الجمعة, 21 يونيو 2024

صناعة الموصلات .. جائحة جديدة تغزو اقتصادات العالم

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

وصف يسار جرار الأستاذ المشارك في كلية «هولت» للأعمال أن الذكاء الاصطناعي هو الجائحة الجديدة التي ستغزو اقتصادات العالم وتعتبر صناعة أشباه الموصلات من المكونات الأساسية لها.

ووفقا لـ CNN توقعت شركة غارتنر للأبحاث استخدام أكثر من 80% من المؤسسات الذكاء الاصطناعي في أعمالها بحلول عام 2026، وإنتاج أكثر من 30% من الأدوية والمواد الجديدة عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وتدخل اليوم هذه الموصلات في الصناعات والقطاعات كافة من الحواسيب (26%) والاتصالات (30%) والسيارات (14%) إلى الاستهلاك الفردي والصناعة (14%) والقطاع العسكري (2%) وفقاً لأرثر دي ليتل.

اقرأ المزيد

وتحتاج صناعة الموصلات إلى مواد خام أولية كالسيليكون والنحاس والألومنيوم والذهب والفوسفور وغيرها، ما يجعل عمليات تصنيعها معقدة ومرتبطة بالتطورات السياسية والاقتصادية العالمية.

وحتى اليوم تهيمن الصين على إنتاج هذه المواد، حيث تمتلك 11 عنصراً أساسياً طبيعياً، تليها جنوب إفريقيا التي تمتلك أربع مواد أساسية، الأمر الذي يعطي هذه العناصر مراكز استراتيجية في سلاسل التوريد العالمية لأشباه الموصلات، ويجعلها موضوع حروب اقتصادية، رشح جرار زيادة حدتها في المستقبل.

تتصف سلاسل إمداد أشباه الموصلات والرقائق بالتنوع بين الدول والشركات، تبدأ بمرحلة إنتاج وتصدير المواد الخام ومصنعي المعدات اللازمة لصناعة الرقائق الإلكترونية وقطاع التصميم والابتكار وقطاع البحوث، إلى التجميع والاختبار فالتخزين، وتتنوع كذلك هذه القطاعات وفق التخصصات في استخدامات الرقائق الإلكترونية.

وقالت هدى الخزيمي الأستاذ المساعد في جامعة نيويورك بأبوظبي ومؤسس مؤسسة (Emaratsec) ورئيس مشارك لمجلس المستقبل لمنتدى الاقتصاد العالمي «إن هناك فجوات عالمية في سلاسل الإمداد وهي تتنوع بين لاعبين رئيسيين يتحكمون في مختلف جوانب هذه الصناعات، فالتنوع وفق الاختصاصات يعكس تعقيداً في سلاسل إمداد الرقائق على المستوى العالمي وتباين القوى بين الشركات والدول المنتجة».

وأضاف أندريه بوركاكي شريك أول في ماكينزي ويتولى قيادة قسم أشباه الموصلات في الشركة “إن الاضطرابات في سلاسل التوريد في السنوات الأخيرة، سواء كان سببها الأحداث الطبيعية أو التوترات الجيوسياسية، يجب على القطاع الصناعي التعامل معها، وبهذا الصدد، فإن عدداً من اللاعبين يستكشفون الفرص لتنويع بصمتهم في هذا المجال ولضمان المرونة عندما يتعلق الأمر بالقدرة على الحصول على مصادر متعددة في جميع أنحاء العالم”.

ويرى الخزيمي أن الصين وأمريكا هما أكبر المستهلكين والمنتجين لهذه الشرائح، ولكل منهما نقاط ضعف وقوة يستخدمانها لممارسة الضغوطات الخارجية عبر نقاط التعرض التجاري المختلفة داخل الصناعة، وأفادت «أن أمريكا تقود اليوم على صعيد الابتكار والتصميم، بينما تهيمن الصين على التجميع والاختبار، وكلاهما يمارس الضغوط على تايوان التي تنتج أكثر من نصف القدرة العالمية لتصنيع الشرائح».

ولم يستبعد جرار هيمنة كل من الاتحاد الأوروبي والصين وأميركا على هذا القطاع، عازياً ذلك إلى ثلاثة أسباب رئيسية، هي سيطرة بعض الدول على 70 في المئة من مدخلات الإنتاج أي العناصر الأرضية النادرة، ومحدودية مصانع المعدات التي تحتاج إليها هذه الصناعة وندرة المواهب في هذا القطاع.

وصلت القيمة السوقية لقطاع أشباه الموصلات إلى 611 مليار دولار وفق تقرير الربيع 2024 لمنظمة إحصاءات تجارة أشباه الموصلات العالمية، ومن المتوقع أن تناهز التريليون دولار منتصف العقد المقبل وفق آخر تقارير ألفاريز آند مارشال.

كانت السوق شهدت خلال السنة الماضية تراجعاً في الإيرادات بنسبة 11% (533 مليار دولار) نظراً للتوترات الجيوسياسية وارتفاع أسعار الفائدة اللذين تسببا في تعطيل سلاسل الإمداد وتدني القدرات الشرائية لدى المستهلكين.

و أنعش إطلاق إنفيديا -التي دخلت أواخر العام الماضي نادي الـ5 الكبار للمرة الأولى على سوق ناسداك لشرائح تطبيقات الذكاء الاصطناعي القائمة على معالجة الرسومات GPU- سوق أشباه الموصلات التي -برأي الخبراء- أدخلت القطاع في دورة جديدة من النمو.

ذات صلة

المزيد