كيف تفاعل مؤشر السوق السعودية في أدائه مع ذكريات فبراير ومارس التاريخية؟ .. تعرف على التفاصيل

كشف رصد لصحيفة (مال) أن شهري فبراير ومارس من كل عام يحملان ذكريات لأحداث قوية مرت بها السوق السعودية وأول تلك الذكريات الذكرى الثامنة عشرة على وصول المؤشر العام “تاسي” لأعلى قمة تاريخية وذلك في جلسة 25 فبراير 2006 والتي كانت حينها عند مستوى  20967 نقطة وأغلق حينها عند مستوى 20635 نقطة.

وبحسب الرصد، فإن من العوامل الرئيسية التي دفعت السوق حينها لهذه القمة التاريخية كان في مقدمتها توسع البنوك بالإقراض وتضاعف حجم القروض الشخصية وتدفق أغلبها للسوق المالية ومن ثم الاستثمار بالأسهم لاسيما بعد  زيادة وتيرة الطروحات الأولية وطرح شركات كبرى للاكتتاب العام وتحقيقها ارتفاعات قوية بعد التداول لفتت أنظار المجتمع السعودي حينها إلى السوق ليصل إجمالي الشركات المقيدة 77 شركة بالإضافة لارتفاع أسعار النفط بأكثر من 200% وارتفاع إيرادات المملكة وزيادة الإنفاق وتراجع الدين العام وارتفاع حجم الاقتصاد بنسبة تقترب من 100% 

وبمقارنة إغلاق مؤشر السوق الرئيسية “تاسي” يوم 25 فبراير 2006 بنهاية تعاملات يوم الأحد الموافق 25 فبراير 2024 عند 12605 نقطة فإن قد خسر نحو 8030 نقطة ما يوازي 38.9%، وفقاً لبيانات سوق الأسهم “تداول”.

ومنذ فبراير عام 2006 وحتى فبراير عام 2024  لم يسجل مؤشر السوق الرئيسية في الـ 18 عامًا الأخيرة مستويات قريبة لأعلى قمة له. وخلال الفترة كان أعلى مستوى وصل إليه مؤشر “تاسي” في نهاية جلسة التاسع من مايو عام 2022 عند 13949 نقطة يليها جلسة الخامس والعشرون من شهر فبراير العام الجاري عند 12662 نقطة يليها جلسة 31 ديسمبر عند 11982 نقطة يليها جلسة يوم 24 ديسمبر 2007 عند 11871 نقطة.

وبمقارنة تداولات جلسة 25 فبراير 2024 مع نهاية جلسة 25 فبراير 2006 فإنه يتضح أن قيم التداولات تراجعت بنسبة 83% بعد أن وصلت في جلسة 25 فبراير 2024 نحو 6.6 مليار ريال مقارنة بنحو 39.9 مليار ريال وصلت إليها بنهاية جلسة 25 فبراير 2006.

وتراجع عدد الصفقات المنفذة بنسبة 17% لتصل إلى 432.5 ألف صفقة وكانت في ذات الجلسة من عام 2006 نحو 518 ألف صفقة. فيما سجلت كميات التداولات ارتفاعاً بنسبة 18% لتصل إلى 385.4 مليون سهم في مقابل 326.2 مليون سهم.

وكان سهم شركة “سدافكو” من أكثر الأسهم ارتفاعًا بمقارنة جلسة 25 فبراير 2006 مع جلسة 25 فبراير 2024 حيث قفز بنسبة 244% بعد بلوغه مستوى 384 ريال مقارنة بإغلاقه في تلك الجلسة من شهر عام 2006 عند 111.60 ريال. وفي المقابل كان سهم الكابلات السعودية  أكثر الأسهم تراجعًا بنسبة 97% يليه سهم أنعام القابضة بنسبة 95%.

والجدول التالي يوضح أبرز الأسهم المرتفعة في تلك الفترة

والجدول التالي يوضح أبرز الأسهم المتراجعة في تلك الفترة:

“نكسة 26 فبراير”

ومن الذكريات التي يحملها شهر فبراير من كل عام أيضا الانهيار المؤلم للمؤشر الرئيسي “تاسي” والذي كان في جلسة السادس والعشرون من فبراير من ذات العام 2006 والذي تسبب تبخر اكثر من تريليون ريال وأصبح يعرف بـ “فبراير الأسود”.

وتراجع المؤشر الرئيسي “تاسي”  في نهاية جلسة يوم 26 فبراير 2006 بالنسبة القصوى 5%  بنحو 1000 نقطة في يوم واحد، وانخفض من مستوى 20634.86 نقطة إلى 19654.68 نقطة.

وبمقارنة إغلاق مؤشر السوق الرئيسية “تاسي” يوم 26 فبراير 2006 بنهاية تعاملات يوم الاثنين الموافق 26 فبراير 2024 عند 12597.21 نقطة فإنه قد خسر نحو 7057.47 نقطة ما يوازي 35.9%، وفقاً لبيانات سوق الأسهم “تداول”.

و”نكسة 26 فبراير”،  كان أسبابها الرئيسية وجود سيولة ضخمة في مقابل قلت عدد الشركات المدرجة والذي تسبب في تضاعفت القيمة السوقية أكثر من عشر مرات وتضاعفت سيولة التداول اليومية مئات المرات إضافة إلى ذلك افتقار المجتمع لثقافة الاستثمار في الأسهم، وترافق ذلك مع غياب شبه تام للأجهزة الرقابية والمنظمة للسوق.

وأما الذكرى الثالثة في تلك الفترة والتي يتذكرها مستثمرو الأسهم السعودية خاصة هي مرور 15 عاما على تسجيل مؤشر السوق الرئيسية “تاسي” أدنى إغلاق له والذي كان خلال جلسة 9 مارس 2009.

ونجح مؤشر السوق الرئيسية “تاسي” في تحقيق مكاسب تتجاوز 205% مع نهاية جلسة الأحد الموافق العاشر من شهر مارس الجاري والتي بلغ فيها مستوى 12619 نقطة بالمقارنة مع الذكرى الخامسة عشر للقاع الذي سجله في 9 مارس 2009 والذي سجل حينها مستوى 4130 نقطة وذلك بعد إنهاء عام الأزمة المالية العالمية 2008 عند مستوى 4803 نقطة.

وبمقارنة بجلسة 9 مارس من العام الماضي سجل مؤشر السوق السعودي ارتفاعا بنحو 21% ما يعادل 2156 نقطة، حيث أغلق آنذاك عند 10463 نقطة.

وبمقارنة تداولات جلسة الأحد 10 مارس 2024 مع نهاية جلسة 9  مارس 2009 فإنه يتضح أن قيم التداولات ارتفعت  بنسبة 138.15% بعد أن وصلت في جلسة 10 مارس 2024 نحو 7.597 مليار ريال مقارنة بنحو 3.19 مليار ريال وصلت إليها بنهاية جلسة  9  مارس 2009.

وارتفعت عدد الصفقات المنفذة بنسبة 254.9% لتصل إلى479.14  ألف صفقة وكانت في ذات الجلسة من عام 2009 نحو 134.97 ألف صفقة. فيما سجلت كميات التداولات تراجعاً بنسبة 60.5% لتصل إلى 312.33 مليون سهم في مقابل 791.35 مليون سهم.

وكان سهم شركة “بوبا العربية” من أكثر الأسهم ارتفاعًا بمقارنة جلسة 09 مارس 2009 مع جلسة 10 مارس 2024 حيث قفز بنسبة 6212% بعد بلوغه مستوى 234.8 ريال مقارنة بإغلاقه في تلك الجلسة من شهر عام 2006 عند 3.72 ريال. وفي المقابل كان سهم زين السعودية  أكثر الأسهم تراجعًا بنسبة 66% يليه سهم البحر الأحمر بنسبة 57%.

والجدول التالي يوضح أبرز الأسهم المرتفعة في تلك الفترة

والجدول التالي يوضح أبرز الأسهم المتراجعة في تلك الفترة:

يشار إلى أن السوق السعودية أصبحت أفضل ومرت بتطورات تمنحها عناصر قوة لمواجهة الأزمات حيث تم سن قوانين شرعتها هيئة السوق المالية بهدف مضاعفة عدد الشركات بأكثر من 200 % كما تم استحداث قنوات استثمارية جديدة كتأسيس سوق نمو وصناديق المؤشرات والعقود المستقبلية والبيع على المكشوف وفتح الاستثمار للأجانب، وانضمت السوق إلى ثلاثة مؤشرات عالمية وأصبحت السوق ضمن أكبر عشر أسواق عالمية، وتجاوزت قيمتها السوقية 11 تريليونات ريال.