الجمعة, 18 يوليو 2025

أرامكو: 270 مليون برميل مكافئ يوميا الاستهلاك العالمي خلال عام 2022 واستمرار الاستثمار في صناعة النفط لتوفير الطاقة بأسعار مقبولة

أكد علي المشاري النائب الأعلى للرئيس للتنسيق والإشراف التقني بارامكو السعودية، أن الاستهلاك العالمي يبلغ 270 مليون برميل مكافئ يوميا خلال العام 2022، مؤكدا أن الطلب على الطاقة في ارتفاع مستمر، بيد الطاقات البديلة غير قادرة على تلبية الطلب العالمي، لافتا إلى أن التوقف عن الاستثمار في مجالات النفط والغاز سيقود الى تراجع الإنتاج، مما يؤثر على أسعار البترول، مما يعقد الأمور على الجميع، مبينا، أن التحدي الكبير لشركات النفط والغاز يتمثل في توفير الطاقة بأسعار معقولة و مناسبة، مشددا على أهمية وجود وعي كامل بتوفير طاقة بأسعار مقبولة، حيث أن استهلاك الطاقة للفرد في معظم الدول المتقدمة مقارنة بالدول الأقل نموا هو 100 مرة. فهناك فوارق كبيرة لافتا إلى أن أرامكو توفر العديد من الحلول التقنية لتزويد العالم بالطاقة بأسعار مناسبة.

وطالب خلال الجلسة الحوارية بعنوان ” تغذية المستقبل بالابتكار ” في اليوم الثالث والأخير (الأربعاء) ضمن فعاليات المؤتمر الدولي لتكنولوجيا البترول الذي تنظمه أرامكو السعودية بمركز معارض الظهران بالدمام، بنزع الكربون من كافة القطاعات الاقتصادية، مؤكدا، أن شركات النفط و الغاز تبذل جهودا في نزع الكربون للوصول الى الانبعاث الصفري، مشيرا إلى أن توليد الطاقة يعتمد على الوقود الاحفوري، فيما لا تتجاوز نسبة الطاقة المتجددة 14%، لافتا إلى أن التحدي الكبير يتمثل في الوصول الى الحياد الصفري في الانبعاثات الكربونية، مضيفا، أن المستهدف هو إزالة الكربون بنسبة 45٪ بحلول عام 2030، والحياد الصفري بحلول عام 2050 وفقًا لاتفاقية باريس

اقرأ المزيد

واكد، أن الوصول الى الانبعاث الصفري يتطلب التركيز على استخلاص الكربون وتخزينه، حيث لا يوجد مشاكل لدينا في عملية تخزين الكربون، من خلال حقن الكربون لأغراض متعددة، معترفا، ان التحدي الوحيد يتمثل في اكتشاف ابتكارات جديدة لتخزين الكربون طويل المدى، بالإضافة الى التكلفة المرتفعة، مشير إلى أن أرامكو تعمل ان تكون عملية استخلاص الكربون ذات فعالية تجارية، مبينا، أن عملية حرق الوقود الأحفوري تقلل من كثافة ثاني أكسيد الكربون، بيد ان التكلفة ما تزال مرتفعة، مشيرا إلى أن أرامكو تعمل على تخفيض تكلفة  استخلاص الكربون في أحد المعامل، مما يجعل عملية استخلاص الكربون عملية مقبولة تجاريا، حيث تتراوح التكلفة حاليا بين 30- 150 دولارا للطن الواحد لتخزين الكربون، موضحا، ان تكلفة تقليل نسبة الكربون في الهواء تصل الى 600 – 700 دولار لكل طن من الهواء، حيث يجري العمل على تقليل التكلفة للوصول 200 دولار للطن و الوصول الى 100 دولار مع مرور الوقت.

وأشار إلى أن 70% من استثمار أرامكو السعودية في البحث والتطوير يتركز على الاستدامة، مضيفا، ان أرامكو السعودية نشرت 350 بحثا في المجالات العلمية خلال عام 2023، بهدف تحويل تلك البحوث الى مشاريع تجارية مما يساعد في توطين التقنيات في الشركات الناشئة، موضحا،  أنه وبحسب مجلس الهيدروجين، فسيُسهم الهيدروجين بما يعادل 22% من الطاقة في عام 2050، مشيرا إلى أن وضعت العديد من مشاريع الهيدروجين و لكنها في مرحلة التخطيط، مضيفا، أن التكلفة مرتفعة و لا يوجد دعم حكومي حاليا.

وأوضح الدكتور فهد الشريحي نائب الرئيس للاستدامة المؤسسية بشركة سابك، أن قطاع البتروكيماويات يسهم بشكل مباشر وغير مباشر بأكثر من 5 تريليون دولار ( 7%) من اجمالي الناتج المحلي، مؤكدا، على أهمية قطاع البتروكيماويات كونه مرتبطا بكافة القطاعات الأخرى، منها التغليف في المواد الغذائية و عبوات المياه وصناعة المنسوجات و النقل و البناء التشييد، مشيرا إلى أن قطاع البتروكيماويات يلعب دورا مهما في مواجهة التحديات، فيما يتعلق بالتغير المناخي للوصول الى الانبعاث الصفري ، مبينا، ان قطاع البتروكيماويات يسهم في عملية تدوير الكربون، بالإضافة إلى الدفع بخطى متسارعة في عملية الابتكار، موضحا، أن 100 مليون شخص يعملون في قطاع البتروكيماويات بشكل مباشر او غير مباشر.

