“العقيق” و “قناة” أودية المدينة التاريخية بطابع تأهيلي سياحي

حظيت منطقة المدينة المنورة في العديد من الأودية التاريخية التي شكّلت مكانة هامة تزدخر بها المنطقة، بكونها مزيجًا من المقومات الطبيعية والحضارية والدينية، إذ جاء تطوير “العقيق” و”قناة” أكبر الأودية في المنطقة بمشاريع تأهيلية بيئية عملت عليها أمانة المدينة بالتنسيق مع الجهات الحكومية، وذلك لأهميتها بوصفها موردا بيئيا و مقصدا سياحيا ذات أبعادا تاريخية وعمرانية واجتماعية ملموسة.

ويعد تأهيل وادي العقيق المبارك أشهر أودية المدينة المنورة على أمتداد 15 كيلومتر ومسار تصريف طبيعي لمياه السيول والأمطار لمساحة تتجاوز 5 آلاف كيلومتر مربع، بدءاً من منطقة ميقات ذي الحليفة “جنوب المدينة المنورة” وصولاً إلى منطقة الجرف “شمالاً”، ويهدف المشروع في تحقيق التوازن بين البيئة العمرانية والموارد الطبيعية، وتحويل الوادي لمنطقة مفتوحة للسكان والزوار، إلى جانب توفير فرص استثمارية وزيادة المساحات الخضراء.

وجاء تأهيل وداي العقيق على مرحلتين حيث تم الانتهاء من أعمال المرحلة الأولى، التي شملت تجهيز مسارات آمنة للمشاة على ضفاف الوادي بمساحة 16.500 ألف متر مربع، وبطول 1600 متر، وأكثر من 277 شجرة تلقي بظلالها على مسارات الوادي، بجانب 850 شجيرة، و77 نخلة في الساحات المفتوحة على ضفاف الوادي، فيما اكتست ارضيات الممشى بأحجار البازلت والجرانيت المانعة للانزلاق، وتبلغ الطاقة الاستيعابية للممشى 5 آلاف شخص في الساعة الواحدة، وقد تم تزويده بـ65 عمود إنارة لتعزيز إضاءة المنطقة بتقنية LED، إضافة إلى تهيئة 9 ساحات بلازا ذات إطلالات بديعة على الوادي، بجانب 287 موقع على امتداد الممشى، وكذلك 120 موقف للسيارات.

وتستمر أعمال المرحلة الثانية من مشروع وادي العقيق والتي تشمل النطاق الواقع بين مسجد الميقات جنوب المدينة المنورة، وصولاً إلى قصر عروة بن الزبير التاريخي على امتداد 3 كيلومترات.

وتتضمن ثاني المشاريع التأهيلية البيئية في أودية المدينة المنورة “وادي قناة‬⁩” أحد أهم وأكبر الأودية الذي يقع شمال شرق المدينة المنورة، حيث يساهم في تعزيز جودة الحياة ويهدف إلى تحقيق الوظيفة الرئيسية منه كمصرف لمياه الأمطار والسيول، والاستفادة منه كمتنزه طبيعي، وجعل بيئته خالية من الملوثات، للوصول إلى أعلى معدلات التنمية البيئة، إضافة إلى توفير فرص استثمارية في نطاقه تنسجم مع بيئته.

ويشمل تأهيل وادي قناة على غرار وادي العقيق عبر مرحلتين على نطاق 16 كيلومتراً، إذ تتواصل أعمال مشروع الذي تم إنجاز المرحلة الأولى منه على أمتداد 1500 متر، إضافة إلى إنشاء حديقة الوداي على مساحة 13.6 ألف متر مربع، ومسارات للمشاة وتهيئة الخدمات العامة وركوب الدراجات ومواقع التنزه للزوار، إلى جانب إلى تهذيب الوادي وزيادة الطاقة الاستيعابية لفيضانات مياه الأمطار ومصبات الأودية، فيما بلغ تطوير المرحلة الثانية وتأهيل أشجار ومزروعات الوادي بقيمة 24.9 مليون ريال.