منتدى الطاقة العالمي: سد فجوة الطلب على النحاس تحتاج استثمارات بـ 500 مليار دولار

ومن المتوقع أن يزداد الطلب على النحاس بشكل كبير في السنوات المقبلة و أن يتضاعف الطلب إلى 50 مليون طن متري بحلول عام 2035، وذلك حسب تقرير منتدى الطاقة العالمي ، ومن المتوقع أن يزداد الطلب من الولايات المتحدة والصين وأوروبا والهند، بالمقابل العرض الموجود لن يستطيع أن يفي بالطلب الكبير، ولن يكون هناك عرض قادر على مواكبة الطلب اعتبارًا من عام 2025. وقد يهدد هذا النقص الأمن الدولي وسط تدافع عالمي على المورد الثمين.

وأشار تقرير  إلى أنه يمكن تلبية الطلب على النحاس من خلال فتح ثلاثة مناجم سنويا  (كل منها بطاقة سنوية تبلغ 300 ألف طن متري)على مدار ال 29 عام المقبلة بتكلفة 500 مليار دولار ، وهو ما سيمثل توسعًا تاريخيًا للصناعة، وذلك حسب بيانات “ستاندرد آند بورز جلوبال”

وبين التقرير إلى أن تباطؤ العرض يمكن أن يضر بالطموحات الرامية إلى إزالة الكربون من قطاع الطاقة، وذلك يعود إلى أن تكوين البنية التحتية الكهربائية المرتبطة بالنحاس ، مما يضع هذا المعدن في قلب عملية تحول الطاقة.

ويُعرف النحاس وهو موصل للكهرباء بدرجة عالية وبأسعار معقولة نسبيًا  باسم “معدن الكهرباء” وقد تم استخدامه في الأسلاك لمدة 200 عام، ولكنه يستخدم اليوم أيضًا في الكابلات والمحركات والبطاريات والمكونات الإلكترونية الضرورية لانتقال الطاقة، مثل البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية إلى تخزين الطاقة على نطاق الشبكة، وسيتم بناء مستقبل الطاقة وعملية التحول على النحاس.

وحسب التقرير ستكون الفجوة المحتملة بين العرض والطلب كبيرة للغاية مع استمرار عملية التحول يبدأ نقص إمدادات النحاس في عام 2025 ويستمر طوال معظم العقد التالي، ولن يكون الاستبدال وإعادة التدوير كافيين لتلبية متطلبات المركبات الكهربائية، والبنية التحتية للطاقة، وتوليد الطاقة المتجددة، حيث إن هدف الوصول إلى صافي انبعاثات صِفر بحلول عام 2050 سوف يكون قصير المدى وسيظل بعيد المنال ما لم يتم توفير إمدادات جديدة ضخمة في الوقت المناسب

ومن الممكن أن يؤدي الطلب الذي يفوق العرض إلى ارتفاع تكلفة الكهرباء، مما يؤدي إلى إبطاء تحول الطاقة في السنوات الحاسمة عندما يتعين عليها المضي قدما بوتيرة سريعة لتحقيق الأهداف المناخية المتفق عليها.

 ووجدت أبحاث جولدمان ساكس أن الموافقات التنظيمية لمناجم النحاس الجديدة تسير في اتجاه هبوطي، بعد أن انخفضت إلى أدنى مستوى لها منذ 15 عامًا. وهذا أمر مثير للقلق بشكل خاص، نظرًا لأن المناجم يمكن أن تستغرق ما بين 10 إلى 20 عامًا للموافقة عليها وتطويرها – حتى لو تم عكس هذا الاتجاه غدًا، فقد تم بالفعل “ترسيخ” فترة أبطأ من نمو تعدين النحاس.