الجمعة, 5 يوليو 2024

العلاقات التجارية بين الرياض وبكين .. رؤية مستقبلية

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

اقرأ المزيد

قالت صحيفة “تشايناديلي” التابعة للحزب الشيوعي الصيني في تقرير حديث لها ان الصين والمملكة العربية السعودية تقتربان من تقاسم المنافع الاقتصادية، ونقلت عن محللين ومسؤولين تنفيذيين في الشركات إن التعاون التجاري والاقتصادي بين الصين والمملكة سيشهد زخم نمو قوي في السنوات المقبلة، مدفوعًا بمواءمة المصالح الاقتصادية والجهود المتضافرة لتعزيز التآزر بين مبادرة الحزام والطريق والرؤية السعودية 2030.

انفتاح عالمي:
واعتبرت الصحيفة الصينية ان الرؤية السعودية 2030 تمثل أجندة إصلاح اقتصادي واجتماعي تحويلية تجعل السعودية منفتحة أمام الفرص العالمية. كما تعمل على تعزيز تحسين الاتصالات والتنسيق بين الرياض وبكين في الشؤون الإقليمية والدولية.
في حين أن جوهر العلاقات التجارية بين الصين والسعودية كان يدور تاريخياً حول تجارة النفط، فإن طموحات السعودية لتحديث بنيتها التحتية وخدماتها وقدراتها التصنيعية – بما في ذلك المشاريع المتعلقة بالطرق؛ المطارات؛ ناقلات النفط؛ مبادرات الطاقة الجديدة خلق فرص تعاون اضافية؛ حيث قال وانغ وين، العميد التنفيذي لمعهد تشونغيانغ للدراسات المالية بجامعة رنمين الصينية، إن المعدات الهندسية البحرية وموانئ الحاويات – خلقت طرقًا جديدة لمقاولي المشاريع والمصنعين الصينيين.

علاوة على ذلك، قال وانغ إن الشركات السعودية حريصة على استكشاف أسواق الطرف الثالث بالتعاون مع الصين. وتهدف هذه الدول إلى تعزيز العلاقات التجارية مع مختلف البلدان والمناطق من خلال زيادة التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وأضاف أن من بين توجهات “الصين العمل على تعزيز مجتمع عالمي ذي مستقبل مشترك، وتشمل إجراءاتها الرئيسية المشاركة في بناء مبادرة الحزام والطريق ومواصلة تنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية.

وبفضل هيكلهما التجاري التكميلي والعلاقات الاقتصادية الوثيقة، ارتفعت التجارة بين الصين والمملكة العربية السعودية بنسبة 33.1% على أساس سنوي إلى 116.04 مليار دولار في عام 2022، حسبما أظهرت بيانات من الإدارة العامة للجمارك الصينية.
تقوم الصين بشكل رئيسي بتوريد آلات البناء والسفن ومعدات التصنيع والصلب والمنسوجات والأثاث وأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والملابس والأجهزة المنزلية إلى المملكة العربية السعودية. كما أصبحت سيارات الركاب الكهربائية صينية الصنع شائعة في البلاد.

وبالإضافة إلى النفط الخام والبتروكيماويات والأسمدة وغيرها من المنتجات، تشمل صادرات السعودية إلى الصين مجموعة متنوعة من السلع مثل الخام المعدني والمنتجات المائية والرخام وزيت الزيتون والسمسم ومنتجات الألبان.
من جانبه قال سون فو تشيوان، نائب رئيس الأكاديمية الصينية للعلوم والتكنولوجيا من أجل التنمية في بكين أنه يتم باستمرار إطلاق العنان لإمكانات التعاون التجاري بين الصين والدول المشاركة في مبادرة الحزام والطريق، مما يعتبر كمحرك جديد يدفع تنمية التجارة الخارجية في الصين والاستثمار المباشر الخارجي، خاصة في مجالات مثل الجيل الخامس، والقيادة الذاتية، وإنتاج مركبات الطاقة الجديدة. وتطوير المدن الذكية.
وقال إن هذه التقنيات تتطور بسرعة وتصل إلى مرحلة النضج في الصين، مشيرا إلى أن الحلول التكنولوجية الصينية ومشاريع الخدمات ذات الصلة ستساعد بشكل كبير في تحقيق طموحات المملكة العربية السعودية في مجال القوة الصناعية وتطوير سلسلة التوريد.

توسع صناعي:
وحرصًا منها على توسيع تواجدها في السوق في السعودية، أعلنت شركة تصنيع الألواح الكهروضوئية الصينية GCL Technology Holdings في أوائل سبتمبر أن الشركة تجري محادثات متقدمة مع المملكة العربية السعودية حول افتتاح أول مصنع لها في الخارج.
وقالت الشركة، وهي ثاني أكبر شركة مصنعة للبولي سيليكون في العالم، وهو مكون رئيسي في الألواح الشمسية، إنها تتطلع إلى بناء مصنع في السعودية من شأنه أن ينتج 120 ألف طن متري من الهيدروجين الأخضر سنويًا.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة لان تيانشي، إن المشروع سيبدأ في وقت مبكر من عام 2025. وأضاف أن السعودية تتمتع ببنية تحتية متطورة وخبرة في التصنيع، علاوة على أن وفرة ضوء الشمس في البلاد يمكن أن يدعم تحولها من كونها عملاق للنفط إلى منتج للطاقة الشمسية.
في ذات الاتجاه، تخطط شركة طيران الرياض، الناقل الوطني الذي تم إنشاؤه حديثًا للمملكة العربية السعودية، لبدء عملياتها في عام 2025، مع إطلاق رحلات مباشرة إلى المدن الصينية في أوائل عام 2026. وتعول شركة الطيران على تزايد الطلب على سفر الأعمال والترفيه بين الصين والمملكة العربية السعودية.

وقالت شركة الطيران، التي تم تأسيسها في وقت سابق من هذا العام، إنها تخطط بعد بدء تشغيلها لإطلاق رحلات جوية مباشرة تربط الرياض والمدن الصينية الرئيسية – أولاً بكين، ثم شنغهاي، وقوانغتشو في مقاطعة قوانغدونغ، وتشنغدو في مقاطعة سيتشوان ومدن أخرى في جميع أنحاء العالم.
من جانبه، قال توني دوغلاس الرئيس التنفيذي لطيران الرياض ان هناك طلب كبير على التواصل التجاري بين الصين والمملكة العربية السعودية، وأضاف: “شهدنا أيضًا طلبًا كبيرًا على السفر الترفيهي حيث أصبح الناس أكثر رغبة في التعرف على المملكة العربية السعودية”.

صفقات مليارية:
وكانت الصين والسعودية قد اعلنتا خلال مؤتمر الأعمال العربي الصيني العاشر 2023 عن صفقات بمليارات الدولارات في مؤشر على مزيد من التقارب بين البلدين،
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية في ذلك الوقت أن 30 اتفاقية تم توقيعها في قطاعات متعددة بما في ذلك التكنولوجيا والطاقة المتجددة والزراعة والعقارات والتعدين.

ذات صلة

المزيد