الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مدد المفاوضون في اجتماعات منظمة التجارة العالمية في أبو ظبي اليوم الجمعة أجل محادثاتهم مرة أخرى في مسعى لكسر جمود سياسي بعد خمسة أيام من مفاوضات رفيعة المستوى.
ولم يتضح مدى إمكان التوصل إلى توافق في الآراء بين أعضاء المنظمة البالغ عددهم 164 قبل انقضاء مهلة جديدة للاجتماعات في الساعة العاشرة مساء بالتوقيت المحلي (1800 بتوقيت جرينتش). ونبه عدد من المندوبين إلى وجود بون شاسع بين الدول حتى إعلان المنظمين تمديدا خامسا للاجتماعات.
ووفقا لـ “رويترز” قال أحد المندوبين “أعتقد أننا نغادر خالي الوفاض”.
وفي اليوم الخامس من الاجتماعات الوزارية، كان معظم الوزراء قد عادوا بالفعل إلى بلادهم، على الرغم من بقاء وزير التجارة الهندي بيوش جويل ومفوض التجارة الأوروبي فالديس دومبروفسكيس.
وابتسم جويل وهو يصافح أشخاصا خارج قاعة اجتماعات على بعد ما لا يزيد عن 30 دقيقة من اجتماع وزاري غير رسمي حيث تجمع مندوبون بجوار طاولة للقهوة.
وشوهد مندوبون في وقت سابق من اليوم الجمعة يتحلقون خارج قاعات الاجتماعات ويحتسون القهوة، بينما عكف آخرون على قراءة مستندات أو كانوا يكتبون سريعا على هواتفهم المحمولة. وقلد أحد المشاركين نزع فتيل قنبلة يدوية.
وأصدر المفاوضون مسودات اتفاقات جديدة اليوم الجمعة فيما يظهر أن المحادثات التي استمرت طوال الليل لم تتمخض عن انفراجة.
ويسعى المؤتمر الذي يعقد كل عامين لمراجعة قواعد التجارة العالمية في طائفة واسعة من القضايا تمتد من صيد الأسماك والزراعة إلى التجارة الإلكترونية.
وجاء في وثيقة وزعتها المنظمة أن “الوقت ينفد… الجميع يأملون أن يتيح هذا التأجيل التوصل إلى اتفاق”.
ووصف المتحدث إسماعيلا دينج المناقشات بأنها “مكثفة وصعبة”.
ويُنظر إلى النجاح في التوصل لاتفاق على أنه أمر مهم للإمارات التي استضافت مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28) العام الماضي وترغب في تحقيق مكاسب.
وتعارض الهند وجنوب أفريقيا تمديد تعليق الرسوم والتعريفات على التجارة الرقمية وهي خطوة حظيت بدعم هائل من معظم الحكومات ومن قطاع الأعمال.
وفشلت محادثات المنظمة من قبل، وسلطت مفاوضات هذا العام التي تعقد في الإمارات الضوء على اتساع الشقاق بين بعض أكبر اقتصادات العالم.
قالت كاثرين تاي، ممثلة التجارة الأمريكية في إدارة الرئيس جو بايدن، إنه إذا فشلت المحادثات، فسيكون للانقسام بين مجموعة بريكس دور في هذا الفشل.
واختلفت الهند والصين، العضوان المحوريان في مجموعة بريكس، حول قضايا رئيسية تتضمن الاستثمار. وانضم وزير التجارة الهندي إلى المفاوضات بعد يومين من بدئها وبعد مغادرة نظيره الصيني أبوظبي.
واشتكت دول جزر المحيط الهادي في المحادثات من شعورها بالتهميش والتجاهل من معظم القوى الكبرى.
وتجدد دعم الولايات المتحدة للتجارة العالمية والمنظمات متعددة الأطراف مثل منظمة التجارة العالمية في عهد بايدن. لكن المفاوضين يدركون أن الرئيس السابق دونالد ترامب الذي عرقل النظام متعدد الأطراف قد يفوز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر تشرين الثاني.
وحتى الآن، لم يتم الاتفاق على أي صفقات بعد نحو خمسة أيام من المحادثات في أبو ظبي، بل توقف القبول الرسمي لمفاوضات مكتملة عن تحسين الاستثمار في منظمة لا بد من إجماع كل أعضائها على القرارات.
لكن يُنظر إلى نزاعات كثيرة من زاويا سياسية، ومن ثم قد تؤدي انفراجة ما إلى تخلي دول عن معارضتها لصفقات أخرى، كما حدث في مؤتمر جنيف عام 2022.
ويُنظر إلى توافق الآراء أيضا على أنه مهم للإمارات التي يتزايد تركيزها فيما يبدو في السنوات القليلة الماضية على تعدد الأطراف والحوار في تراجع عن سياسة خارجية صارمة كانت تتبعها قبل عقد.
فقد شغلت أبو ظبي مقعدا غير دائم في مجلس الأمن الدولي واستضافت مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ كوب28، وانضمت إلى الصين والهند في مجموعة بريكس، وأقامت علاقات مع إسرائيل وأصلحت علاقات ممزقة.
أعلن وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد عن منحة قيمتها 10 ملايين دولار لدعم مبادرات المنظمة قبل الاجتماع.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال