صندوق الاستثمارات العامة: طموح عال ووتيرة استثمارات متسارعة

قالت كاتبة الرأي بصحيفة فاينانشيال تايمز آن سيلفين تشاساني في مقال حديث لها بعنوان “لدى الصندوق السعودي شهية هائلة للصفقات” أن صندوق الاستثمارات العامة أنفق أموالاً أكثر مما أنفقه صندوق الثروة السنغافوري العام الماضي، ومن المرجح أن تتسارع الوتيرة. قرع الجرس: واعتبرت الكاتبة أن قرع محافظ «صندوق الاستثمارات العامة» ياسر الرميان للجرس احتفالا بافتتاح سوق الأسهم في هونغ كونغ الشهر الماضي، كانت له دلالات أخري فيما يتعلق بطموحات المملكة في آسيا، حيث أعلن الرميان عن عزم صندوق الاستثمارات العامة على افتتاح مكاتب له في البر الصيني والهند قريبا، وجاء ذلك عقب افتتاح مكتب في هونغ كونغ في 2022.

احتفاء هونغ كونغ: تشير الكاتبة إلى وقع الخبر في هونغ كونغ إلى أنه كان بمثابة موسيقى داعبت آذان السلطات هناك، التي اعتادت أكثر في الآونة الأخيرة على مغادرة المستثمرين الأجانب وسط تصاعد التوتر بين الصين والغرب. كما أنه توج عامًا من الاستثمار النشط من قبل صندوق الاستثمارات العامة، الذي أعادت شهيته الهائلة تشكيل عالم صناديق الثروة السيادية في غضون بضع سنوات. في عام 2023، أنفق صندوق الاستثمارات 31.6 مليار دولار، وهو أكبر مبلغ بين أقرانه، وفقًا للبيانات التي جمعتها Global SWF.

وتغلب الصندوق السعودي على صندوق الثروة السنغافوري، الذي تصدر التصنيف لمدة خمس سنوات متتالية. توسع نوعي: واشارت الكاتبة إلى أن صندوق الاستثمارات العامة برز أيضًا من حيث حجم استثماراته: فمن بين 49 استثمارًا في العام الماضي، كانت ثلاثة منها هي الأكبر في صناعتها. وأنفقت 4.9 مليار دولار على مجموعة الألعاب الأمريكية سكوبلي في أبريل، واشترت أعمال تأجير الطائرات التابعة لستاندرد تشارترد مقابل 3.6 مليار دولار، واستحوذت على وحدة الصلب التابعة لمجموعة الكيماويات السعودية سابك مقابل 3.3 مليار دولار. وشملت الاستثمارات الأخرى 8% من شركة نينتندو، و10% من مطار هيثرو، و49% من سلسلة الفنادق البريطانية روكو فورتي. إن إبرام الصفقات هو نتيجة لإصلاح شامل أجراه الأمير محمد مؤخرًا للصندوق البالغ من العمر 53 عامًا. وفي عام 2015، قرر أن صندوق الاستثمارات العامة سيقود تحديث وتنويع الاقتصاد السعودي، بهدف الاستعداد لذروة النفط وتلبية احتياجات الشباب في البلاد البالغ عددهم 36 مليون نسمة. في ذات الوقت، ارتفع عدد موظفي الصندوق من 40 إلى 2500 في غضون سنوات قليلة، ودخل إلى جميع المجالات الاقتصادية الوطنية تقريبًا.