تقرير: فرص واعدة للمنشآت المتوسطة والصغير ومتناهية الصغر  في (اكسبو الرياض 2030)

يشهد قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر في المملكة في الاونة الاخيرة نمواً وإزدهاراً كبيراً بفضـل رؤية المملكة 2030 والاستثمـارات الهائلة مـن القطـاع العـام، والمبـادرات الشـخصية، واستثمـارات رأس المـال الجـريء التـي سـجلت أعلي معدلاتها فـي المملكـة ضمـن منطقـة الشـرق الأوسـط وشـمال أفريقيـا، وذلك وفقا للبيانات والارقام الحديثة الصادرة من الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت” حيث ارتفعت لنحو  1.3 مليون منشأة بنمو سنوي 14.6% بزيادة تعادل 166.4 الف منشأة. 

وفي نهاية نوفمبر 2023 فازت المملكة بإسـتضافة معرض “أكسبو الدولي 2030” بمدينة الرياض خلال الفترة مـا بيـن 1 أكتوبـر 2030 و31 مـارس 2031 تحـت شـعار “حقبـة التغييـر: معـًا نستشرف المستقبل” ليكون بمثابة فرصة لتعزيز التعاون الدولي ومنصة لإيجاد حلول شاملة ومستدامة ومُبتكرة تمكن الإزدهار الشامل، وسيشارك في المعرض الدولي  246 دولة ومنظمة، ومن جانبها خصصت المملكة 29.3 مليار ريال كميزانية للمعرض، فضلاً عن تخصيصها مبلغ بقيمة 1.29 مليار ريال لتسهيل مشاركة 100 دولة في المعرض، ومتوقع أن يستقطب المعرض  40 مليون زائر داخل المملكة ومليار زيارة إفتراضية متوقعة للمعرض عبر تقنيات الواقع الافتراضي .

وسيقام معرض “الرياض اكسبو 2030” علي مدي 6 أشهر في موقع إستراتيجي بشمال العاصمة الرياض علي مساحة تصل الي 6 ملايين متر مربع، الامر الذي يتوقع معه إزدهار وتعزيز الفرص الاستثمارية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة خاصة في قطاعات التصميم والضيافة والنقل والطاقة النظيفة والبنية التحتية، لذا من المتوقع أن يكون أول المستفيدين قطاع المنشأت الصغيرة والمتوسطة من حجم استثمارات يقترب من 3.75 تريليون ريال في مدينة الرياض علي مدي الـ 7 سنوات القادمة خاصة المنشآت التي تعطي الاولوية للإستدامة والإبتكار والابداع وبما يتوافق مع جهود التنويع الاقتصادي التي تأتي مسترشدة برؤية السعودية 2030 وذلك وفقا لما أشار به تقرير “منشآت” .

خصصت المملكة 345 مليار ريال كإستثمارات لتحويل مدينة الرياض الي إحدي أكثر المدن إستدامة بحلول 2030 حيث تستهدف زراعة 43 مليون شجرة في العاصمة ضمن مبادرة السعودية الخضراء وإستصلاح 94 الف هكتار من الاراضي المتدهورة في جميع انحاء المملكة وإنشاء قطار كهربائي بطول 176 كيلو متر لتسهيل الانتقال الي المعرض .

وأشار التقرير بأن الجهود المبذولة لمضاعفة عدد السكان بالرياض بحلول 2030 ستسهم في مساعدة المنشآت الصغيرة والمتوسطة عبر مجموعة من القطاعات الحيوية للإستفادة من الاستثمارات الضخمة لتحسين البنية التحتية وزيادة تملك المساكن والتعليم والرعاية الصحية وتجهيز المدينة بأفضل المرافق والخدمات.

وفيما يلي أهم القطاعات التي ستزدهر فيها المنشآت الصغيرة والمتوسطة وفقا لتقرير “منشآت” :

تضمن تقرير “منشآت” عرض لتجارب بعض الدول التي إستطاعت تنظيم معارض “اكسبو” الدولية السابقة وتأثيرها في إزدهار المنشآت الصغيرة والمتوسطة علي النحو التالي:

معرض “دبي اكسبو 2020”   

يعتبر أخر معرض تم اقامته حيث يتم تنظيم المعرض كل 5 سنوات وخلال المعرض تم تمكين ريادة الاعمال حيث مُنحت المنشآت الصغيرة والمتوسطة بدولة الامارات ربع إجمالي العقود الممنوحة وبما يعادل 6.94 مليار ريال وحصلت 1390منشأة صغيرة ومتوسطة إماراتية علي عقود و 2150 منشأة فازت بعقود، وحصلت المنشآت الصغيرة والمتوسطة العاملة في قطاعات البناء والتخطيط للفعاليات وتجارة التجزئة والأغذية والمشروبات وحدها علي 1.09 مليار ريال .

معرض “ميلانو اكسبو 2015”

تم اقامة المعرض في ايطاليا قبل بدء فعاليات المعرض حيث تم تنظيم عدد 382 إجتماعا للمنشآت الصغيرة والمتوسطة لمناقشة كيفية تطوير منظومة الاعمال وتمكين تلك المنشآت من الوصول الي التمويل وتسريع البحث والابتكار في العديد من القطاعات اغلبها يخص الاغذية (صناعة الاغذية الزراعية بما في ذلك تقنيات الانتاج والاتمته والمراقبة والتعبئة – جودة الغذاء- الاقتصاد الاخضر للزراعة والغذاء – الامن الغذائي- وحفظ الأغذية ومدة صلاحيتها).

معرض “شنغهاي اكسبو 2010”

تبني المعرض نهجاً قويا يتمحور حول الانسان من شأنه تمكين افراد المجتمع والمنشآت المحلية وإنشاء مناطق واسعة جديدة مواتية للأعمال في جميع أنحاء المدينة والمنطقة حيث تم تطوير واجهة بحرية تمتد لمساحة 30 كم في “يانغو” و “وزوهوي” و ” وبودونغ” والتي ساهمت في خلق فرص قوية لمنظومة المنشآت الصغيرة والمتوسطة محلياً. 

وجدير بالذكر الي إرتفاع حجم التسهيلات المقدمة من (المصارف وشركات التمويل) لقطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة بنسبة 20.5% خلال عام 2023 بزيادة تعادل 47 مليار ريال لتصل الي  276 مليار ريال مقارنة بـ 229 مليار ريال عام 2022، الامر الذي يعكس المستقبل الواعد للمنشآت الصغيرة والمتوسطة خاصة خلال السنوات القليلة القادمة وتأثير الاحداث العالمية التي سيتم تنظيمها بالمملكة – والتي يأتي أهمها معرض “الرياض اكسبو 2030” علي النمو الاقتصادي في المملكة وازدهارها بشكل عام وعلي المنشآت الصغيرة والمتوسطة بشكل خاص وبالتالي فهو فرصة يجب علي المنشآت انتهازها خلال المرحلة القادمة .