مختصون: تغير رأسمال الشركات يوفر السيولة ويحل مؤقتا مشاكلها

ارتفع عدد الشركات المدرجة في السوق المالية التي شرعت في إعادة النظر في رأسمالها هذا العام، وعمدت العديد من الشركات إلى تقدم طلبات للجهة التشريعية بتغير رأس مالها أما زيادة أو تخفيض.

وتحدث لـ (مال) مختصون حول أسباب وتأثير حركة رأسمال الشركات على الشركة وعلى أدائها. وقال خالد الزايدي المحلل المالي، إن تأثير تغير رأسمال الشركات يغير من سيولة الشركات ويظهر جليا تأثيره في تتغير قيمة الشركة، لأن لهيكل رأسمالها علاقة مباشرة بمتوسط تكلفة رأسمالها وهو أحد عناصر تقييم الشركات، وأضاف أن تخفيض وزيادة رأسمال شركة يعد جيدا لشركات لكنه حل مؤقت للمشكلات التي تواجهها الشركات لا يجدي في حال لم تغير الشركات سياستها الداخلية.

وذكر أن الشركات تلجأ لزيادة رأسمالها عن طريق طرح أسهم حقوق أولوية لتمويل توسعاتها المستقبلية أو عند رغبتها في إطفاء الخسائر المتراكمة، بهدف رفع ملاءة الشركة المالية وتخفيض التزاماتها، وأضاف أما الحلول المتاحة أمام الشركات التي سجلت خسائر كبيرة من رأسمالها محدودة، منها رفع رأسمال الشركات وخفضها.

من جهته، أوضح أحمد جمال المحلل المالي، تتجه الشركات إلى إصلاح أوضاعها، أما بتخفيض رأسمالها في محاولة لإطفاء الخسائر بعد تعرضها لخسارة التوسع أو زيادة رأسمالها لرغبة الشركة في توسيع نشاطها، وأضاف يهدف خفض رأسمال الشركات إلى الانتقال بالشركة من الخسائر المتراكمة إلى الربحية وتمكين الشركة من توزيع أرباح نقدية لمساهميها.

وأكد أن أبرز مزايا تخفيض رأسمال الشركات إطفاء الشركة لخسائرها عبر خفض رأس المال دون تغير مسارها من الخسارة إلى الربح، وقال إن من الحلول المطروحة أمام الشركات الخاسرة الرفع من ملائتها المالية، وأضاف بعد تآكل رأسمال أي شركة وتراجع الملاءة المالية تركز الشركات على البحث عن حلول ترفع للملاءة المالية في محاولة لتحقيق الحد الادنى من الربح.

وقال أحمد الشمري المحلل المالي، في حال قامت شركة بزيادة رأسمالها فإنها تصدر عدد محدد من الاسهم بتجزئة ما هو موجود فعليا بحسب نسبة زيادة رأسمالها، وفي نفس الوقت فإنها تقوم بتجربة قيمة السهم بحسب نفس النسبة، وأضاف أن تغير الأسلوب الإداري و القرارات تعد محرك أساسي لأي شركة نحو التعافي و إعادتها إلی الطريق الصحيح.

و نوه إلى أن تخفيض رأسمال الشركات يهدف العملية إعادة لإنتاج هيكل رأسمال أكثر كفاءة، أو لشطب الخسائر المتراكمة من القوائم المالية، ويتم تخفيض رأسمال الشركة في حالة وجود خسارة في الشركة أو رغبة بإعادة جزء منه اذ رأت الشركة أن رأسمالها يزيد عن حاجتها.

يشار إلى أن 118 شركة مدرجة في السوق المالية السعودية باشرت رفع رأسمالها أو تخفيضه خلال السنوات الست الماضية، وكان أبرز تلك الشركات على مستوى زيادة رأس المال شركة الاتصالات السعودية stc (صاحبة أكبر زيادة برأس المال في تاريخ السوق المالية السعودية)، وأرامكو ومصرف الراجحي والبنك الأهلي السعودي وشركة معادن وكلها زادت رأس مالها بقيمة 10 مليارات ريال أو أكثر. بينما كان تضم الشركات التي قامت بتخفيض رأس مالها كل من شركة زين السعودية وشركة نماء للكيماويات واللتان خفضتا رأس مال كل منهما بأكثر من 1 مليار ريال، وأعلنت مجموعة الاتصالات السعودية ( STC) امس الثلاثاء رفع رأس مال المجموعة في أكبر زيادة لرأس المال في تاريخ السوق السعودي، حيث سترفع الشركة رأس مالها بقيمة 30 مليار ريال مرة واحدة.