الثلاثاء, 6 مايو 2025

اقتصاديون: اكتشاف المملكة حقول الغاز الجديدة يوفر الاكتفاء الذاتي و يدفع عجلة الاقتصاد للأمام

اقرأ المزيد

قال اقتصاديون، إن اكتشاف المملكة حقول الغاز الجديدة في الشرقية والربع الخالي تحتوي على احتياطات ضخمة يزيد من مخزون هذه السلعة الثمينة، خصوصا في ظل التوقعات بارتفاع الطلب العالمي على الغاز بنسبة 1,6% سنويا، مؤكدين في الوقت نفسه تلك الاكتشافات سيوفر الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى إمكانية تصدير الفائض للأسواق العالمية بمجرد بدء الدور الإنتاجية لتلك الحقول المكتشفة.

وأكد الدكتور حسن العبندي أستاذ المالية والاقتصاد السابق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أن إعلان وزارة الطاقة اكتشاف حقلين للغاز الطبيعي في الربع الخالي يزيد من مخزون هذه السلعة الثمينة في المملكة، خصوصا وأن الطاقة الإنتاجية تصل الى 30 مليون قدم مكعبة قياسية يوميا من مكمن ” حنيفة”،  بالإضافة إلى الطاقة الإنتاجية بمعدل 3.1 مليون قدم مكعبة قياسية يوميا  من مكمن “العرب – ج” فضلا عن 14 مليون قدم مكعبة قياسية يوميا في مكمن “عنيزة ب/ج” وكذلك 11.7 مليون قدم مكعبة قياسية يوميا من مكمن “الصارة”، فضلا عن 5.1 مليون قدم مكعبة قياسية يوميا من مكمن “القصيباء”.

الدكتور حسن العبندي
الدكتور حسن العبندي

وذكر أن الاكتشافات الجديدة في الربع الخالي ترفع من احتياطات المملكة من الغاز الطبيعي، مما يعزز موقعها مع الدول الأخرى التي تمتلك احتياطات كبيرة في الغاز عالميا،، مشيرا إلى أن الاكتشافات الجديدة ستدخل المملكة ضمن نادي انتاج الغاز على المستوى العالمي، لافتا إلى أن سوق الغاز الطبيعي ينمو بشكل كبير، نتيجة الطلب الكبير على مشتقات الغاز الطبيعي، مؤكدا، أن الابتكارات المتوقعة المحرك الأساس وراء التوجه نحو الغاز والتحول من استخدام النفط في العديد من الصناعات، مبينا، أن أنظمة الطاقة المستخدمة في المصانع او المنازل تعتمد على مشتقات النفط، مضيفا، أن هناك توجها للتحول الى مشتقات الغاز عوضا من مشتقات النفط و لكن يتسم بالبطء، موضحا، أن الاكتشافات الجديدة في الربع الخالي تتوزع على 46 مليون قدم مكعبة قياسية يوميا في مكمن “الجله”، بالإضافة الى ان 15.5 مليون قدم مكعبة قياسية يوميا في مكمن ” عنيزة – أ”.

وتوقع ارتفاع الطلب العالمي على الغاز بنسبة ١,٦٪ سنويا، ورغم تراجع هذه النسبة قليلاً، مؤكدا، أن الغاز ستبقى سلعة استراتيجية في المستقبل، مشيرا إلى أن روسيا هي البلد الأكبر من حيث احتياطي الغاز الطبيعي، وتليها كل من إيران وقطر وأمريكا وبعدها تأتي السعودية في المرتبة الخامسة بنسبة ٤,٢ ٪ من الاحتياطيات العالمية، مؤكدا في الوقت نفسه أن النفط والغاز يبقى من العوامل الدافعة للتنمية الاقتصادية الاجتماعية للمملكة، كونها لاعبا رئيسا في الاقتصاد العالمي.

وذكر الدكتور محمد الصبان، أن حجم الاحتياطيات المكتشفة من الغاز الطبيعي في الشرقية والربع الخالي كبيرة للغاية، حيث تضاف الى حقول أخرى اكتشفت في الفترة السابقة، منها حقل الجافورة، مؤكدا، أن الاكتشافات الجديدة للغاز الطبيعي تزيد من الاحتياطات لدى المملكة، لافتا إلى أن بدء ضخ الإنتاج من حقول الإنتاج سيوفر اكتفاء ذاتيا، بالإضافة الى إمكانية تصدير الغاز الطبيعي للسوق العالمية، سواء على هيئة غاز مسال او هيئات أخرى، مما يضيف للمملكة إنجازا جديدا في مجال الطاقة.

