الأربعاء, 17 يوليو 2024

هل تدعم الصناديق المتداولة الاستثمار في البتكوين؟

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

حدّثت بلاك روك الأمريكية أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم وعدد من اللاعبين الآخرين في السوق نماذج التسجيل للصناديق المتداولة في البتكوين مع نهاية 2023، بما في ذلك أسماء المشاركين المرخص لهم، حيث ينظر المستثمرون إلى تلك التطورات كدليل على أن القرار المنتظر من جانب هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية سيصدر قريباً.

ووفقا لـ CNBC يتوقع العديد من خبراء السوق أن تصدر الموافقة في وقت لاحق من شهر يناير الجاري، إذ ناقشت شركات إدارة الاستثمار وبورصات الأوراق المالية ولجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية يوم الجمعة تغييرات الصياغة النهائية بشأن طلبات صناديق الاستثمار المتداولة للبتكوين، وسط توقعات بالموافقة على الصناديق في وقت متأخر من يوم الثلاثاء أو الأربعاء المقبلين.

لم تنتظر عملة البتكوين المشفرة إلا مرور ساعات قليلة من عام 2024، لتحقق مكاسب واسعة وتتخطى حاجز الـ45 ألف دولار لأول مرة منذ أبريل 2022.

اقرأ المزيد

مكاسب أكبر عملة مشفرة على مستوى العالم من حيث القيمة جاءت وسط الحماس المتنامي بين المتداولين بشأن موافقة محتملة في أمريكا على أول صندوق مؤشر متداول للبتكوين على الأسعار الفورية.

و صناديق المؤشرات المتداولة أو كما تعرف بـETF هي أداة مالية تتبع أداء أصل سواء كان أسهم أو سندات أو البتكوين في حالة العملات المشفرة. وتتيح تلك الوسيلة للمستثمرين التعرض لتلك الأصول بدون الاستثمار بها بشكل مباشر.

بمعنى آخر، فإن المستثمرين يشترون حصص أو وحدات في تلك الصناديق، وتعكس قيمة تلك الصناديق أداء البتكوين، بما يمنح المستثمرون بديلاً للاستثمار في العملة المشفرة بدون فتح محفظة رقمية أو الانخراط في تداولات العملات المشفرة.

وقد يصبح اعتماد تلك الخطوة في أميركا هو الجسر لتبني عام لعملة البتكوين المشفرة، فالصناديق المتداولة قد تساعد على سد الفجوة ما بين التمويل التقليدي وسوق العملات المشفرة وجعلها في المتناول للمستثمرين الرئيسيين الذين لا يمتلكون وسيلة رسمية للاستثمار في العملات المشفرة.

وكان مدراء الأصول مثل BlackRock قد تقدموا بطلبات مؤخراً لإصدار صناديق متداولة في البتكوين على أمل جلب تلك الشريحة من الأصول إلى قطاع أوسع من المستثمرين وخلق أداة مالية يمكن من خلالها استثمار مليارات الدولارات.

وليست BlackRock هي المؤسسة الوحيدة التي تسعى وراء هذه الخطوة، إذ تسلك شركات أخرى مثل Fidelity وVanEck وGrayscale المسار ذاته.

وكلما زاد عدد الأدوات المالية المكرسة للبتكوين، كلما ارتفع رأس المال الذي يُضخ إليها، وهي خطوة ضرورية لتعزيز تبني العملات المشفرة.

أما المكسب الثاني الذي من الممكن أن يتحقق لسوق العملات المشفرة من تلك الخطوة المرتقبة، هو استقرار السوق. فاعتماد صندوق متداول في البتكوين مثل الصندوق الذي تطمح له BlackRock قد يؤدي إلى ذلك. إذ أن التبني المؤسسي والموافقة التنظيمية يخلقان الثقة للمستثمرين ويسهمان في خلق سوق أكثر استقراراً.

