريخياً.

أما القاعة الثالثة، فهي القاعة المفتوحة للمتحف، وتُسمى أيضاً حديقة المتحف، وهي عبارة عن فناء مفتوح يعرض مجموعة من المجسمات تجسد العمارة المحلية القديمة.

يعرض المتحف أيضاً تشكيلة كبيرة من القطع الفخارية التي تعود إلى العهد الثامن من العصر الأموي، وبعض المخطوطات الإسلامية والمجوهرات والمقتنيات النادرة التي تعود لفترة ما قبل الإسلام وحتى العصر العباسي.

إضافة إلى ذلك، يعرض المتحف جميع المعالم والمواقع والمحطات التي ارتبط بمسار الهجرة النبوية الشريفة كخيمة أم معبد الخداعية، وقصة سراقة بن مالك وغيرهما، مع التذكير بمرحلة استعراض الحرات ومواقع البراكين التي ظهرت في شرق المدينة والتي أنبأ عنها النبي – صلى الله عليه وسلم – ومحطات وصول الرسول الكريم إلى المدينة المنورة.

يعرض المتحف أبرز المعالم والأحداث التي ارتبطت بسيرة المصطفى – صلى الله عليه وسلم – ويُتيح للزائرين فرصة معايشة تاريخ المدينة المنورة واستعراض إرثها وتاريخها وثقافتها وحياتها الاجتماعية قديماً.

يحتوي المتحف على مكتبة تضم العديد من الكتب والأبحاث والمجلدات المتخصصة في التراث العمراني والمعماري للمدينة المنورة، ونحو 2000 مفردة ما بين التحف الأثرية والمجسمات فائقة الدقة، والصناعات الحرفية والوثائق والمراسلات والمطبوعات القديمة والطوابع البريدية والصور والفنون التشكيلية.

كما يحتوي على أجزاء مختلفة من كسوة الكعبة المُشرّفة عبر التاريخ الإسلامي وبعض المقتنيات الخاصة بها، بالإضافة إلى عملات نادرة استخدمت في المتدينة المنورة على مدى عصورها المختلفة منذ العهد النبوي.

حصل متحف دار المدينة على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الدراسات الإسلامية وجائزة خادم الحرمين الشريفين لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية.