الأحد, 22 يونيو 2025

محللون يوضحون لـ (مال): أسباب وفوائد الإدراج المزدوج بين السوق المالية السعودية وهونج كونج

يبدو أن سوق الأسهم السعودية “تداول” والسوق المالية هونج كونج، باتت قريبة من أن تشهد إدراجات مزدوجة بالفترة المقبلة، بعد أن أكدت بوني تشان الرئيسة التنفيذية لشركة “هونغ كونغ إكستشينجز آند كليرينغ” مؤخرًا رغبتها في حذب شركات كبرى من المملكة. وقال محللون في تصريحات لـ”مال”، إن السوق المالية بهونج كونج تبحث عن المزيد من الأموال لتعزيز مستويات السيولة في سوقها المالية، بالإضافة إلى ضخ دماء جديدة عبر طروحات أسهم من الخارج.

وأِشاروا إلى أن هونج كونج تحاول الاستفادة من العلاقات الوثيقة مع الصين واضحة من الجانب السعودي وسعي المملكة لزيادة الملكية الأجنبية وضخ السيولة بالأسهم المتداولة في إطار رؤية 2030 لتنشيط سوقها المالي.

ويأتى ذلك بعد أن واجهت السوق المالية بهونج كونج والمقاصة أوقات صعبة بالسنوات الأخيرة ذلك بعد أن أدى الاقتصاد الصيني المتعثر وزيادة الخلافات بين بكين وواشنطن إلى استنفاد اهتمام المستثمرين بالأسهم المرتبطة بالصين.

اقرأ المزيد

وعلى النقيض من هونج كونج، فإن سوق الأسهم السعودية ارتفعت قيمتها السوقية بنسبة 11% على مدى السنوات الثلاث الماضية، في حين انخفضت القيمة السوقية في هونج كونج بنسبة 25%. ارتفع مؤشر السوق المالية السعودية الرئيسي في 7 من السنوات الثماني الماضية، مع زيادة في التدفقات من المستثمرين الأجانب منذ عام 2019، عندما أضافت شركة “MSCI Inc” البلاد إلى مؤشر أسهم الأسواق الناشئة.

وانخفض حجم الأموال التي جمعتها الاكتتابات العامة الأولية في بورصة هونج كونج إلى 610 ملايين دولار في الربع الأول من العام الجاري، وهو أدنى مستوى منذ عام 2009، في حين انخفضت أسهم مشغل البورصة بأكثر من 50% من أعلى مستوياتها في أوائل عام 2021.

وفي المقابل، أيضًا تتمتع السوق المالية السعودية أيضاً بطفرة جديدة في نشاط الاكتتاب العام الأولي في الأسابيع الأخيرة، وقالت إنه تمت الموافقة على أكثر من 10 طلبات للإدراج. ومنذ شهر نوفمبر الماضي، تمكن المستثمرون في هونج كونج من التعرض للسوق السعودية من خلال إدراج أول صندوق الذي يتتبع الأسهم السعودية بإسم «سي إس أو بي» بهدف للتداول في سوق هونغ كونغ المالي، وهو أول صندوق متداول في البورصة من نوعه في آسيا وذلك بأصول مدارة تزيد قيمتها على مليار دولار.

وظهر صندوق المؤشرات لأول مرة بأصول تزيد قيمتها عن مليار دولار وبدعم من صندوق الثروة السيادية السعودي. ومع ذلك، لم تجتذب سوى حوالي 12 مليون دولار من الأموال منذ إنشائها وحتى نهاية شهر أبريل الماضي، وفقاً لحسابات وكالة بلومبرج إنتليجنس.

وكانت بورصتا هونغ كونغ ومجموعة “تداول” – المشغلة السوق المالية السعودية، وقعت في فبراير من العام الماضي أيضا اتفاقية للتعاون في عدة مجالات لاسيما، الإدراج المشترك، وكان هناك حينها سعي لإقناع شركة النفط العملاقة أرامكو بالإدراج في المركز المالي الآسيوي.

