مع ترقب الرياض للفوز بنسخة 2030 .. (مال) تعرض اختراعات ولدت في (أكسبو) خلال 170 عاما

تترقب المملكة نهاية نوفمبر الجاري، الإعلان عن فوز ملف الرياض إكسبو باستضافة المعرض الدولي لعام 2030، أحد أكبر المعارض الاقتصادية في العالم، والذي يجذب خلال فترة 6 أشهر، ملايين الزوار للتعرف على الأجنحة والفعاليات المقامة داخل المعرض، إذ يعد معرض إكسبو الدولي المنصة العالمية الأكبر لتقديم الإنجازات والتقنيات.

ويشارك في معرض إكسبو الدولي، الملايين من الزوار والشركات والحكومات والمنظمات الدولية، ويقام (إكسبو) كل 5 أعوام في بلدان مختلفة حول العالم بهدف عرض الإنجازات في مجالات عدة، حيث انطلقت الدورة الأولى من معرض إكسبو عام 1851 في لندن، حيث افتتح قصر الكريستال حينها٫ وأقيم المعرض للمشاركة الإنتاجية، وتعزيز العلاقات الدولية، وتسليط الضوء على أهمية التنوع الثقافي، ودوره فى إثراء الصناعات التكنولوجية، حضر المعرض حينذاك نحو 6 ملايين شخص وتضمنت الدورة عدة اختراعات مثل: جهاز الفاكس، التصوير المجسم، المطاط المفلكن.

وتلتها عدة دورات من المعرض٫ منها في نيويورك، ثم باريس في عام 1855 والتي تضمنت اختراع آلة الخياطة “سينجر”، وعقبتها نسختي بيزانسون وميتز في فرنسا، ومن ثم أقيم المعرض مرة أخرى في لندن لعام 1862، والذي تضمن اختراعي البلاستيك الصناعي وغسالة الملابس، والمحرك التحليلي الذي ابتكره تشارلز باباغ٫ وهو أحد أوائل أنواع الحاسوب الميكانيكي، كما أقيم مجددا في باريس لعام 1867، وهو أول إكسبو دولي يشهد وجود الأجنحة الوطنية؛ حيث وفر مساحات تمكن الدول من عرض ثقافاتها وتاريخها والابتكارات التي حققتها، والذي تضمن اختراعي محرك الاحتراق الداخلي ، وبدلة الغوص، ومن ثم أقيمت نسختي ليون، وفينا.

وحط المعرض المئوي عام 1876 في فيلادلفيا الأميركية، والذي شهد عرض أول آلة كاتبة تجارية “كويرتي”، وأول جهاز هاتف، وتلاها إقامة معرض إكسبو في باريس، والذي تضمن اختراع الفونوغراف، ورأس تمثال الحرية، كما حمل الزوار من قبل السفينة الهوائية التي تحركها قوة البخار، لارتفاع وصل إلى 600 متر فوق باريس، وبعدها أقيم المعرض في عدة مدن منها سيدني وملبورن، انتويرب، برشلونة.

وتضمنت نسخة باريس 1889 حين استضافته للمرة الرابعة، بناء برج “إيفل” خصيصا ليصبح مدخلا لمعرض إكسبو، كما شملت نسخة باريس عدة اختراعات، مثال: حمالة الصدر والطاقة الكهرومائية، وأقيم المعرض بعد ذلك في براغ، ومن ثم شيكاغو والذي تضمن اختراعات، مثل: التيار المتردد ، السَحّاب، وعجلة فيريس ، ومن ثم أقيم المعرض مرة اخرى في أنتويرب وليون، وبعدها في بروكسل.

وجاء اختراع السيارة الكهربائية في نسخة باريس “إكسبو 1900” حين استضافتها لخامس مرة، وتلتها استضافة مدينة سانت لويس الأميركية لإكسبو 1904 والتي انطلقت منها: آلة التصوير بالأشعة السينية، بجانب الإنجازات العلمية الثلاثة التي ظهرت في العام 1904: السيارات، والتقنيات اللاسلكية، وفن الطيران، حيث احتفل با في قصور بيضاء عُرفت باسم “مدينة العاج”، وأقيم المعرض بعدها في عدة مدن، مثل لييج، وميلانو، وبروكسل للمرة الثانية، بالإضافة الى جنت.

