الثلاثاء, 30 يوليو 2024

“ذا اتلانتك كونسيل” الأمريكية: الأسباب الحقيقة للاستثمارات السعودية في الرياضة.. السعوديون لن يثنيهم شيئاً عن تحقيق أهدافهم

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

ناقش المعهد الاطلنطي وهو خلية فكر أمريكية لها تأثيرها على توجهات السياسة الأمريكية، ناقش في تقرير حديث له جهود المملكة العربية السعودية في مجال الرياضة في اطارها الايجابي معتبرا أن وصف هذه الجهود بغسيل الأموال ليس بالتحليل المناسب، مشددا على أن فهم التغييرات التي تحدث في المملكة العربية السعودية أمرًا بالغ الأهمية لصانعي السياسات والشركات الأمريكية، خاصة وأن المزيد من الاستثمارات الرياضية السعودية الكبيرة من المرجح أن تكون قاب قوسين أو أدنى، وأن الرياض جزء من المشهد الجيوسياسي المتغير لـ “القوة المتوسطة”.

إطار إيجابي:
الاستثمارات الأخيرة المتعلقة بالرياضة في المملكة العربية السعودية – بما في ذلك أكثر من مليار دولار في رابطة لاعبي الغولف المحترفين “PGA Tour”، (إذا تم الانتهاء من الصفقة) ومئات الملايين من الدولارات لتوظيف نجوم كرة القدم للعب في فرق مقرها السعودية أو ليكونوا سفراء للسياحة – أدت إلى اتهامات بـ “التبييض الرياضي” أو محاولة تحسين صورتها الدولية من خلال الرياضة، وفي حين تسعى المملكة العربية السعودية إلى تعزيز سمعتها كجزء من جهد أوسع لإصلاح اقتصادها وزيادة السياحة، فإن غسيل الأموال بالرياضة ليس الطريقة الأكثر فائدة لتحليل توظيف المملكة العربية السعودية لأفضل المواهب الرياضية أو إنشائها لشركة “ليف غولف”، وفقًا للتقرير.

التغييرات الجيوسياسية:
يعد فهم التغييرات التي تحدث في المملكة العربية السعودية أمرًا بالغ الأهمية لصانعي السياسات والشركات الأمريكية، خاصة وأن المزيد من الاستثمارات الرياضية السعودية الكبيرة من المرجح أن تكون قاب قوسين أو أدنى، وأن الرياض جزء من المشهد الجيوسياسي المتغير لـ “القوة المتوسطة”. لقد مرت المفاوضات حول الاندماج بين LIV Golf الممول سعوديًا و PGA Tour ، بموعد نهائي في 31 ديسمبر 2023 ولكنها لازالت مستمرة، مع تقارير تفيد بأن المستثمرين الأمريكيين قد ينضمون إلى الكيان الجديد.

اقرأ المزيد

رؤية 2030:
ينظر التقرير إلى الاستثمارات الرياضية كجزء من الاستراتيجية الأوسع للمملكة، حيث تعد الرهانات المالية الكبيرة للسعودية في عالم الرياضة جزءًا من خطة رؤية 2030 الأوسع نطاقًا لتنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط، وخلق المزيد من فرص العمل في القطاع الخاص للسعوديين (وليس فقط الوافدين)، وضمان مستقبل مستدام للمملكة عندما ينفد النفط في نهاية المطاف، وفقًا للتقرير.

ونبه التقرير إلى أنه لدى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان دافع كبير لتحقيق الأهداف الطموحة في رؤيته لعام 2030. ومن غير المرجح أن تؤدي الحرب الحالية بين إسرائيل وحماس إلى عرقلة تركيزه على دفع أجندته الإصلاحية والتنموية للامام. لافتا إلى إن 63% من سكان السعودية البالغ عددهم أكثر من 32 مليون نسمة هم تحت سن الثلاثين، لذلك إذا لم تنجح الإصلاحات بحلول الوقت الذي ينفد فيه النفط، فإن المملكة ستواجه تحديات خطيرة.

ويركز ولى العهد على المقاييس والأداء. فقد قال في مقابلة أجريت معه في سبتمبر 2023 إنه لا يهتم بانتقادات التبييض الرياضي طالما أن استراتيجيته تحقق النتائج التي يريدها، مثل نمو الناتج المحلي الإجمالي، مشيرا إلى أن الرياضة للجميع هي مبادرة حكومية سعودية مسؤولة عن دفع التقدم نحو تحقيق أهداف رؤية 2030 المتعلقة بالرياضة. تم إطلاقه في عام 2018، ولديه استراتيجيات محددة لكل فئة عمرية من الشباب إلى كبار السن.

مكاسب كبيرة:
ودعا التقرير الولايات المتحدة لأن تنظر إلى الاستثمار السعودي في الرياضة كجزء من مكسب أوسع لملايين النساء والفتيات السعوديات -ناهيك عن الرجال- فيما يتعلق بالحرية الشخصية والصحة وتنمية المهارات القيادية.
وشدد التقرير على أن الرياضة يمكن أن تكون وسيلة لسد الفجوات، والتنظيم وتعزيز التعاون، وتطوير الشبكات بين الناس، وتحسين العلاقات التجارية والحكومية. ويشمل ذلك الاستمرار في تمويل برامج الدبلوماسية الرياضية من خلال وزارة الخارجية لتدريب المدربين والحكام، بالإضافة إلى تبادل الخبرات الأمريكية في مجال التغذية وعلم النفس الرياضي والبنية التحتية الترفيهية اللازمة لدعم الرياضة، على سبيل المثال لا الحصر من المجالات التي يمكن أن تتم فيها الشراكات.

وحذر التقرير من أن النظرة الأمريكية للاستثمارات الرياضية السعودية في اطار غسيل الأموال غير مجدي، خاصة وانه لن يثني السعوديون عن استثماراتهم في هذا القطاع أو في العديد من القطاعات الأخرى في الاقتصاد الأمريكي، مثل الحصة البالغة 60% التي تمتلكها في شركة لوسيد موتورز أو استثماراتها الكبيرة في اكتفيشن بازار واوبر. وبدلاً من ذلك، ستتسبب التوترات بين الولايات المتحدة والسعودية في حدوث انقسامات بين الرياضيين والجهات الراعية والمشجعين، وقد تحول دون التعاون الذي قد يكون مربحًا للجانبين.

ونبه التقرير إلى أن صناديق الثروة السيادية في الخليج تمتلك أصولاً تزيد قيمتها عن 5 تريليون دولار، مع استمرار النمو التصاعدي المتوقع. إذا كانت الولايات المتحدة تريد تشجيع المزيد من الاستثمار في الشركات الأمريكية ومشاريع البنية التحتية العالمية فمن الضروري فهم الدوافع المتعددة الأوجه لهذه الدول، فضلاً عن الإمكانات البشرية والاقتصادية لمواطنيها. بدلاً من تأطيرها في إطار سلبي عفا عليه الزمن.

ذات صلة

المزيد