وينطبق الوضع ذاته بالنسبة لإيثريوم وغيرها من العملات المشفرة، إذ سيتم إطلاق العديد من صناديق المؤشرات المتداولة في المستقبل القريب.

ويُعرف عن سوق العملات المشفرة ارتفاع التقلبات، وذلك نتيجة للكميات غير المتناسبة التي يتم ضخها وسحبها من السوق عام بعد آخر.

أما استقرار السوق فيتحقق من خلال المزيد من رأس المال المتداول والحيازات الكبيرة المحتفظ بها ضمن عهدة مؤسسية.

ويأتي الموقف المتشدد للولايات المتحدة حيال الصناديق المتداولة للبتكوين عكس دول أخرى شهدت إطلاق هذا النوع من الصناديق مثل كندا والبرازيل.

رغم المكاسب المرتقبة من إطلاق صناديق مؤشرات متداولة في البتكوين، فإن العديد من تلك الصناديق يفرض رسوم إدارية مرتفعة والتي من الممكن أن تؤثر على إجمالي عوائد المستثمرين مع مرور الوقت.

كما أن تلك الرسوم المرتفعة قد لا تكون مواتية بالنسبة للبعض، وهي مسألة قد تؤدي إلى حرب رسوم ما بين المؤسسات.

وهناك مسألة أخرى يجب أخذها في الاعتبار، وهي السيولة المنخفضة والتي قد تؤثر على قدرة الصندوق على عكس أداء الأصول بشكل دقيق مما قد يؤدي إلى عوائد دون المستوى الأمثل على مدار الفترات الطويلة.

وبجانب الإطلاق المرتقب لصندوق المؤشرات المتداول في البتكوين داخل أمريكا، يترقب مستثمرو العملة المشفرة عملية “التنصيف” المتوقع حدوثها في أبريل نيسان المقبل.

ويطلق مصطلح التنصيف أو Halving على عملية خفض المكافآت التي يحصل عليها المعدنين لعملة البتكوين إلى النصف.

ويعد الهدف من تلك العملية هو خفض المعدل الذي يتم من خلاله تعدين عملات جديدة وهو ما يترتب عليه خفض الكمية المتاحة من المعروض الجديد، إذ يتراجع حافز لدى القائمين على تلك العملية في ظل انخفاض مكافآتهم.

من جانبه استبعد المؤسس المشارك لشركتي Deutsches Krypto Bildungsinstitut وStarzz العاملتين في مجال البلوكتشن والعملات المشفرة ماركو كوالفيسكي في تصريحات لـCNBC عربية أن تتأثر أسعار البتكوين بصورة كبيرة بعملية التنصيف أو حتى إطلاق أول صندوق استثمار متداول في أميركا، مشيراً إلى أن الأسواق تتوقع حالياً تلك الخطوة.

لكنه أشار إلى أن أكبر تأثير على أسعار أكبر عملة مشفرة سيكون معدلات الفائدة، إذ تستعد الأسواق لبدء البنوك المركزية الكبرى حول العالم خفض الفائدة في وقت لاحق من العام الجاري.

وكانت المرة الأخيرة التي شهدت عملية تنصيف للبتكوين في مايو 2020.

ويشير المحللون إلى أن تلك العملية قد تؤدي إلى ارتفاع سعر البتكوين في السوق، لأنها تؤدي إلى تراجع المعروض. وكانت العملة قد ارتفعت 19% في فترة الإثني عشر شهراً قبل آخر عملية تنصيف.

أما أثناء التنصيف الذي حدث في يوليو تموز 2016، ارتفعت البتكوين 142% مقارنة بفترة الـ12 شهراً التي سبقت ذلك.

كما تميل العملة المشفرة إلى الارتفاع في الأشهر التي تلي التنصيف، إذ قفزت 688% في فترة الـ546 يوماً التي أعقبت آخر عملية، ووصلت إلى مستوى قياسي عند 67 ألف دولار في نوفمبر تشرين الثاني 2021.

ذات صلة

المزيد