الأحد, 28 يوليو 2024

“التحول الرقمي” في المدينة يساهم في بناء بيئة تقنية متكاملة لرفع كفاءة جودة الحياة

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

حظيت منطقة المدينة المنورة كواحدة من أعلى المناطق المتقدمة ضمن قائمة برامج المدن الذكية، وبرزت مؤشرات المنطقة في بناء بيئة تقنية متكاملة عبر تطوير إستراتيجياتها لخدمة الساكن والزائر، وذلك بالارتكاز على أساليب التخطيط لدعم منظومة التحول الرقمي والتنمية الحضرية المستدامة، مما يساهم في تحسين ورفع جودة الحياة وإثراء تجربة السكان والزوار.

وأوضح المهندس عبدالمجيد منقره مدير عام برنامج المدينة الذكية بهيئة تطوير المدينة خلال لقاءه في برنامج المشروع على قناة السعودية بإن استراتيجية المدينة الذكية في المدينة المنورة بدأت في تحديد رؤية موحدة في أن تكون المدينة من أكثر المدن سكينة وطمأنينة في العالم، بإستخدام التقنية والابتكار كجوهر لهذا التحول، حيث تم تحديد 6 قطاعات رئيسية وهي “القطاع السياحي، والنقل، والبيئة والزراعة، وقطاع الأعمال، والأحياء القديمة، والصحة” لاستهداف التحول الذي يعتمد التقنية من أجل تحقيق مستهدفات اقتصادية واجتماعية لسّكان المدينة وزوارها.

وأشار منقره إلى أهم مشاريع التحول الرقمي التي تم تقسيمها وتوزيعها من خلال 3 عدسات رئيسية، تتمثل في مشاريع مرتبطة بالمكان، ومن أهمها مشروع الإنارة الذكية، إضافة إلى المنظومة الأخرى وهي تفاعل السكان والزوار مع المكان والذي تم تطوير “دليل تجارب المدينة الموحد” من أجل تصميم تجارب تساعد في تحسين تفاعل السكان والزوار مع المكان بشكل إيجابي، إلى جانب منظومة التقنية والتي تعتبر منظومة متعددة لعدة مكونات من أهمها الممكّن الرئيسي بتأسيس منصة المدينة المنورة الشاملة الذكية التي توفر البيانات والمعلومات، مضيفاً أن من أهم الوجهات الرئيسية لكل هذه المنظومة هو تطبيق “روح المدينة” الذي تم إطلاقه مؤخراً والذي يعتبر واجهة المعلومات الرئيسية لأهم نقاط الجذب في المدينة المنورة المقدمة لسكانها وزائريها.

اقرأ المزيد

وحقق “دليل تجارب المدينة المنورة” جائزة أفضل مشروع تحول رقمي للمدن الذكية 2023 في فئة الحوكمة الرقمية المبتكرة خلال حفل جوائز مشاريع التحول الرقمي العالمي في إكسبو شنغهاي الصين، إذ يمثل المشروع تغييرًا جذريًا في في التخطيط والتنمية الحضرية بتجاوزه استراتيجيات التخطيط الحضري التقليدية، وذلك عن طريق نمذجة العادات والتجارب اليومية للسكان في قوالب تجارب حية وتفاعلية، مما يسهم في تقديم نهج كامل يركز على التفاعل بين المدينة وسكانها وزوارها، كما يدمج الدليل تجارب المدينة بشكل متناغم بين الجهات الحكومية وقطاع الأعمال وريادة الأعمال والسكان والزوار عبر تشكيل معالم تصميمية مشتركة تعمل كجسر يجمع بين الأطراف ذات العلاقة لغرض مشترك هو تحسين جودة حياة سكان المدينة المنورة وإثراء تجربة زوارها، والمساهمة في رفع تنافسية المدينة المنورة ضمن المدن الأخرى.

ويأتي إطلاق منصة “روح المدينة” الإلكترونية ليشكل نقلة نوعية للسياحة في منطقة المدينة المنورة، الذي يُعيد اكتشافها وتقديمها بمفهوم جديد وبقالب حديث من خلال تسخير التقنيات المتطورة وتعزيز التحول الرقمي، كما تقدم المنصة خدماتها بلغات عالمية تشمل 6 لغات وخدمات التجول الافتراضي بتقنية 360 درجة، إضافة إلى المرشد السياحي والخريطة التفاعلية والخدمات الأخرى.

وفي قطاع النقل استهدفت “حافلات المدينة” تعزيز التواصل مع المستفيدين خدمات النقل العام عبر منصة إلكترونية متكاملة، تتيح إمكانية الوصول لمنظومة النقل، ويستخدم التطبيق الإلكتروني ضمن برنامج إدارة الأسطول الآلي، بحيث يقوم بأتمتة كاملة لأداء حافلات النقل العام في المدينة وتعزيز التكامل مع نظام حجز التذاكر، وأنظمة التتبع والتشغيل ومتابعة حركة الحافلات والتعرف على محطات التوقف والجدول الزمني للرحلات، مما ساهم في رفع مستوى الجوانب التشغيلية والفنية للحافلات، ومتابعة أداء السائقين وتتبع مستوى الخدمة والكفاءة التشغيلية، وفي السياق ذاته يوفر مشروع “كريم بايك” وهو أول شبكة عامة للسكوتر والدراجات الكهربائية في المدينة المنورة، استخدام الدراجات وتشغيلها والاستفادة منها عن طريق تطبيق إلكتروني يتيح تحديد أقرب محطة للدراجات، وتحديد مسار الرحلة ومدتها، وشراء التذكرة إلكترونيا.

وساهمت برامج التحول الرقمي المستخدمة في المسجد النبوي بتسخير التقنية الحديثة لخدمة الزوار والمصلين، كما اتاحت التطبيقات الرقمية آلية الزيارة ومعرفة المداخل والمخارج والأعمال التي يمكن أن يقوموا بها في المسجد النبوي الشريف، وتنظيم عمليات الدخول والخروج بما يتوافق مع الطاقات الاستيعابية المخصصة خلال المواسم، وخدمات الإجراءات الاحترازية والإرشادات.

وساهم وصول المدينة المنورة إلى هذا النجاح بتبني رؤية 2030 واستراتيجياتها ومرتكزاتها، وبذل الجهود من كافة الجهات المعنية في المدينة المنورة عبر تبني التقنيات الحديثة، وكذلك إطلاق المنصة الوطنية للمدن الذكية من خلال الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، ودعم العديد من الجهات الوطنية.

يذكر أن منطقة المدينة المنورة حصدت المركز السابع عربيا والـ 74 عالميا في مؤشر المدن الذكية لعام 2024 متقدمة 11 مرتبة مقارنة بالعام الماضي، وذلك ضمن خمس مناطق سعودية وفقا لمؤشر المعهد الدولي للتنمية الإدارية “IMD “.

ذات صلة

المزيد