الإثنين, 22 يوليو 2024

“انفيسكو”: المستثمرون السياديون يتجهون نحو الأسواق الناشئة مع تصاعد التوترات الجيوسياسية حول العالم

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

أكد تقرير أطلعت عليه (مال) صادر عن شركة إنفيسكو لإدارة الأصول، أن التوترات الجيوسياسية تفوقت على التضخم لتصبح الشغل الشاغل للمستثمرين السياديين، الأمر الذي دفعهم إلى زيادة الاهتمام بتخصيص أصول للأسواق الناشئة.

وأشار الإصدار السنوي الثاني عشر من تقرير “إدارة الأصول السيادية العالمية” الصادر حديثًا، أن 83% من المستثمرين السياديين، بما في ذلك 95% من المستثمرين في منطقة الشرق الأوسط، إلى التوترات الجيوسياسية باعتبارها الخطر الأكبر على النمو الاقتصادي خلال الأشهر الـ 12 المقبلة. ولفت التقرير إلى أن هذا الاتجاه يعكس المخاوف بشأن المنافسة بين القوى الكبرى واحتمال عرقلة التجارة.

وأكد التقرير الذي استند، إلى آراء 140 من كبار مسؤولي الاستثمار، ورؤساء فئات الأصول، وكبار استراتيجيي المحافظ في 83 صندوق ثروة سيادية و57 بنكاً مركزياً، يديرون معاً أصولاً تبلغ قيمتها نحو 22 تريليون دولار، أن التضخم لا يزال يشكل مصدر قلق كبير، حيث تتوقع 43% من صناديق الثروة السيادية والبنوك المركزية على مستوى العالم، و68% في الشرق الأوسط، أن يحتل التضخم مكانة مهمة على أجندة البنوك المركزية.

اقرأ المزيد

وتوقع التقرير أن ما يقرب من ثلاثة أرباع المستثمرين، 71% في جميع أنحاء العالم و70% في الشرق الأوسط، أن تظل أسعار الفائدة وعائدات السندات عند مستوى من رقم آحاد متوسط على المدى الطويل، مما يشير إلى تحول في التوقعات السابقة.

وأشار التقرير إلى أن جاذبية الأسواق الناشئة آخذة في الازدياد. وتوقع التقرير أن أكثر من نصف صناديق الثروة السيادية (54%)، بما في ذلك 71% في الشرق الأوسط، أن تستفيد الأسواق الناشئة من خلال اللعب على حبال القوى العظمى المتنافسة، ويعتقد 54% من تلك الصناديق (86% في الشرق الأوسط) أن الأسواق الناشئة أصبحت أكثر جاذبية بسبب قربها الجغرافي وهيكلتها الإقليمية.

وبحسب التقرير، أن من بين مناطق الأسواق الناشئة، تتصدر آسيا (باستثناء الصين) هذا الاتجاه، حيث تعتبرها 83% من صناديق الثروة السيادية، بما في ذلك جميع الصناديق في الشرق الأوسط، أولوية بالنسبة لها.

وأشار التقرير أن الهند لا تزال في دائرة الضوء، حيث ينظر إليها 88% من صناديق الثروة السيادية في جميع أنحاء العالم وجميع الصناديق في الشرق الأوسط على أنها سوق جذابة لزيادة ديون الأسواق الناشئة.

مشهد تنافسي

وقالت جوزيت رزق، رئيسة قسم الشرق الأوسط وإفريقيا في إنفيسكو: “في ظل البيئة الكلية الراهنة التي لا يمكن التنبؤ بها، يقوم المستثمرون السياديون بإعادة إعداد وضبط محافظهم الاستثمارية، مع التركيز بشكل خاص على الأسهم والائتمان الخاص وصناديق التحوط. وتكتسب الأسواق الناشئة زخماً ملحوظاً، حيث تتبنى الصناديق نهجا انتقائياً تجاهها”.

وأضافت رزق: “تتزايد جاذبية الائتمان الخاص بالنسبة لصناديق الثروة السيادية، حيث يستثمر الكثير منها من خلال الصناديق والصفقات المباشرة. وتفضل صناديق الثروة السيادية في المنطقة الأسواق المتقدمة، ولكنها تقوم أيضاً باستكشاف الأسواق الناشئة، مع الموازنة بين الاستراتيجيات الدفاعية وانتهاز الفرص للتنقل في هذا المشهد التنافسي.”

وتابعت رزق: “يعتمد المستثمرون السياديون في المنطقة بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي في عملياتهم الاستثمارية، مع إدراكهم لقدرته على أن يصبح أداة أساسية في عملياتهم. ورغم وجود بعض التحديات، إلا أن الجهات المعنية تستثمر الأموال في التدريب والشراكات للتغلب على العوائق الموجودة.”

واختتمت رزق حديثها بالقول: “في ظل حالة عدم اليقين العالمية، تعمل البنوك المركزية في المنطقة على تعزيز احتياطياتها وتنويعها. وتتزايد جاذبية الذهب بسبب المخاوف بشأن ارتفاع مستويات الديون الأمريكية. كما تتزايد المخصصات الموجهة للأسواق الناشئة مع سعي البنوك المركزية إلى تعزيز عائداتها وتخفيف المخاطر”.

جاذبية الذهب في عالم غير مؤكد

وأشار التقرير إلى أن البنوك المركزية تعمل على تعزيز وتنويع احتياطاتها من الذهب في خضم حالة عدم اليقين، حيث يخطط 53% منها على مستوى العالم لزيادة حجم احتياطاتها، ويخطط 52% منها لتنويع إضافي لاستثماراتها.

وأوضح التقرير أن ارتفاع مستويات الديون الأمريكية يتمتع بتأثير سلبي على الدور العالمي للدولار الأمريكي بحسب ما أفاد 64% من المشاركين على مستوى العالم و33% في الشرق الأوسط.

وفقا للتقرير فإنه وفي الوقت نفسه، يعتقد 18% من البنوك المركزية المشاركة في الدراسة، بما في ذلك 20% في الشرق الأوسط، أن وضع الدولار الأمريكي كعملة احتياطية عالمية سيكون أضعف مما هو عليه الآن في غضون خمس سنوات.

ومن ناحية أخرى، يكتسب الذهب جاذبية متزايدة، حيث قامت 35% من البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم بزيادة مخصصاتها للذهب في السنوات الثلاث الماضية، ويخطط 37% منها القيام بذلك في السنوات الثلاث المقبلة.

وفي الشرق الأوسط، فإن هذه النسب تبدو أكثر وضوحاً حيث تبلغ 70% و78% على التوالي. ويؤدي استخدام احتياطيات البنك المركزي كسلاح إلى جعل الذهب أكثر جاذبية بالنسبة لـ 56% من البنوك المركزية بشكل عام، بينما يتفق 48% على أن ارتفاع مستويات الديون الأمريكية قد عزز من جاذبية الذهب. وتبلغ النسبة في كلا المجالين 88% في منطقة الشرق الأوسط.

وتوقع التقرير أن تصل نسبة البنوك المركزية التي تخصص 5% أو أكثر من استثماراتها للأسواق الناشئة (باستثناء الصين) إلى 34% على مستوى العالم و22% في الشرق الأوسط في غضون خمس سنوات.

وبحسب التقرير، فإن الهند تشهد على وجه الخصوص، اهتماماً كبيراً، حيث يرى 83% من البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم وجميع البنوك المركزية في الشرق الأوسط، أن الهند تمثل سوقاً جذابة لزيادة التعرض عليها.

 

ذات صلة

المزيد