اقتصاديون : استحواذ “الاستثمارات العامة” على “حديد” يقلل من التذبذب في الأسعار ويخفض الانبعاثات الكربونية

قال اقتصاديون، إن استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على شركة “حديد” التابعة لـ “سابك”، سيفتح الطريق أمام تطوير هذه الصناعة، بما يحقق الوفرة الداخلية وخفض الأسعار لأدنى، مؤكدين، أن دخول صندوق الاستثمارات العامة في صناعة الحديد كاستثمار استراتيجي، يسهم في تطوير هذه الصناعة ويقلل من الانبعاثات الكربونية العالية.

وذكروا، أن استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على شركة “حديد” يعزز الاستقرار في قطاع الحديد والصلب، مما يسهم في تقليل من التذبذب الحاصل في الأسواق، مشيرين إلى أن تخارج “سابك” من صناعة الحديد يعطيها مساحة للتوسع في الصناعات ذات العلاقة بقطاع البتروكيماويات.

وقال الدكتور حسن العبندي “أستاذ المالية والاقتصاد سابقا بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن”، أن استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على الشركة السعودية للحديد والصلب “حديد” يكشف توجه الصندوق في الحفاظ على الصناعات الاستراتيجية والهامة، لافتا إلى أن الحديد من الصناعات الرئيسية والهامة في قطاع الإنشاءات، مشيرا إلى أن استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على شركة “حديد” بمثابة حماية لهذا القطاع، مضيفا، أن قطاع الحديد من القطاعات الرئيسية مما يستدعي وضع استراتيجية واضحة لحمايته والعمل على حمايته، حيث يمثل الاستحواذ الوسيلة المناسبة لاستمرارية الدعم.

وأوضح، أن استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على شركة “حديد” يعكس اهتمام الدولة بمثل هذا القطاع على المدى البعيد، مشيرا إلى أن دخول صندوق الاستثمارات العامة في صناعة الحديد يؤثر على رغبة الدولة في إبقاء هذه الصناعة تحت إشرافها، مضيفا، أن خطوة صندوق الاستثمارات العامة تكشف التوجه المستقبلي لتطوير صناعة الحديد، بحيث تضع في الاعتبار المشاريع الاستثمارية الضخمة التي أعلنت عنها الدولة، فعلي سبيل المثال فإن المشاريع الضخمة على غرار ” نيوم ” بحاجة إلى كميات كبيرة من الحديد، وبالتالي وضع خطة لزيادة الإنتاج في السنوات القادمة.

وذكر أن صندوق الاستثمارات العامة من خلال عمليات الاستحواذ والشراكات الاستراتيجية في الداخل والخارج يحرص على تعظيم الأموال العامة، من خلال البحث عن الفرص الاستثمارية الواعدة وذات الربحية المضمونة سواء على المدى القريب أو المتوسط أو البعيد.

وأشار إلى وجود العديد من المشاريع التنموية بحاجة إلى الحديد، لافتا إلى أن صناعة السيارات من القطاعات التي تستهلك الكثير من الحديد، موضحا، أن صناعة الحديد تعتمد في الغالب على التدوير عبر الاعتماد على الخردة، مبينا، أن مادة الحديد ليست من المواد التي تعدم بسهولة، فهو من السلع ذات العمر الافتراضي الطويل.

بدوره أكد الدكتور ناصر القرعاوي “خبير اقتصادي”، أن استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على شركة “حديد” التابعة ل “سابك” يأتي ضمن مجموعة من الأساليب لتطوير آلية العمل للصندوق، بالإضافة إلى الرغبة الواضحة للتوسع في مجالات أخرى، حيث يمثل الاستحواذ صناعة الحديد بالمملكة، من (سابك) و (الراجحي)، مما يضيف للصندوق سوق أخرى، مضيفا، أن صندوق الاستثمارات العامة سيعمل على تطوير وزيادة رأسمال النشاط بما يحقق الوفرة الداخلية وخفض الأسعار لأدنى، فضلا عن دعم نشاط البنية التحتية سواء في الطرق أو الجسور والمباني والإسكان.

وذكر، أن صندوق الاستثمارات العامة عبر تطوير صناعة الحديد بالمملكة، يحرص على أن تكون هذه الصناعة إحدى استراتيجياته في المنطقة، من خلال التصدير إلى الأسواق الخارجية، مؤكدا، أن صندوق الاستثمارات العامة يمتلك القدرة على تطوير صناعة الحديد من خلال ضخ المزيد من رؤوس الأموال، متوقعا، أن يعمد صندوق الاستثمارات العامة لإضافة آليات لرفع حجم المبيعات عبر إنشاء 60 – 70 منفذا للبيع داخل المملكة وخارجها، موضحا، أن عملية الاستحواذ من الناحية الاقتصادية ممتازة بما يحقق للصندوق ويحققه عبر الاستحواذ على هذه الصناعة الحيوية، مبنيا، أن أحد أهداف الصندوق وضع مستوى سعريا معقولا وجاذبا للتنمية في الداخل، لافتا إلى أن أزمة الإسكان بالمملكة من الأزمات الأولى على المجتمع السعودي، مما يستدعي وضع استراتيجية لزيادة الوفرة من حديد التسليح، من أجل وضع بوصلة ثابتة ووضع معايير مقبولة لاستقرار الأسعار، وبالتالي تحقيق قيمة مضافة للتنمية.

واعتبر الدكتور صالح العفالق “خبير اقتصادي” استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على شركة “حديد” التابعة ل “سابك” خطوة جبارة، مشيرا إلى أن الصندوق يتوجه بقوة باتجاه تطوير قطاع الحديد والصلب بالمملكة، مرجعا ذلك إلى حركة البناء المطردة خلال الفترة الماضية والمشاريع المستقبلية في السنوات المقبلة، لافتا إلى أن صناعة الحديد والصلب تعيش بين فترة وأخرى حالة من التذبذب لأسعار المواد الخام، مما يجعل مصانع الحديد في حالة من الاضطراب فتارة تحقق الربحية وأخرى تتحمل بعض الخسائر، الأمر الذي يؤثر على المصانع غير القادرة على تحمل التذبذب المستمر في أسعار المواد الخام.

ورأى، أن دخول صندوق الاستثمارات العامة في صناعة الحديد كاستثمار استراتيجي، يسهم في تطوير هذه الصناعة ويقلل من الانبعاثات الكربونية العالية، بالإضافة الى تعزيز الاستقرار في قطاع الحديد والصلب، مما يسهم في تقليل من التذبذب الحاصل في الأسواق، متوقعا، ان يسهم استثمار صندوق الاستثمارات العامة في صناعة الحديد والصلب في التوسع في القطاع، فضلا عن الاستمرارية لتوفير سلعة الحديد بكميات وبصفة مستمرة.

وذكر أن استثمار شركة “سابك” في صناعة الحديد كان خارج نطاق عملها، موضحا، ان نطاق عمل “سابك” يتمحور في الصناعات البتروكيماوية والمرتبطة بها، مؤكدا، ان تخارج “سابك” من صناعة الحديد يعطيها مساحة للتوسع في الصناعات ذات العلاقة بقطاع البتروكيماويات.

يشار إلى أن الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) أعلنت عن توقيع اتفاقية مع صندوق الاستثمارات العامة للاستحواذ على كامل حصة سابك في الشركة السعودية للحديد والصلب (حديد)، حيث تبلغ القيمة الإجمالية 12.50 مليار ريال