مزايا وتسهيلات

وبدوره، أوضح الرئيس التنفيذي لمركز التنمية والتطوير للاستشارات الاقتصادية على بوخميس، لـ (مال)، إن الإدراج المزدوج الذي تسعى إليه السوق المالية السعودية وهونج كونج سيسهل الفرص في التعاون لتشيط الإدراجات المزدوجة بمجال التكنولوجيا المالية والمجالات المرتبطة بالقضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة. وأشار إلى أن هذا السعي من بورصة هونج كونج سببه الرئيسي ما تمثله السوق السعودية من أهمية في مؤشر إم إس سي آي الذي تشكل فيه حوالي 70٪ بينما اصبح وزن الاسواق الناشئه مجتمعه 10٪ من وزن المؤشر ذاته.
وأوضح بوخميس،أن متوسط حجم التداول اليومي في السوق المالية بهونج كونج والذي يبلغ حوالي 14 مليار دولار أمريكي فضلا عن أنواع الأدوات الأخرى المتعدده في سوق المشتقات وعقود التداول بخلاف الادوات الماليه كالسندات التي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات يؤكد أن هناك فرص استثماريه كبرى تنتظر المستثمر السعودي.

وتوقع بوخميس، أن تشهد الأشهر المقبلة إدراج مماثل في السوق السعودية كصندوق استثماري يتيح للمستثمرين السعوديين الاستثمار في الشركات الصينيه او ربما اطلاق اكتتاب في احد الشركات الصينيه بحيث يتم الطرح المزدوج بين السوق السعودية وبورصه هونج كونج. وأِشار إلى أن المعتقد السائد أن فتح باب التعاون وادراج السوق السعوديه الماليه في السوق المالية بهونغ كونغ هو مجرد تمهيد لاستقطاب الاكتتاب الاكبر في تاريخ العالم في نسخته الثانيه والذي يخص الطرح الثاني لشركه أرامكو كما هو متوقع قريبا بحيث يتم طرح في السوق المالية بهونغ كونغ بجانب الطرح ربما في بورصات عالميه أخرى مثل بورصه لندون ونيويورك وبحانب أيضًا السوق السعوديه.

من جانبه، أكد المحلل الاقتصادي السعودي محمد الشميمري لـ”مال”، أن تلك الخطوات تستهدف تعزيز مكانة سوق رأس المال السعودية كمحور استثماري بين الشرق والغرب، وأِار أن ذلك يعد اهتماماً متزايداً من مصدري الأوراق المالية والمستثمرين في آسيا”.

وذكر، أن تلك الخطوة قد تكون داعمة قوية لعملاق النفط أرامكو السعودية إذا أراد طرح وإدراج أسهمها في بالسوق المالية بهونج كونج.

إلى ذلك قال نائب رئيس إدارة البحوث في شركة “كامكو إنفست” رائد دياب، لـ (مال)، إن تلك الخطوة من جانب السوق المالية بهونج كونج تؤكد بحث الشركات الصينية عن أرضية استثمارية قوية بقصد زيادة التداول والوصول الى شريحة أكبر من المستثمرين محليين وعالميين بحيث يكون لها تأثير إيجابي على الشركات والمستثمرين.

وأِكد أن الادراج المزدوج من شأنه أن يساهم بزيادة السيولة على السهم ويتيح للمستثمرين التداول في العديد من أسواق المال ويزيد من شهرة الشركة وايصالها الى العالمية ويساهم في جذب استثمارت جديدة.

وأشار إلى أن هذا النوع من الادراج يساهم أيضاً في تنويع محفظة المستثمرين ويزيد من مستوى الشفافية من حيث التقارير والافصاحات و تدفق رؤوس الأموال لذلك فان الطرح المزدوج للشركات في السعودية وهونغ كونغ سيعود بالطبع بالفائدة على السوقيين.

ذات صلة



المقالات