وشدد على أهمية يتناغم الابتكار مع التكنولوجيا في الممارسات الحياتية، لافتا إلى أن مفتاح النجاح يكمن في المعرفة الدقيقة المشكلة بهدف البحث عن الحلول المناسبة، فهناك العديد من الاختراعات والابتكارات، ولكن المشكلة تكمن في غياب القدرة على الوصول الى المشاكل التي تعالجها تلك الابتكارات، مطالبا، بضرورة الانفتاح على العالم للاستفادة من المعارف والشركات.

وأشار إلى أن سابك تعمل على رفع كفاءة الطاقة وكفاءة المنشآت على المدى الطويل، بالإضافة الى توليد الطاقة من مصادر بديلة عوضا من حرق المواد الهيدروكربونية لتقليل الانبعاثات الكربونية، وكذلك، العمل المستمر على تخزين الكربون، مؤكدا، انشاء أول منشأة تجارية لاستخلاص الكربون في عام 2015 بالجبيل، من خلال تجميع 15 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون، لاستخدامها في عمليات التسميد و صناعة المشروبات، لافتا إلى أن تخزين الكربون جزء من برنامج المملكة لاستخلاص الكربون، حيث يجري التنسيق مع أرامكو السعودية في المرحلة الأولى من عملية استخلاص الكربون لنحو 9 مليون طن، بالإضافة إلى وجود برنامج خاص بشركة ” سابك ” بالتركيز على تخزين الكربون بالكثافة المنخفضة و تحويل غاز ثنائي الكربون الى منتج ذو قيمة العالية، موضحا، أن سابك تعمل منذ 2018 على خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 20% بحلول 2030، حيث تم تحقيق 10% حتى الفترة الحالية، مبينا، أن خفض الانبعاثات الكربونية من أكبر التحديات، حيث يساهم قطاع البتروكيماويات في نشر الانبعاثات الكربونية.

وذكر، أن سابك تعمل على مشروع لخفض الانبعاثات الكربونية، حيث سيتم إطلاقه خلال الربع الأول من 2024، بالتعاون مع شركة المانية لتطوير حلول تقنية، بهدف تحويل منتج استخلاص الكربون الى منتج تجاري.

وذكر ايان دبليو كامبل نائب الرئيس للابتكار والتنمية الاقتصادية والمدير التنفيذي للمشاريع الاستراتيجية بجامعة الملك عبد الله، إننا نعول على الجامعات في معالجة الكثير من المشاكل سواء الاقتصادية او التنموية او البيئة، لافتا إلى أن الجامعات تعمل على إجراء البحوث العلمية بالتنسيق مع الجهات الحكومية او الشركات الاهلية، بهدف وضع الحلول المناسبة للعديد من التحديات و المشاكل التي تواجهها، مؤكدا، عدم وجود منافسة سلبية بين الجامعات في مختلف أنحاء العالم، فهي عنصر بالغ الأهمية في رفد الحكومات و الشركات بالكثير من المرئيات والحلول المبتكرة في العديد من المجالات الإنسانية والتنموية والاقتصادية.

وأضاف، أن الجامعات عامل حيوي في توفير الحلول، لذا فإنها حريصة على التواصل مع القطاع الخاص في الحلول على المعلومات المتعلقة بمشاكل السوق، من أجل وضع المعالجات المناسبة وفقا للبيانات المتوافرة لديها، مشيرا إلى أن الجامعات حريصة على الاستفادة من دقة المعلومات في البحوث التي تجريها.

واكد، أن جامعة الملك عبد الله تركز على الأبحاث و كذلك التركيز على الابتكار من خلال الاستفادة من الجانب التكنولوجي، لافتا إلى أن الجامعة حريصة على الاستدامة من خلال التركيز على رأس المال البشري، بالإضافة الى إجراء البحوث في مجالات المياه و الأغذية، مشيرا إلى وجود علاقة وثيقة مع أرامكو السعودية من خلال التعاون المشترك في مجالات البحوث ذات الاهتمام المشترك، مبينا، أن 95% من الأبحاث العلمية في الجامعات بمختلف أنحاء العالم غير مستغلة بشكل علمي، موضحا، أن الجامعة تعمل مع وزارة المياه والبيئة والزراعة على معالجة العديد من المشاكل في المجالات البيئية و الزراعية، حيث يتم التركيز على البحر الأحمر بهدف إيجاد الحلول للمشاكل التي تواجه البحر الأحمر من الناحية البيئية، عبر إجراء البحوث للاستفادة من زراعة الطحالب و التعرف على فائدتها على المملكة، مشيرا إلى أن الجامعة تعمل تحويل الهيدروجين السائل الى ثاني أكسيد الكربون الى مادة سائلة.

ذات صلة



المقالات