وأقيم المعرض في سان فرانسيسكو لعام 1915، تلتها برشلونة ثم شيكاغو للمرة الثانية، وهي الدورة الاولى بإشراف المكتب الدولي للمعارض، ومن ثم استضافت المعرض بروكسل للمرة الثالثة، ومن ثم باريس للمرة السادسة في 1937، وعقبتها مدينة بروكسل البلجيكية في 1958 لتستضيف المعرض للمرة الرابعة، والذي كشف خلاله عن فاكس صاروخ الفضاء السوفيتي “سبوتنيك”، كما اقيمت نسخة 1964 في نيويورك للمرة الثانية، ومن ثم مونتريال الكندية نسخة 1967.

وأجريت نسخة 1970 في مدينة أوساكا اليابانية، والتي انطلق منها اختراعات عديدة للعالم مثل، ساعة يتم التحكم بها عن بعد، تقنية IMAX، الهاتف اللاسلكي، ومجهر الإلكترون، بقدرة تكبير وصلت إلى 500 ألف ضعف، بالإضافة إلى قطار بحصيرة مغناطيسية قادر على قطع مسافة تصل إلى 500 كم في الساعة؛ كما جرى استعراض عينات صخرة قمرية.

واحتضنت إشبيلية إكسبو 1992، ومن ثم استضافت هانوفر الألمانية “إكسبو 2000″ والذي احتوى  تأسيس محطة سكة حديد، صاحبتها شبكة جديدة للطرق، مع شبكة الترام، ومبنى ركاب جديد لمطار المدينة، كما صنعت علامة بي إم دبليو للمعرض أسطولا من سياراتها التي تعمل على الهيدروجين بقوة 750 حصانا، وكانت هذه السيارات وسيلة النقل الرسمية لضيوف الحدث الدولي، ولم تترك هذه السيارات أثرا سلبيا على البيئة بسبب اعتمادها على الوقود الخالي من المواد الملوثة.

وأطلقت دورة اكسبو 2005 في ايتشي اليابانية بشعار “حكمة الطبيعة”، تلتها نسخة 2010 في شنغهاي الصينية،  والذي أصدر إعلان خلاله يعد سببا لإقامة احتفال اليوم العالمي للمدن للمرة الأولى في 31 أكتوبر 2014، وبعدها اقيمت نسخة 2015 في ميلانو، ومن ثم أقيمت نسخة 2020 في دبي، وهو آخر معرض مقام، والذي يعتبر أول إكسبو دولي يقام في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.

ويعد الرياض إكسبو 2030 أول معرض يحقق الكربون السلبي وذلك باستخدام الطاقة النظيفة عن طريق الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى المشاريع العملاقة في العاصمة، مثل: بوابة الدرعية، والقدية، والمربع الجديد، والرياض الخضراء، والرياض آرت، وحديقة الملك سلمان، والمسار الرياضي، ومركز الملك عبدالله المالي (كافد).

ويشار إلى تأييد ودعم غالبية الدول أعضاء المكتب الدولي والمعارض لملف الرياض إكسبو 2030، حيث تجاوز إجمالي الدول 102 دولة من أصل 179 دولة، وتترقب المملكة نتائج التصويت والإعلان عن الدولة الفائزة بالتنظيم خلال اجتماع الجمعية العامة للمكتب الدولي والمعارض في نوفمبر الجاري، بعد انتهاء عملية الاقتراع السري في العاصمة الفرنسية باريس.

يذكر أن مساحة معرض الرياض إكسبو تفوق 6 ملايين متر مربع، مع جاهزية المملكة لاستقبال 100 مليون زائر في 2030، واستهداف المملكة استقبال 40 مليون زائر للمعرض، بجانب الزوار الافتراضيين، على أن يقام المعرض خلال الفترة 1 أكتوبر 2030 حتى 31 مارس 2031، تحت شعار “معا نستشرف المستقبل”.