الخميس, 19 يونيو 2025

السعودية ترتب أوراق الفرص الاستثمارية استعدادا لاقتصاد كأس العالم

واصلت رؤية 2030 التأثير الإيجابي الكبير على الاقتصاد السعودي، حيث ساهمت في جعل المملكة وجهةً مفضلةً لمختلف الرياضيين والمسابقات القارية والعالمية الكبرى في الكثير من الألعاب، حيث تسهم هذه الاستضافات في تعزيز مكانة المملكة دوليًّا، وخلق اقتصاد مزدهر وتنمية قطاع الاستثمار الرياضي، إلى جانب تعزيز قطاع السياحة.

وبعد اعلان السعودية لاستضافة بطولة كأس العالم 2034م ظهرت تساؤلات حول التكلفة الاقتصادية للحدث المونديالي الكبير، وهنا نشير إلى أن السعودية تتمتع ببنية تحتية ذات جودة عالية، هذا فضلا عن ضخها في فترات سابقة مليارات الدولارات في المنشآت الرياضية، وأنديتها على حد سواء، ما قد يقلل التكلفة المنتظرة للبطولة على المملكة، فاستضافة البطولة تأتي ضمن جهود المملكة لتعزيز القطاع الرياضي كأحد روافد الاقتصاد وليس كحادث منفصل بذاته.

كل هذه المبادرات والبرامج الرياضية خلال السنوات القليلة الماضية، أسهمت بشكل مباشر في إعادة ترتيب أوراق الرياضة السعودية، ووضعت حجر الأساس لتحويل الرياضة السعودية إلى صناعة واستثمار، وجعلت من بيئة المنظومة الرياضية سوقاً واعدةً، وأثرت بشكل نوعي في تنمية القطاع الرياضي والنهوض به، نحو تحقيق التميز المنشود على كافة الأصعدة.

اقرأ المزيد

و يعد مونديال قطر الأعلى كلفة في تاريخ كأس العالم بفاتورة زادت على 220 مليار دولار بعد أن جهزت الدوحة بنية تحتية متكاملة تتضمن شبكة طرق ومواصلات داخلية، إلى جانب بناء 8 ملاعب لاستضافة مباريات المونديال، بينما تكلفت دول أخرى قيمة أقل لتنظيم كأس العالم على أراضيها بسبب امتلاكها بنى تحتية وملاعب بمقاييس عالمية، فمثلاً بلغت كلفة مونديال إيطاليا عام 1990 4 مليارات دولار فيما قدرت كلفة تنظيم مونديال أمريكا 1994 مبلغ 340 مليون دولار وهي القيمة نفسها التي تكلفتها فرنسا لتنظيم مونديال 1998, أما مونديال 2002 فبلغت تكلفته 5 مليار دولار مناصفة بين دولتي كوريا الجنوبية واليابان، فيما أنفقت ألمانيا نحو 6 مليار دولار في مونديال 2006 ودفعت روسيا أقصى كلفة بعد قطر لدى تنظيمها كأس العالم عام 2018 بمبلغ يصل إلى 20 مليار دولار.

ونشير إلى أنه و كما هو منصوص عليه في اللوائح التي صادق عليها مجلس إدارة الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” يتوقّع إعلان الدولة/الدول المستضيفة لنسختي كأس العالم 2030 و 2034مخلال مؤتمر فيفا المتوقع تنظيمه في الربع الاخير من عام 2024″.

واعتباراً من المونديال المقبل 2026، سيرتفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 48 بدلاً من 32، فيما سيتم زيادة عدد المباريات إلى 104 بدلاً من 64.

يذكر أن المملكة نجحت في استضافة أكثر من 50 حدث رياضي دولي منذ عام 2018 في مختلف الرياضات مثل كرة القدم ورياضة المحركات والجولف والرياضات الالكترونية والتنس والفروسية وغيرها، وفي كرة القدم، ستحتضن السعودية النسخة المقبلة من كأس العالم للأندية، وكأس الأمم الآسيوية 2027م، كما حصلت على حق استضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية لعام 2029م، حيث كرّست من خلالها مكانتها كأحد أبرز الوجهات الرياضية العالمية، و تحرص المملكة على الاستثمار الأمثل في القطاع الرياضي من خلال العمل المستمر على تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 ، بما ينعكس على مستويات جودة الحياة لمواطني المملكة والمقيمين على أراضيها، وتوفير تجربة رائعة غير مسبوقة لعشّاق كرة القدم في العالم في عام 2034.

وبالرجوع لقصص النجاح في ملف الاستضافات، يبرز هنا استضافة المملكة عديد الأحداث الرياضية العالمية، مثل: فورمولا1، وكأس السوبر الإسباني في 4 مناسبات، وكأس السوبر الإيطالي مرتين، وإقامة طواف السعودية للدراجات الهوائية 3 مرات، كما احتضنت المملكة الماراثون الدولي مرتين على التوالي في مدينة الرياض؛ عامي 2022 و2023م، والذي صاحبه العديد من الفعاليات في قرية الماراثون، وبحضور أكثر من 25 ألف مسجل، إلى جانب إقامة سباق “إكستريم إي 2022″، ضمن السلسلة العالمية “إكستريم إي” لسيارات الدفع الرباعي الكهربائية للمرة الثالثة، فضلاً عن استضافة بطولة العالم للأندية لكرة اليد “سوبر جلوب” للمرة الثالثة على التوالي، كل هذه الأحداث أظهرت المملكة نجاحا منقطع النظير في الاستضافة، وبالتالي هذا ما شجع “فيفا” في دعم اختيار السعودية ملعبا رئيسيا لمونديال 2034.

ذات صلة



المقالات