الخميس, 1 أغسطس 2024

تكلفة علاج «التوحد» تزيد عن 90 ألف ريال سنويا للفرد مرشحة للارتفاع في حال عدم تقديم الخدمات التأهيلية ذات الجودة العالية

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

اقرأ المزيد

كشف الدكتور فيصل النمري الرئيس التنفيذي للعمليات في مركز التميز للتوحد: أن تكلفة تأهيل وعلاج المشخصين بطيف التوحد في السعودية تقدر ب 90 ألف ريال سنويا للفرد الواحد، وهذا الرقم يشكل أقل من نصف تكلفة علاج التوحد في أمريكا التي تقدر ب 225 ألف ريال (60 ألف دولار) للفرد سنويا، مؤكدا أن تكلفة رعاية ذوي اضطراب طيف التوحد على مدى الحياة للفرد، تكلف ما بين 4.5 ملايين ريال إلى 7.5 ملايين ريال، وتنخفض هذه التكلفة في حال تقديم الرعاية بوقت مبكر لذوي التوحد وأسرهم.
وقال النمري: “البنوك السعودية ممثلة في البنك المركزي السعودي و بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية و التنمية الاجتماعية، قدمت دعماً سخياً لتأسيس المركز كجهة غير ربحية لخدمة الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد وأسرهم و تحسين جودة حياتهم ودعم تطوير خدمات الرعاية التأهيلية لهم.  بأحدث الممارسات العالمية، و بطاقم فريق سعودي كامل يحمل أعلى الرخص المهنية المحلية و الدولية في المجال.
وأشار النمري إلى أن الميزانية الفعلية للمركز بلغت 286 مليون ريال للخمس السنوات الأولى من المشروع، على أن يقوم المركز بالاعتماد على إيراداته التشغيلية لتحقيق الاستدامة المالية ، حيث يعمل المركز على عدم الاعتماد على الدعم المادي المقدم في المرحلة التأسيسية، و أنما خلق نموذج مستدام يعتمد على إيرادات  الخدمات المقدمة المدعومة من الجهات التي تغطي الخدمات التأهيلية والاجتماعية و الصحية، مثل شركات التأمين و التأمين الوطني ، و قسائم الخدمات التي تقدمها وزارة الموارد البشرية و التنمية الاجتماعية وكذلك وزارة التعليم، و شراء الخدمات الصحية.
وأوضح  النمري أن لدى المركز هدف طموح بالوصول إلى مستهدفات الاستدامة المالية مع المحافظة على جودة الخدمات المقدمة و استقطاب الكفاءات الوطنية التي تساهم في تحقيق أهداف المركز ليس لتقديم الخدمات التأهيلية المباشرة فقط، و إنما لتمكين القطاع من خلال تطوير برامج التطوير المهني و التراخيص اللازمة للممارسين لإحداث الأثر على مستوى المنظمة بشكل أشمل. و أفاد  “بدأنا في تحقيق مستهدفاتنا للاستدامة المالية و نمو الإيرادات و مضاعفتها خلال الثلاث سنوات المالية بهدف الوصول إلى نقطة التعادل خلال الأعوام القادمة.و أضاف، “أحد أهم أهدافنا الرئيسية هو تحفيز شركات التأمين لتغطية الخدمات المقدمة لزيادة الدعم لهذا المركز والمنظومة بشكل عام، حيث مازال أمامنا شوط طويل لدعم التوحد والإعاقة في السعودية، لخلق نموذج رعاية مستدام لهذه الفئة”.
ومن جانبها قالت ملاك الرمضي  مدير عام إدارة الخدمات التأهيلية في مركز التميز للتوحد: لا يقتصر دور المركز على تقديم الخدمات التأهيلية للأطفال فقط، بل لدينا قسم خاص للشباب والشابات للتأهيل المهني ودمجهم في سوق العمل، وذلك من خلال الشراكات التي عقدها المركز مع شركات القطاع الخاص، وتم توظيف عدد من شباب وشابات المركز في شركات مثل مجموعة الشايع وهيلتون ودانكن وأمازون وغيرها من الشركات.
وأضافت الرمضي: يقدم برنامج خدمات التأهيل المهني في المركز من خلال 4 أقسام رئيسية، وهي قسم الأعمال الحرفية والأجهزة، مثل عمل الدروع والأعمال اليدوية الشخصية، وقسم المشاتل والعناية بالنباتات، وقسم الفندقة، وفهم المهارات الإدارية والمكتبية. ويسعى المركز لخلق منظومة بحثية متكاملة من خلال التعاون من الجامعات والجهات البحثية والأكاديمية، لإجراء الدراسات اللازمة عن الإعاقة بشكل عام وذوي طيف التوحد بشكل خاص، وكذلك توفير المعلومات والبيانات والإحصائيات لمتخذي القرار والداعمين لهذا القطاع.
الجدير بالذكر أنه تم افتتاح مركز التميز للتوحد في نوفمبر 2020 في بمدينة الرياض، ويعمل في المركز حالياً أكثر من 230 موظف وموظفة بنسبة توطين 100 %، ويقع على مساحة 25 ألف متر مربع ويضم 7 مباني تعمل بأعلى طاقة استيعابية.
وتجدر الإشارة إلى أنه خلال العام الماضي، حصل مركز التميز للتوحد على شهادة الاعتماد من المنظمة الدولية للصحة السلوكية (BHCOE) لمدة ثلاث سنوات كأولى الجهات خارج الولايات المتحدة الأمريكية التي تحصل على أعلى تقييم بين مراكز التوحد بنسبة 96%. وتُعد (BHCOE) أحد أهم الجهات الاعتبارية الرائدة في مجال تقييم أداء مراكز الخدمات التأهيلية التي تقدم خدمات العلاج السلوكي بشكل خاص ومدى التكامل في تقديم الخدمات التأهيلية الشاملة مثل علاج اللغة والتخاطب والعلاج الوظيفي ومدى التزامها بمعايير الجودة و التدخلات المبنية على البراهين.
ويهدف مركز التميز للتوحد تقديم خدماته للأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد وأسرهم وتحسين جودة حياتهم ودعم تطوير خدمات الرعاية التأهيلية لهم في المملكة العربية السعودية من خلال خمس مجالات رئيسية، وهي تقديم الخدمات التأهيلية ونمذجتها للأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد، والمساهمة في إجراء الدراسات البحثية في مجال اضطراب طيف التوحد، وتدريب المختصين في مجال اضطراب طيف التوحد، ودعم الأسر والمجتمع من خلال التوعية باضطراب طيف التوحد، والتأهيل المهني وتوفير نموذج للحلول السكنية لذوي اضطراب طيف التوحد.

ذات صلة

المزيد