الصبان
الدكتور محمد الصبان

وأشار إلى أن إمكانية تصدير الغاز على هيئة سائل كما تفعله قطر و غيرها من الدول بالنسبة للغاز المسال، متوقعا أن تلعب الاكتشافات الجديدة من الغاز الطبيعي في احتلال المملكة موقعا متقدما في الدول المنتجة للغاز، بحيث لا تصبح لاعبا رئيسيا في صناعة النفط و انما يضاف اليها الدخول بقوة في نادي الغاز الطبيعي، بالإضافة الى تصدير الغاز من الفائض للدول المجاورة من مصادر الطاقة المتجددة، مبينا، أن المملكة تتجه للهيدروجين الأخضر و الأزرق وهي من مصادر الطاقة التي تساعد على إحداث التكامل الأفقي في صناعة النفط بالمملكة، وبالتالي تنويع الاقتصاد الوطني، مؤكدا، أن أرامكو السعودية لا تكتفي بالتكامل الأفقي وإنما تتجه للتكامل الرأسي، من خلال استخدام النفط والغاز لإنتاج البتروكيماويات والمنتجات المكررة، موضحا، أن المملكة تعيش في مرحلة مزدهرة في صناعة الطاقة و غيرها من الصناعات الأخرى التي تساهم في الاقتصاد الوطني.

وأوضح المهندس إبراهيم آل الشيخ رئيس اللجنة الصناعية الوطنية باتحاد الغرف السعودية، أن الاكتشافات الجديدة للغاز في المنطقة الشرقية والربع الخالي سيكون لها إضافة قوية للقطاع الصناعي بالمملكة، مبينا، أن الصناعات البتروكيماوية ستكون من أكثر القطاعات استفادة من تلك الاكتشافات على المدى المتوسط والبعيد، بالإضافة الى إحداث قفزة ملموسة على مختلف الصناعات المعتمدة على الغاز الطبيعي في تشغيل الدورة الإنتاجية، مضيفا، أن توجيه الغاز الطبيعي للصناعات التحويلية سيحدث انعطافة كبيرة على الاقتصاد الوطني.

ابراهيم ال الشيخ
ابراهيم ال الشيخ

وأشار إلى أن الاكتشافات الجديدة للغاز ستلعب دورا كبيرا المراحل المستقبلية على الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى تعظيم الميزان التجاري مع الدول التي تتعامل معها المملكة، من خلال توطين الصناعات التي يتم استيرادها في السنوات الماضية، متوقعا، ان تسهم صناعة الغاز  في تعزيز الاقتصاد، إضافة لما يحققه من توفير فرص وظيفية واستثمارية للمواطنين، وتحسين موقف المملكة في الحفاظ على البيئة، لافتا إلى أن الاكتشافات الجديدة للغاز سيعزز مكانة المملكة العالمية في قطاع الطاقة وسيقدمها كعملاق اقتصادي ليس في  النفط فحسب، بل والغاز  ايضا وسيجعلها من أهم المؤثرين في قطاع الطاقة والاقتصاد العالمي.

وكان الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز وزير الطاقة، أعلن أن شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية) تمكنت من اكتشاف حقلين للغاز الطبيعي في الربع الخالي، حيث اكتُشِف حقل “الحيران” للغاز الطبيعي، بعد أن تدفق الغاز من مكمن “حنيفة” في بئر (الحيران – 1) بمعدل (30) مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، و1.600 برميلٍ من المكثفات، بالإضافة إلى تدفق الغاز من مكمن “العرب – ج” في الحقل نفسه بمعدل (1. 3) مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، وكذلك اكتُشِف حقل “المحاكيك” للغاز الطبيعي، بعد أن تدفق الغاز من بئر (المحاكيك – 2) بمعدل (2.85) مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم.

كما اكتُشِف الغاز الطبيعي في خمسة مكامن في حقول مكتشفة مسبقاً، حيث اكتُشف الغاز الطبيعي في مكمن “الجله” في حقل “عسيكرة” في الربع الخالي، بعد أن تدفق الغاز بمعدل (46) مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، إضافة إلى اكتشاف مكمن إضافي للغاز الطبيعي في حقل “شدون” غرب مركز حرض، حيث اكتُشِف الغاز الطبيعي في مكمن “عنيزة – أ” بعد أن تدفق الغاز بمعدل (5 .15) مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، مصحوباً بنحو (460) برميلاً من المكثفات.

ذات صلة



المقالات