متحف سكة حديد الحجاز .. واجهة حضارية وتاريخية تُثري السياحة في المدينة

يُعد متحف محطة سكة حديد الحجاز واجهة حضارية لمنطقة المدينة المنورة، والتي تتميز بكثرة مواقعها الأثرية والتاريخية التي تعبر عن حقبة زمنية تشمل عصور ما قبل الإسلام والعصور التي تليه.

تأسس متحف سكة حديد الحجاز، المعروف باسم “الإستسيون”، في عام 1419هـ في عهد السلطان العثماني عبدالحميد الثاني؛ ليكون محطة قطار المدينة المنورة القادم من بلاد الشام، ثم تحول هذا المبنى إلى متحف وطني في عام 1998م على يد الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز.

يقع المتحف في العنبرية بالقرب من الحرم النبوي الشريف، وهو تحول لسكة القطار التي كانت تربط بين الحجاز وتركيا، حيث كان القطار ينقل الركاب والحجاج والبضائع من الشام وآسيا وتركيا ويقطع المسافة من دمشق إلى المدينة المنورة في وقت مختصر.

يتكون متحف سكة حديد الحجاز من 14 قاعة تعرض تاريخ المدينة المنورة وتراثها منذ فترة ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث، بطريقة مميزة وحديثة تسهل للزائرين والسياح الحصول على المعلومات التي يحتاجونها.

تحتوي قاعات المتحف على: بهو المتحف، بيئة المدينة المنورة وتاريخها الطبيعي، المدينة المنورة قبل الإسلام، المدينة المنورة في العهد النبوي، زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وأبناؤه، المهاجرون، الأنصار، المسجد النبوي الشريف، المدينة المنورة في عهد الخلفاء الراشدين، المدينة المنورة خلال العصور الإسلامية، المدينة المنورة في عهد الدولة السعودية الأولى، المدينة المنورة في عهد الدولة السعودية الثانية، المدينة المنورة في عهد الملك عبدالعزيز.

يُستخدم المتحف أيضاً في إقامة الفعاليات الثقافية المصاحبة لبعض المهرجانات لاستغلال النمط العمراني للمحطة التي تمتد بشكل لافت في ميدان العنبرية ومسجد العنبرية الذي يجاورها تستطيع أن تستشف التاريخ والزمن الذي أنشئت فيه، حتى النمط العمراني الدارج في ذلك الوقت. وعلى الرغم من أن المبنى ينتمي إلى زمن الدولة العثمانية إلا أن الأحجار التي بنيت فيها المحطة كانت من أحجار حرة المدينة.

يوجد بالمتحف تاريخ عن سكة حديد الحجاز وبعض العربات والمحركات لهذا القطار في ذلك العهد، ويُعد المتحف مكاناً رائعاً ومميزاً للمهتمين بالتاريخ.

يحتوي المتحف كذلك على مجموعة من العملات الورقية القديمة والأسلحة وأدوات القهوة والأواني الفخارية القديمة وصور فوتوغرافية عن المدينة المنورة في عصور مختلفة.

وقد قامت الهيئة العامة للسياحة والآثار بترميم وتأهيل المتحف، والذي يشمل حالياً الآتي: مباني محطة السكة الحديد في المدينة المنورة بعد ترميمها، حديقة المتحف وتضم مساحة كبيرة من المسطحات الخضراء، أماكن ترفيهية، متحف بورشة إصلاح القطارات بالمحطة، قاعة للمحاضرات والعرض المرئي، قاعة للمعارض المؤقتة، سوق للحرفيين، متجر للتحف، مقهى شعبي، ومطعم على هيئة قطار، ويضم 12 عربة من عربات القطار تم تجديدها وربطها بمطبخ المحطة حتى يصبح مطبخ للعوائل.